معركة الخراص

الخراص هو شيخ من شيوخ عتيبة وحدثت هذه المعركة فى عام ( 1338هـ - 1918م )
 
لقد كان والده الراحل يعرف ما في نفس ولى عهده من كنز ثمين وجواهر لألاءة فأراد أن يصقل هذه المواهب الرائعة في كل عمل مثمر وجهد مشكور ، وهكذا انتدبه مرات عديدة لتأديب بعض العصاة والخارجين على القانون ، والبطش بمن يعيش على تحدى الشرائع والقوانين وإيذاء الناس.
 
فقاد ( سعود ) الفتى جمعاً غفيراً من كرام الأبطال وفطاحل الشجعان فخاض بهم غمار حرب ضروس. وكان في كل معركة يخوضها العلم الخفاق والشعلة المتقدة والقوة النافذة ، فكلما تفقدت سيفه البتار الفيته يعمل بنشاط في صدور الأعداء ، ولو حاولت العثور عليه لألفيته في منتصف جنود العدو يلوح يميناً وشمالا يجتز الرؤوس ويبقر البطون ويقطع الأيدي ويذيق الموت الزؤام لمن أراد أن يسقيه كأس الحمام...
 
أنه بطل صنديد ، وقائد محنك ، عركته الأيام ، وامتحنته التجارب ، وعجمت عوده الأحداث فإذا به يخرج من جميع المعارك وهو أشد ما يكون عليه قوة وبأساً وتعالياً...
 
ولو داخلك الشك فيما أقول فتعال معي لنشهد المبارزة الرهيبة التي دارت رحاها بين ( سعود ) و " الخراص " ذوى البأس والبطش بين أبطال العرب في شبه الجزيرة .
 
لقد نزلا لبعضهما كما كان الحال في عصور الإسلام الأولى يصطف الجيشان المتحاربان عن بعد ، ويبرز من بينهما فارسان يلتحمان في عراك رهيب حتى يصرع أحدهما الآخر ويخرج فارس آخر من جيش القتيل ليحل محله وهكذا دواليك ، فتشهد الصحراء بشجاعة البعض كما تشهد بضعف البعض الآخر ، وهكذا كان الحال بين ( سعود ) والخراص ، فقد وقف جيش المبارز الأول في مكان ووقف جيش المبارز الثاني في مكان آخر ، وبرز ( سعود ) يطلب منازلة الخراص !! وخرج له هذا وهو يسخر من ذلك الفتى الحديث الذي يعرض نفسه للتهلكة بمثل هذه السهولة..
 
ولكن ما أن أنقض على المبارزة بعض الوقت حتى أيقن الخراص أنه أمام بطل صنديد وفارس عنيد لا يشق له غبار ، وحدث أثناء المعركة أن إنقصم سيف الأمير ( سعود ) فأراد الخراص أن يعالجه بضربة قاضية وهو شبه أعزل من السلاح ، إلا أن الأمير الفتى استطاع أن يرد الخطر عنه بواسطة ما تبقى في يده من السيف ، إلى أن قذف إليه أحد أعوانه بسيف آخر..
 
وحدث بعد برهة أن أصيب الخراص بلطمة على ساعده فسقط السيف من يده على الأرض وتوقف ( سعود ) عن قتاله ، ولو فعل الآن لضمن قتل الخراص في غمضه عين ... أجل ، توقف الأمير عن القتال وأشار إلى خصمه ليأخذ سيفه لأنه يأنف أن يقتل رجل أعزل من السلاح ، فلما التقط الخراص السيف حاول ثانية أن يغدر بـ ( سعود ) فوجه إليه طعنة رهيبة استطاع الأمير الشاب أن يتلاقاه ولكن حصانه المسكين فشل في تجنبها فهوت الضربة على رأسه وقدت عنقه ...
 
وهنا ثارت ثائرة الأمير فقفز إلى الأرض وأجبر خصمه على الاحتذاء به ثم دار بينهما عراك مميت انتهى بتطاير رأس الخراص بعيداً وارتماء جثته تحت قدمي الأمير الباسل. [1]

References

  1. ^  الوثبة السعودية بقلم محمد السلاح الصحفى الطيار