مقال عن المعهد - مجلة الناصرية 1

الناصرية
 
صِحيفة مَعهْد أنجال جلالة الملك
سعود المعظم 1376
 
المحررون من الطلبة
 
•  بَدر بن سعود
•  خَالد بن فهَد
•  عَبد الرحمن بن عَبد العَزيز آل الشيخ
•  أحَمَد الشبيلي
•  عَبد العزيز التويجري
•  أحَمَد بن عَبد العَزيز
•  خالد بن سعُود
•  خالد بن مسَاعد
•  بندَر بن فهد
•  عَبد الله بن جلوي
•  منصُور بن سعُود
•  سطام بن عَبد العَزيز
•  سعُود بن عَبد الله
•  ناصر بن عثمان الصَالح
•  إبراهيم بن غصن
•  عَبد الرحمن بن مغيصيب
 
المشرفون من الأساتذة
 
•  محمّد علي عَبد الجوّاد
•  حسَن مرسي خلول
•  سيد محمّد راضي
•  سعيد الحسيني حيزه
•  عبد السلام عبد القادر
 
تصميم الغلاف : الأستاذ سيد محمد راضي
 
الكلمة الملكية السامية
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
 
مِن سُعود بن عبْد العزيز إلى الابن منصُور بن سُعود
 
مندوب جمعيَّة الصحافة بمعهَد الأنجال - سَلمّه الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، فقد تلقينا كتابكم الذي تخبروننا فيه بانتداب صحيفة الناصرية لكم ، لتنقلوا إليها كلمة منَّا لطلبة معهَد الأنجال ، وتلبية لرغبتكم جميعاً ، فإنا نوجه لصحيفتكم ولأبنائنا في المعهد الكلمة التالية :
 
" إنّني أتمنى لمعهَد الأنجال أن يكون نموذجاً وقدوَة ً حسَنَة لمدارسِنا في النهضة المباركة التي نسعى إليها في نشر العلم في وطننا المسلم العربي . ولسنا بحاجة إلى ابتداع نبراس يسير عليه أبناؤنا في تعليمهم ،فقد من الله علينا بفضله في رسالته لنبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه فسن لنا الطريق لنكون سُعداء في الدارين ، والذي أرجوه أن يكون الهَدف الذي يَسير عليه التعْليم في بلادنا هو فهم ما جَاءَ من عند الله علي لسَان رسُول الله .
 
وبمقْدار تفهم الهَدي الإسلامي . وبمقَدار العمل على ما جَاءَنا به نبيّنا صَلى الله عليه وسَلم يكون لنَا النجاح في الحاضر والمستقبل ، وفي الدنيا وَفي الآخرة .
 
سَائلا الله تعَالي أن يوفقكم لما فيه الخير ، وأن نراكم عالمين عامِلينَ لما فيه رفعَة شأن هَذه البلاد والسلام..
 
 
سُعود
2 شعبان 1376

 

تحية الطَلبَة لجلالة الملك المعظم
 
عاش راعينا سعود
نحن أشبال الأسود
 
نحـن للعلـم جـنود
نحن من غرس سعود
 
***
 
عاش في الدنيا يسود
 
عاش راعينا سعود
عاش خفاق البنود
 
وسما فوق الزمن
وسما فوق الزمن
 
***
 
نحن أبناء الغزاة
نحن أبطال أباة
 
نحن للدين حماة
نحن للدنيا رعاة
 
***
 
عاش راعينا سعود
عاش خفاق البنود
 
وسما فوق الزمن
وسما فوق الزمن
 
***
 
قد خلقنا للكفاح
قد سعينا للفلاح
 
ولنا الخلق جناح
ولنا العلم سلاح
 
***
 
عاش راعينا سعود
عاش خفاق البنود
 
وسما فوق الزمن
وسما فوق الزمن
 
***
 
ياطويل العمر إنا
في حماك اليوم سدنا
 
عشت للإسلام حصنا
عشت للأجيال ركنا
 
***
 
عاش راعينا سعود
عاش خفاق البنود
 
وسما فوق الزمن
وسما فوق الزمن
محمد هاشم عبد الدايم
المدرس بالمعهد
 
 
 
خَارج المعَهد
 
صحَافتنا مَع جَلاَلة الملك
 
انتهزت جماعة الصحافة بالمعهد عودة العاهل العظيم إلى بلاده من رحلته الموفقة إلى أمريكا وأوربا وبعض الدول العربية ، فأوفدت إلى جلالته – بدر بن سعود – أحد أعضائها ، يلتمس من جلالته أن يجيب على بعض الأسئلة الصحفية التي أعدها لتشرف بها صحيفة ( الناصرية ).
 
