Libya 1956

جلاله العاهل العربي في ليبيا

والمملكة الليبية ، هي رابعة دول الشمال الإفريقي وهي حصن من حصون العروبة في المغرب لذلك كان من الطبيعي أن يلبى جلالة الملك المعظم دعوة عاهلها العظيم ، فان ذلك كما قالت الصحف الليبية يعتبر عيداً قومياً للمملكة الفتية ، إن زيارة جلالة الملك سعود لأخيه في الله وفي العروبة جلالة الملك إدريس إعلاء وتمجيد للعروبة والإسلام ، وتأكيد لأواصر الصداقة والمحبة التي يجب أن تكون رباطا مقدسا بين الشعوب العربية ، ولذلك كانت فرحة الليبيين بالزيارة الملكية جليلة ورائعة ، فلبست طرابلس المغرب أبهى الحلل وأجمل الثياب وعطلت دواوين الحكومة ودور التعليم وترك المزارعون والرعاة أعمالهم لينطلقوا جميعا لتحية عاهل العروبة وحامي الحرمين الشريفين ، وأقيمت الحفلات العظيمة والمآدب الفاخرة وزينت الطرق العامة بأقواس النصر واللافتات الزاهية حتى بلغ عدد تلك الأقواس في طريق واحد بين المطار وطرابلس ثمانون قوسا وخرجت الصحف بأثواب قشيبة من المقالات التي تشيد بأثر هذه الزيارة الكريمة في نفوس الليبيين وبالصور الناطقة للعاهلين العظيمين سعود وإدريس وبرجال الدولة والسياسة والعلم الذين كانوا في شرف الاستقبال والاحتفال والوداع.

وتبرع جلالة الملك المعظم بمبلغ خمسين ألف ريال للجمعيات الخيرية الليبية وتطلق بلدية المدينة اسم جلالة الملك سعود المعظم على أهم شوارعها الرئيسية وهكذا أقام جلالة الملك المعظم سعود مع أخيه جلالة الملك إدريس أياما هي أعياد في تاريخ القومية العربية ..

وكان وداع جلالته في مطار طرابلس رائعا جليلا إذ كان على رأس المودعين جلالة الملك إدريس ودولة رئيس الوزراء مصطفى بن حليم ورجال الدولة والأعيان وجموع الشعب وصافحهم جميعا جلالة الملك سعود وتوجه إلى الطائرة التي سوف تقل جلالته إلى مصر بين دعاء المودعين لجلالته بان يجعل الله حله وتر حاله سالما ولخير العروبة والمسلمين .

وهذا نص البلاغ الرسمي المشترك حول المحادثات التي جرت بين جلالة الملك المعظم وجلالة الملك إدريس الأول.

أذاعت المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر البلاغ الرسمي المشترك الآتي :-

جرت محادثات خلال زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وحضرة الملك إدريس الأول ملك المملكة الليبية المتحدة في المدة الواقعة ما بين يوم 22 و 24 فبراير 1957 بطرابلس أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها العاهل السعودي لليبيا.

وقد استعرض الملكان العظيمان الحالة السياسية في الشرق الأوسط ومختلف القضايا العربية بصورة خاصة ، وقد تناول البحث بين العاهلين العربيين موضوع محادثات جلالة الملك سعود مع الرئيس الأمريكي إيزنهاور وحكومته . وقد أبدى جلالة الملك سعود ارتياحه لتفهم الرئيس الأمريكي إيزنهاور للقضايا التي تخص العرب وقد وجد العاهلان نفسيهما متجاوبين في تقدير تفهم الرئيس

إيزنهاور لقضايا العالم العربي ، وقد أتاحت هذه المحادثات بين العاهلين العربيين الفرصة لتأكيد أواصر الأخوة والصداقة القائمة بين المملكتين الشقيقتين وتوحيد وجهات النظر والجهود المشتركة لما فيه صالح العرب وتحقيق أمانيهم في نطاق ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة . وقد اتفق العاهلان العربيان في جو من الود والإخاء اتفاقا تاماً على :-

الاستمرار في التأييد القوى للشعب الجزائري المكافح في مطالبة المشروعة في الحرية والاستقلال وحل القضية الجزائرية حلا سلمياً عادلاً يحقق أماني هذا الشعب الشقيق.

تأكيد التمسك بضرورة انسحاب إسرائيل انسحابا تاما غير مشروط من قطاع غزة وشرم الشيخ كما قررت ذلك هيئة الأمم المتحدة ، وضرورة وضع حد لاعتداءات إسرائيل المتكررة على البلاد العربية.

___________________________________________________________________________

المرجع-اضواء على المملكة العربية السعودية 1377 تاليف الشيخ عبدالله بلخير