بعد إقامة مؤتمر القاهرة وإعلان نتائجه ومنح تاج العراق للشريف فيصل وإمارة ما وراء الأردن _ شرق الأردن _ لأخيه الأكبر الملك عبد الله ، شعر عبد العزيز بالخطر يحدق به من جهات متعددة فقرر تقوية مركزه في الداخل والقضاء على إمارة آل الرشيد , فشرع في إعداد العدة للمواجهة المرتقبة التى لم تطل مدة انتظارها عندما وجدت المبررات لشن الهجوم على هذه الإمارة بعدأن نقضوا معه الصلح.
وعند إتمام وضع التخطيط اللازم للهجوم وبدء العمليات العسكرية ، بعث عبد العزيز بابنه سعود على رأس قوة كبيرة من الإخوان الشعبية الى جنوب جبل " آجا " من جبال شمر فى حايل ، فقام بالهجوم على آل الرشيد وكسب مغانم كثيرة ، ولكنه وجد صعوبة في المزيد من التقدم بسبب جفاف المنطقة الشديد في تلك السنة فأمر الملك عبد العزيز بإرسال سرية إلى قرب البقيق بينما تقدم بنفسه إلى الأجفر , ولكن بما أنهم لم يقاتلوا قمت القوات بالاانسحاب عائدةً إلى الرياض عام( 1338هـ 1919م ) [1].
لم يتوقف " السلطان " عبد العزيز عن إعداد المزيد من العدة والخطط والاستعداد لاحتلال حائل , ففي الصيف( 1340هـ 1921م ) وبرفقة ما يقارب عشرة آلاف مقاتل ، رسم خطة لتطويق شمر من ثلاثة جهات وسلّم قيادة إحدى الفرق لأخيه محمد لمحاصرة حائل ، والثانية لولده سعود لمهاجمة شمر عبر الخط المباشر بينما احتفظ بالفرقة الثالثة تحت إمرته في القصيم كقوة احتياطية .
كانت ثقة الملك عبد العزيز حينذاك بقدرة ابنه سعود على تحمل الأعباء وحده لا يرقى إليها الشك , فبدأ سعود ومن معه من الإخوان بمهاجمة بادية شمر ونزل معهم قرية الخاصرة شرقي حائل وانتصر عليهم وجمع منهم أموالا جمة ، بينما توجه عمه محمد إلى أطراف حائل في الوقت الذي كلف فيه شيخ قبيلة مطير فيصل الدويش بالقيام بهجوم تضليلي من جهة الجنوب . وعند ابتداء العمليات قرر الملك عبد العزيز استدعاء أخيه محمد وسلم القيادة العليا لسعود الذى قام بحصار حائل وتضييق الخناق عليها لمدة شهرين الذى لم تخف شدته حتى قيام عبد الله بن متعب الرشيد بخطوات المصالحة ومن ثم الإستسلام لمعسكر سعود الذى عُرف عنه الشهامة والمروءة وكرم الأخلاق. رحّب سعود بذلك واستقبل خصمه بالتقدير الذي يتلاءم مع وضعه كحاكم وضيف وقرر مرافقته شخصياً إلى الرياض لتقديمه لأبيه مما ترك ذلك الامر أبلغ الأثر في نفس ابن الرشيد وشعر بالراحة هو وغيره من الراغبين في المصالحة والسلم منعاً للمزيد من إراقة من الدماء وصعوبة التعا يش المشترك [2].
كما رأى الملك عبد العزيز في ابنه سعود سمات فن التعامل مع الناس ودماثة الخلق التي مكنته من كسب ألد أعدائه أصدقاء مخلصين له كما فعل مع ابن الرشيد مما جعله يستعين به طوال حياته فيما بعد في معالجة أصعب الأمور ولا سيما ما يخص منها شئون القبائل . ولكن بعد استسلام عبدالله الرشيد وعودته إلى قبائل شمر وا بداء رغبته الصادقة في المصالحة مع إقدامه على تسليم نفسه لسعود, لم ترضى قبائل شمر بخطوة أميرهم عبد الله بن متعب الرشيد فاختارت لها أميراً آخر هو محمد بن طلال بن الرشيد للتصدي لقوات عبد العزيز , عندها أمر عبد العزيز ابنه سعود بالعودة إلى حائل لقيادة الجيش فيها والتصدي للمتمردين من آل الرشيد الذين كانوا فى مواجهة مع قوات فيصل الدويش ومساندة قوات الدويش . قام سعود بتنفيذ أوامر والده حتى تحقق لهذه القوة النصر و اجبار قوات محمد بن طلال بن الرشيد بالتقهقر إلى حائل متزامنا ذلك مع وصول القوات السعودية للضغط عليهم عبر الهجوم من الشمال والشمال الشرقي تحت قيادة عبد العزيز, بينما بقيت القوات التي يقودها سعود على مشارف جبل أُجا .شكلت هاتين القوتين النتيجة المرتقبة باستسلام حائل للمرة الثانية للقوات السعودية, وعندما قام المستسلمون بالسلام على عبد العزيز وجههم إلى خيمة ابنه سعود أيضا لأداء نفس الواجب . بعد الانتهاء من ضم حائل قامت القوات السعودية بضم الجوف أيضاً .
بعد تلك الأحداث التي انتهت باستسلام عاصمة ابن الرشيد، تزوج الملك عبد العزيز من فهدة الشريم أرملة سعود بن عبدالعزيز المتعب الرشيد و قام برعاية ابنها مشعل بن سعود بن عبدالعزيز الرشيد و أنجبت للملك عبدالعزيز ثلاثة أبناء وهم الملك عبدالله والأميرة نوف والأميرة صيطه, واقترن سعود بالأرملة الثانية لسعود بن عبدالعزيز المتعب الرشيد وهي لولوه صالح السبهان وقام برعاية ابنائها عبدالعزيز, وبنيه و, أنجبت للملك سعود بناته نوره وموضي. وتزوج سعود بن عبد الرحمن من الأرملة الثالثة لسعود بن عبدالعزيز المتعب الرشيد وأنجبت له ابنه فيصل. وكان هدف الملك عبد العزيز من زواجه وزواج ابنه سعود بانهاء النزاع بين الاسرتين وتصفية الخواطر واستتباب حكمه واسقرار بلاده. وكنتيجة لهذا الدور الكبير الذي لعبه سعود في استسلام حائل تمكن من رفع مكانته عند والده الذى رأى فيه العديد من سماته الشخصية وقدراته وهو في مثل سنه [3].
References