فتفضل جلالته بالإجابة.
 
***
 
س: قمتم – يا صاحب الجلالة – برحلة إلى أمريكا وأسبانيا وشمال إفريقيا ، وكانت وحلتكم لتوطيد قدم الإسلام ، ولمصلحة العروبة ، فما رأي جلالتكم في مستقبل الإسلام والعرب ؟.
 
ج: نرى أن المستقبل في صالح الإسلام وفي صالح العرب إن شاء الله . ونرى لزاماً علينا جميعاً أن نسعى إلى التكاتف والتعاون – حكومات وشعوباً – حتى ننزل المنزلة اللائقة بنا ، وحتى نذود عن كرامتنا واستقلالنا .
 
***
 
س: سجلتم – يا صاحب الجلالة – بمداد من ذهب ، نهضة شاملة في كل مرفق من مرافق المملكة ، ولكن قلبكم العظيم يأبى إلا أن يضيف أملاً إلى أمل ، وجديداً إلى جديد . فما هي الأماني الجديدة التي تودون تحقيقها للوطن الغالي ؟
 
ج: إن أملنا لعظيم في أن تزدهر بلادنا في شتى مرافق الحياة ، لكي تسير مع أخواتها الدول الراقية ، مع الحرص والمحافظة على تقاليد ديننا ، ومبادئنا الكريمة .
 
***
 
س: تعطفتم – يا صحب الجلالة – فأوليتم معهد الأنجال عنايتكم ، وتكرمتم بزيارة فصوله الدراسية وشرفتم نشاطه المختلف ، فما رأي جلالتكم في سير الدراسة فيه والنشاط الذي يقوم به ؟.
 
ج: لقد أوليت المعهد عنايتي ، ذلك لأنه روض العلم ، ومكان التعليم ، وليس أحب إلى نفسي من أن أرى أبناء أمتي وقد ارتشفوا من مناهل العلم ، واستضاءوا بنوره ، واتخذوا منه سلاحاً قوياً يذودون به عن حماهم ، وجعلوه عدتهم إلى النهوض بالوطن والسير في ركب الحضارة.
 
وزرت المعهد رغبة في أن تقر عيني بأبنائي وأبناء عروبتي وهم يتسابقون في ميدان العلم والدرس ، ويتنافسون في مضمار الجد والتحصيل . أولئك الأبناء الذي نصحت لهم بأن يحرصوا كل الحرص على مدرستهم وتعليمهم ليحملوا شعلة الحرية ، ويشقوا لوطنهم طريقة واضحة في مزدحم الحياة.
 
وشاهدت كثيراً من ألوان النشاط لأني أعرف أن التربية الصحيحة هي التي تتناول النشء من جميع نواحيه ، فلا تهتم بجانب وتهمل جانباً.
 
وعلى هذا فإني حينما أقرر رأيي في معهدكم ، فإنما هو رأى بنيته عن معرفة وعن مشاهدة و ماهو إلا تقرير للواقع الذي لمسته بنفسي.
 
إنني مسرور جداً من سير الدراسة في المعهد ، ومن مزاولة طلبته للكثير من أنواع النشاط وأتمنى أن يثابر الطلاب على الاجتهاد حتى ينالوا فضيلة العلم فيخدموا أمتهم وبلادهم .
 
كما أني أقدر مدير المعهد ومشرفه الفني وأساتذته ، وأرجو للجميع التوفيق في مهمتهم.
 
"10 شعبان 1376هـ "
 
 
 
قالَ وَزير المعَارف
سُمو وَزير المعَارف الأمير فهد بن عَبد العزيز
يكتب لصَحيفة الناصِرية عن التعليم
 
 
 
ونحن بصدد تحرير هذه المجلة ، أردت أن أقدم لقرائها صورة واضحة عن سياسة التعليم في المملكة ، وعن المشروعات المنتظرة للنهوض به.
 
