معركة جراب في ١٩١٥

وقعت معركة جراب بعد احتلال الملك عبد العزيز للإحساء في عام ( 1333هـ 1914م ) 
 
كانت أول معركة شارك فيها سعود مع أخيه الاكبر تركي هي معركة جراب التي وقعت على مقربة من الزلفي ضد أمير حائل متعب بن الرشيد الذي نزل معتدياً عام( 1333 هـ 1915م ), وكان عُمرُ سعود آنذاك 13 عاماً , ولم نتمكن من العثور على معلومات إضافية تفيد عن دوره في هذه المعركة ، سوى أنه عندما عاد الملك عبد العزيز إلى القصيم أمر ولديه بالعودة إلى الرياض مصطحبين أخيهما الأصغر محمد الذي ولد عام (1328هـ 1910م ) [1]. وقد اشتهرت هذه المعركة بسبب مقتل الكابتن شكسبير الممثل السياسي البريطاني في الكويت والذي كان من مؤيدي عبد العزيز الذى كانت تربطه به صداقة ،
 
وكان وجود الكابتن شكسبير في معركة جراب بسبب قدومه لزيارة عبد العزيز والتفاوض معه على شروط معاهدة بين بريطانيا وبين إمارته , وقد اقترح عبد العزيز عليه البقاء في الزلفي حتى انتهاء المعركة ولكن شكسبير قرر المشاركة فى المعركة التى انتهت دون تحقيق نصر لأي من الطرفين . كان هدف عبد العزيز من توقيع المعاهدة مع بريطانيا هو حصوله على الحصانة من الاعتداءات المتكررة من الدولة العثمانية وممثليها والحصول على مساعدة مالية وحربية لمواجهة آل الرشيد إلا أن مقتل شكسبير أجّل توقيع المعاهدة إلى أوائل عام 1334هـ ( أواخر عام 1915م ) أي لمدة تقارب السنة . وبعد المعاهدة تسلّم الملك عبد العزيز من السلطات البريطانية مساعدة قدرها عشرين ألف جنيه إسترليني وألف بندقية مع كمية من الرصاص وسمح له باستيراد كميات إضافية عند الضرورة عبر البحرين. [2]
 
كانت معركة جراب نقطة حاسمة في حياة سعود حيث رأى عن قرب ولأول مرة كيف تدار المعارك الحربية وتتم المفاوضات وتبرم الاتفاقيات السياسية , وتقديراً من عبد العزيز لما شاهده في ابنه سعود من جلد وصبر وقوة تحمل وجُرأة بالإضافة إلى الاستعداد والقابلية لاستيعاب دروس الحرب والتجاوب معها في تلك السن المبكرة ، بدأ يرحمه الله بالاعتماد عليه شيئاً فشيئا وجعله ملازماً له في مهماته وحمله بعض المسئوليات بهدف تدريبه وتوسيع خبراته في العديد من المجالات التي تعد ضرورية لشاب في وضعه كمرافقته له في غزوة أبو ليلى على مقربة من الإحساء ضد شيوخ بني هاجر. [3]
 
توالت الأحداث والحروب بعد ذلك مع قبائل العجمان بما فيها معركة كنزان التي قتل فيها سعد بن عبد الرحمن وجرح فيها الملك عبد العزيز . كما توترت العلاقة بين الملك عبد العزيز والشيخ مبارك الصباح الذي توفي عام( 1334هـ 1915م ) وتولى مكانه ابنه جابر الذي كان يكنُّ لعبد العزيز شيئاً من المودة ، إلا أنه توفي بعد سنة من تسلمه الحكم واستلم الحكم بعده أخوه سالم مبارك الصباح والذي لم يتردد عن إظهار مشاعره السلبية وممارسة سياسيته العدائية تجاه عبد العزيز الذى أصبح بدوره يواجه الأخطار من جميع الجهات, فبالإضافة إلى حاكم الكويت الجديد كان هناك ابن الرشيد من الشمال والاشراف من الغرب وبعض القبائل المحيطة به من كل جانب .
 
كان الإحساس بالخطر أهم عامل جعل عبد العزيز يبادر إلى التفاهم مع دولة عظمى تساعده على مقاومة ما كان يتحسس به من المخاطر المحيطة مما زاد فى حاجته إلى أبنائه كمساندين له.
 
 

References

  1. ^ حمزه ، فؤاد . مرجع سابق .
  2. ^ 133 . p , 1913 DECEMBER the 16-15 Memorandum Of interview with Ibn Saud On Archives Edition : Ruling Families Of Arabia V.I
  3. ^ حمزة فؤاد مصدر سابق .