اشتد الحر في الصيف سنة 1957 اشتداداً زائداً ، فقصد الملك سعود مدينة أسمره في الحبشة وتقع في العدوة الثانية من البحر الأحمر ، وتتمتع بجو لطيف معتدل ، بلغها صباح الجمعة 21 ذي الحجة سنة 1376 (يوليو سنة 1957) للراحة والاستجمام .
وأبى نجاشي الحبشة إلا أن تكون الزيارة رسمية ، فأمر ، ففتحت أبواب القصر الملكي لنزوله واستقبله الحاكم العام لمقاطعة الاريترية نائباً عن الإمبراطور وبالغت الهيئات الشعبية في تكريمه.
وقصد بعد ذلك إلى أديس أبابا ، عاصمة الدولة ، تلبية لدعوة الإمبراطور ، فبلغها يوم 23منه.
ودارت مباحثات بين العاهلين ، فتم الاتفاق على تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية ، وتبادل التمثيل الدبلوماسي ، على مستوى سفارة ، كما بحثا بنوع خاص ، القضايا السياسية التي تهم الشرق الأوسط ، واتفقا على تنسيق سياستيهما ، واتجاهاتها ، إزاء كثير من المسائل ذات العلاقة المشتركة .
ووصل إلى الرياض صباح السبت 10 رجب سنة 1379 ، إمبراطور الحبشة ، هيلاسلاسي ) تلبيه لدعوة الملك في زيارة رسمية.
ودارت مباحثات بين العاهلين ، دلت على اتفاقهما في تأييد ، مبادئ السلم ، والتعاون الودي سجل ذلك البلاغ المشترك الذي أذيع في ختام هذه الزيارة .
__________________________________________________________________________
تاريخ الدولة السعودية في عهد سعود بن عبد العزيز
تأليف أمين سعيد المجلد الثالث
الطبعة الأولى – بيروت 1385هـ / 1965م.