فاتجهت إلى صاحب السمو الملكي " الأمير فهد بن عبد العزيز " وزير المعارف ، لما أعرفه أعنه من تفانٍ في خدمة التعليم ، وتقدمت إلى سموه بصفتي مندوباً عن مجلة " الناصرية " ليكتب لي صحيفتنا عن السياسة التعليمية في المملكة
 
فتفضل سموه بتحرير المقال التالي:
 
" أحمد بن عبد العزيز "
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
لقد كان جلالة مولاي الملك المعظم ، الموجه الأكبر للنهضة التعليمية ، وقد لقيت وزارة المعارف من جلالته كل عطف ورعاية ، وقد كانت توجيهاته العالية السديدة ، مناراً تسير عليه هذه الوزارة في خطواتها التقدمية ، نحو النهوض بمرفق التعليم الحيوي الذي يوليه جلالته حفظه الله كلَّ عناية . وتجد الوزارة في كنف هذه الرعاية الملكية ما يسندها في سيرها نحو النهوض بمستوى التعليم ، وتعميمه في أنحاء البلاد.
 
التعليم الابتدائي:
 
مما لاشك فيه ، أن التعليم الابتدائي هو الأساس المتين الذي تقوم عليه دعائم الحياة المدرسية في جميع المراحل الدراسية ، لذلك فقد أولت الوزارة التعليم الابتدائي جل اهتمامها ، ولم يعقنا عن التوسع الكبير في افتتاح المدارس والاستجابة لجميع الأهالي إلا عدم توفر المعلمين ، وقد شكلنا هيئة لتفقد مناطق المملكة ، وموافاتنا بالقرى التي تحتاج إلى مدارس .
 
وفي هذا العام تم فتح خمسين مدرسة ابتدائية علاوة على المدارس الراهنة ، وسوف يفتح مثل هذا العدد كل عام ، وربما أكثر من هذا القدر إذا توافرت الإمكانيات ، ولو توفر المعلمون لأمكن هذه الوزارة افتتاح مئات المدارس في العام الواحد ، وقد راعينا في العام القادم وما يليه من أعوام ، التوسع في افتتاح معاهد المعلمين ، والمدارس الليلية ، علاوة على ما هو موجود منها الآن.
 
التعليم الثانوي:
 
لم تقف جهود الوزارة عند حد نشر التعليم الابتدائي ، بل عنيت إلى جانب ذلك بنشر التعليم الثانوي ، والإكثار من المدارس الثانوية ، وشجعت على الالتحاق بها بشتى الوسائل فهي تيسر للطلاب الأقسام الداخلية ، وتزودهم بالأدوات والكتب المدرسية مجاناً.
 
وقد بلغ عدد المدارس الثانوية في العام الماضي (23) مدرسة ، وفي هذا العام وما يليه من أعوام تقرر افتتاح مدرسة ثانوية في كل بلدة يتخرج من مدرستها الابتدائية ما يقرب من خمسة عشر طالباً وستعمم المدارس الثانوية في جميع البلدان التي في إمكان مدارسها الابتدائية تخريج مثل العدد المشار إليه من الطلاب ، وذلك إلى حد مستوى شهادة الكفاءة وبعدها قد عملنا على تخطيط ووضع تصميمات لمدارس ثانوية كبرى ستكون في مدن المملكة ، وسوف تزود هذه المدارس بالأقسام الداخلية ، والأجهزة العلمية ، والمعامل الكيماوية ، والملاعب الرياضية.
 
ويلحق بهذه المدارس أبناء المدن الذين أتموا الدراسة الابتدائية وأبناء القرى الذين يتمون الدراسة الثانوية إلى مستوى الكفاءة في بلدانهم.
 
***
 
التعليم المهني:
 
وبالنظر لما تستدعيه حاجة البلاد إلى التعليم الصناعي ، فقد اهتمت الوزارة بإنشاء مدارس للتدريب الصناعي ، ومدارس للتجارة المتوسطة ، وعملت على تعزيز المدارس الصناعية الحالية.
 
وأعدت خطة للارتفاع بمستوى هذا التعليم بمعونة المختصين من الخبراء ، وأنشأت ضمن جهازها الوزاري هيئة للتفتيش الصناعي ، تعمل على تنفيذ هذه الخطة وتوجيهها ، ومراقبة سير الأعمال في المدارس المهنية ، وستعمل على التوسع في افتتاح المعاهد الصناعية ، وتركيزها تمشياً مع متطلبات النهضة الحديثة ـ وحاجات البلاد.
 
***
 
الوحدات الصحية :
 
ولم يقتصر جهد الوزارة على النواحي التعليمية ، والعناية بالمواد الدراسية ، بل عنيت عناية كبيرة بوسائل رعاية النشء من الناحية الصحية ، فتم إنشاء وحدات صحية بجميع المناطق التعليمية مزودة بالأطباء والصيادلة والأدوية اللازمة وهي تقوم بعلاج الطلاب بالمجان ، وتتفقد المدارس وتتبع صحة الطالب.
 
وقد تقرر افتتاح مستشفى على حساب الوزارة في جدة ، وسيفرغ من إعداده قبل نهاية هذا العام حيث يتم افتتاحه في مدينة الملك سعود في أول العام الدراسي ، وسنعمل على إنشاء مستشفى آخر في الرياض.
 
وهذان المستشفيان خاصان بالعناية بصحة الطلاب.
 
***
 
الحركة الرياضية والنشاط المدرسي:
 
كذلك فقد حرصت الوزارة على توجيه الناشئة توجيهاً رياضياً واجتماعياً ، فجلبت المدرسين الرياضيين ، وبعثت الحركة الرياضية بين الطلاب في مختلف مراحل التعليم ، وتدريبهم على الخدمات الاجتماعية في المحيط المدرسي .
 
وقامت الوزارة بتيسير جميع الوسائل اللازمة للنشاط المدرسي ، وتم تأمين جميع الأدوات الرياضية ، والكتب اللازمة للمكتبات المدرسية .
 
وفي العزم إن شاء الله إقامة ميادين رياضية على أحدث الطرق ، وقد تفضل جلالة مولاي الملك المعظم ، فأصدر أمره الكريم إلى جهات الاختصاص بالموافقة على ما رفعته لجلالته من طلب أراضٍ.
 
لإنشاء ميادين رياضية في ثماني عشرة مدينة من مدن المملكة للمرحلتين الثانوية والابتدائية .
 
 
الأبنية المدرسية :
 
لقد كانت تواجهنا مشكلة كبرى في افتتاح المدارس ، إذ لا نجد لها الدور الصحية الملائمة للجو الدراسي ، لذلك فقد وضعت خطة لبناء ست مدارس ثانوية كبرى ، لتكون في المدن الكبرى بمناطق المملكة . كما انه قد شرع الآن في بناء ثمان وخمسين مدرسة ابتدائية ، موزعة في أنحاء بلدان المملكة .
 
 
 
الجامعة السعودية المرتقبة :
 
تقوم الآن في المملكة كلّيتان : هما كلية المعلمين ، وكلية الشريعة ، ومدة الدراسة في كل منهما أربع سنوات ، ويلتحق بهما خريجو المعاهد الثانوية بالمملكة ، ويمنح خريجوها جميع المميزات المقررة للسعوديين من خريجي الكليات في الخارج .
 
ولعل الكثيرين يتساءلون عن إمكان إنشاء جامعة سعودية بالمملكة وهذا ما سبق أن فكرنا فيه بالفعل ، وسنعمل على إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود في صمت لأن الأعمال هي التي تعلن عن نفسها .
 
ولذلك فلعلها تكون مفأجاة إذا أعلنت الآن عن فكرة الجامعة السعودية التي تم الآن حجز أرضها بالرياض ، على مساحة كبيرة تبلغ 2 كيلو طولاً في 2 كليو عرضاً ، وسوف يعلن في القريب العاجل على المسابقة الخاصة برسوم ومواصفات البناء لهذه الجامعة ، وستنفذ على ثلاث مراحل:
 
 
المرحلة الأولى :
 
وسوف تقتصر على كليات الآداب والتجارة والحقوق ، وتضم إليها كلية الشريعة وكلية المعلمين
بعد تعديل لائحة هاتين الكليتين بما يتفق والواقع الجامعي.
 
 
المرحلة الثانية :
 
ويتم ألبدء فيها بعد الفراغ من المرحلة الأولى وسوف تضم كليات العلوم والزراعة والطب البيطري ، وسينشأ بها مرصد .
 
 
 
المرحلة الثالثة :
 
ويتم البدء فيها بعد الفراغ من المرحلة الثانية وسوف تضم كلية الطب البشري وكلية الهندسة.
 
 
 
خاتمة
 
هذا وان الأمل كبير في أن تسير النهضة التعليمية ببلادنا في حدودها الواسعة المرسومة ، والتي نسعى جاهدين إلى تنفيذها بكل ما نستطيع من عزم ، تحقيقاً للرغبات العالية الكريمة ، واستجابة للآمال المنوطة بهذه الوزراة .
 
ومن الله نستمد المعونة والتوفيق ...
 
 
 
فهد بن عبد العزيز
 
 
 
 
 
صَحيفة " الجَزيرة " مَع سَعَادة وكيل وزارة المعَارف
 
الشَيخ عَبد العَزيز بن عَبد الله بن حَسَن
 
تفضل سعادة وكيل وزارة المعارف السعودية بزيارة المعهد يوم الخميس الأول من جمادى الأولى ، وقد توجه إليه مندوب الصحيفة " الطالب سعود بن عبد الله بن عبد الرحمن " قائلاً:
 
" الجزيرة " صحيفة الأولى الثانوية تحيي سعادتكم أطيب تحية ، وترجو أن تتفضلوا بالإجابة عن هذه الأسئلة الصحفية.
 
***
 
س: هل هناك تفكير في أن يصبح التعليم الابتدائي إجبارياً بالمملكة ؟ ومتى يكون ذلك ؟.
 
ج : لقد درس هذا الموضوع في الوزارة ، ولكني أعتقد جازماً بإذن الله ، بأننا لن نحتاج إلى تنفيذه ، إذ أننا نلاحظ كثيرة الإقبال على التعليم في شتى أنواعه ، ونرى تجاوب الشعب مع الحكومة والوزارة ، تجاوباً ملحوظاً ، مما يجعلنا لا نفكر في ذلك ، وقد يطبق ذلك في الوقت المناسب عندما نرى ضرورة لذلك .
 
***
 
س: علمنا أن هناك مشروعاً لإنشاء جامعة بالرياض ، فما هي الخطوات التي تمت في هذا المشروع حتى الآن ؟ ومتى يتم هذا المشروع الجليل ؟ وبهذه المناسبة ، هل يمكن أن نعرف عدد الطلاب الذين يتلقون تعليماً جامعياً بالخارج ؟.
 
 
 
ج: نعم ، هناك مشروع يرمي إلى إنشاء جامعة سعودية ، وفعلاً فقد استقدمت هذه الوزارة خبيراً ووضع المشروع ، ودرس من قبل المختصين في الوزارة ، ويرمي إلى إنشاء الجامعة على ثلاث مراحل:
 
المرحلة الأولى – تقتصر على إنشاء الكليات النظرية ، ويلحق بها مرصد يكون نواة لمعمل كلية العلوم.
 
و المرحلة الثانية – ترمي إلى افتتاح بعض الكليات العملية ، مثل كلية الزراعة والطب البيطري.
 
و المرحلة الأخيرة – وهي المرحلة الثالثة ، وفيها تستكمل الجامعة جميع كلياتها.
 
ويقدر عدد الطلاب في المرحلة الجامعية ، في مصر وسوريا ولبنان ، بأربعمائة وخمسين طالباً كما يوجد عدد يقارب المائة يتلقون دراساتهم العليا في لندن وأمريكا ، وهؤلاء قد أتموا المرحلة الجامعية.
 
***
 
س: تفضلت مشكوراً بزيارة معهد الأنجال ، ويسرنا أن تتكرر هذه الزيارة ، كما يسرنا أن تتفضل بتقديم بعض توجيهاتك الرشيدة لأبنائه.
 
ج: لقد سررت جداً بزيارتي للمعهد ، وأنا مسرور بما وجدته عليه .. إلا أنني ألا حظ أن بعض الأمراء ينصرفون عن الدراسة قبل إكمالها.
 
فأنا أريد أن يكونوا قدوة لغيرهم من الطلاب ، بل يجب عليهم أن يواصلوا جهودهم وتحصيلهم بإتمام دراستهم في الجامعات .
 
وأنصح بأن يضاعفوا من الدرس ولتحصيل ، وأن يكون مثالاً للجد والمثابرة وأرجو الله لهم دوام التوفيق ...
 
 
 
 
 
سعود بن عبد الله بن عبد الرحمن
 
– أولى ثانوي -
 
 
 
نشيُد المعْهَـــــــــــــــد
 
من وضع الأستاذ بخاري أحمد عبده المدرس بالمعهـــد يردده طلبة المعهد كل صباح
 
دواماً لك الحب يا معـهدي
ويا موئل الـعـز والسـؤدد
 
تجّمِل يومي وتبني غــدي
فطبت على الدهـر من مورد
 
سندعو ونهتف عاش الـملك
ودوماً لك الحـب يـا معهدي
 
***
 
درى الدهر أنا بـذلنا الدماء
فـذل لـنا عـوده وانـحنى
 
وأنا حملنا لـواء السـمـاء
وبـعنـا إلـى الله أرواحنـا
 
سندعو ونهتف عاش المـلك
ودومـاً لك الـحب يا معهدي
 
***
 
لنا أثـر مشرق في الـعلوم
وكنا المـنـار أضاء الـورى
 
نـحِلّق في ملكوت النـجوم
ونسير في الأرض غور الثرى
 
سنـدعو ونهتف عاش الملك
ودوماَ لك الحب يا مـعهـدي
 
***
 
يميناً سنـبعث عـز الـجدود
ونبنـي على نـهج قـرآنـنا
 
ورائدنـا وهـدانا سـعـود
يـدعـم أركـان بـنـيانـنا
 
سندعو ونهـتف عاش الملك
ودوماً لك الحب يا معـهـدي
 
***
 
إذا الملك نادى سبقنا الصدى
نردد لبَّيـك نـحـن الـفـدى
 
وهجنا نذيق البـغاة الـردى
وكنا لمهـلكـهـم مـوعـدا
 
سندعو ونهتف عاش الـملك
ودومـاً لك الـحب يا معهدي
 
 
 
معَهَد الأنجال في أحد عشر عَاماً
1365 - 1376
 
 
 
الأستاذ عثمان الصالح ، مدير المعهد ، وأحد دعائمه القوية ، كله حركة، وكله نشاط ..
عاصر المعهد منذ إنشائه ، وسار به حتى جعله أول مدارس المملكة ، فله فضل لا ينكر . وله جهود تذكر . وله نشاط لا يقف عند حد.
 
يدرك كل صغيرة وكبيرة في المعهد ، وعينه لا تغفل ، وهمته لا تفتر ، لا تجده إلا مشغولاً بما يرفع من شأن المعهد ، وما ينهض به إلى الكمال ، وهو مع مشاغله الكثيرة على صلة بطلبة المعهد
يحس بما يحسون ، ويدرك ما يرغبون.
 
ذهبت إليه بصفتي مندوباً عن صحيفة الناصرية السنوية وطلبت منه أن يحرر لها مقالاً .. يتناول فيه تاريخ هذا المعهد ، والأطوار التي مر بها منذ إنشائه حتى الآن ..
 
بحيث يعطي لقارئ هذه الصحيفة فكرة واضحة عن معهد الأنجال ..
 
فتفضل بتحرير هذا المقال ...
 
 
 
خالد بن سعود
 
– ثانية ثانوي -
 
 
 
كتب إليّ الطالب خالد بن سعود هذه الرسالة بصفته مندوباً عن صحيفة الناصرية ، يطلب فيها أن اكتب مقالاً لهذه المجلة عن معهد الأنجال ، منذ تأسيسه حتى الآن .
 
وإن الكتابة عن معهد أنجال جلالة الملك المعظم ، وعن تطوره منذ نشأته حتى اليوم كتابة تطول لواستقصينا هذا التاريخ ، ولا يتسع لها حجم المجلة .
 
لذلك أراني مضطراً لأن أتناول الكتابة عن هذا الموضوع في إيجاز .
 
تركت مهنة التعليم ورغبت في التجارة ، وذهبت إلى الجبيل على الخليج الفارسي لأزاول فيها نشاطي في التجارة ، ولم يكد تستقربي المقام حتى تلقيت برقية عاجلة من سمو ولي العهد " جلالة الملك المعظم " في التاسع من ذي القعدة عام 1365 تفيد ضرورة سفري السريع إلى الرياض لمهمة خاصة ، فسافرت على عجل ، وتشرفت بمقابلة سموه ، وكانت نتيجة هذه المقابلة أن أسند إلىّ سموه القيام بتوجيه مدرسة أنجاله.
 
وكان طلابها إذ ذاك لا يتجاوزون بضعة عشر طالباً ، على رأسهم أنجال سموه الثلاثة : مساعد ومحمد وعبد الله ، وكان مبنى المدرسة عبارة عن حجرة واحدة في ركن من أركان قصر ولي العهد. ولم يكن بها من المدرسين إلا أستاذ فاضل وشيخ جليل ، وهو فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن رشيد بن عوين ، كما إنها لم تكن على هيئة مدرسة نظامية ، بل كانت عبارة عن كتاب قديم ، ليس بها سنوات دراسية ، وليس لها منهج دراسي تسير عليه .
 
***
 
وكانت أولى خطواتنا أن قسمنا طلابها إلى فرقتين دراسيتين – الأولى والثانية – بمقدار ما حصّل كل طالب من القراءة والكتابة .ثم رفعنا تقريراً إلى سمو ولي العهد " جلالة الملك " يفيد عدم صلاحية المكان الحالي للدراسة ، فوافق على نقلها فوراً إلى مكان صالح ، وأمر بترميم بناء خارج القصر ومجاور له ، به عدة حجرات تصلح للدراسة ومكان فسيح يصلح للرياضة.
 
وقد أولى سمو ولي العهد المدرسة في ثوبها الجديد الكثير من رعايته وعنايته ، حتى سارت قدماً إلى الأمام ، وقطعت شوطاً كبيراً في التربية والتعليم كما أفسح من صدره لإدارة المدرسة ، وأولي ما يقدّم إليه من تقارير أذناَ صاغية .
 
وفي عام 1367 جاء المدرسة أستاذ وطني ليقوم بالتدريس مع الأستاذ الأول ، وفي العام التالي 1368 طُعمت المدرسة بأستاذ مصري ليقوم بتدريس العلوم الاجتماعية ، وأصبح بالمدرسة أربعة فصول دراسية ، ولكن العمل بها كان مرهقاً ، وإدارة المدرسة في عمل دائب ونشاط لا يفتر واضعة نصب عينيها الوصول بطلابها إلى درجة ملحوظة من التقدم في ميدان التربية والتعليم وقد كان لها ما أرادت.
 
ورأى كبار رجال الدولة وكبار موظفيها ما وصلت إليه هذه المدرسة من درجة كبيرة في التعليم فحفزهم ذلك إلى إلحاق أبنائهم بها فبلغ عدد طلبتها زهاء مائة.
 
***
 
وفي عام 1369 كان عدد المدرسين المصريين المنتدبين للتدريس بمدرستنا خمسة ، وسارت المدرسة على نظم التربية الحديثة ، فاهتمت بالتربية الاجتماعية ، وكانت تقيم حفلات في المناسبات وحفلات سنوية ، وكان يشرف هذه الحفلات سمو ولي العهد " جلالة الملك " وكبار رجال الدولة وكان طلبة المدرسة من أنجال سموه يتقدمون بين يدية بكلمات مناسبة يجيدون إعدادها كما يجيدون إلقاءها.
 
وكانت طلبة المدرسة يقدمون أمام سموه كثيراً من المسرحيات الشيقة التي كان يعدها الأساتذة ويمثلها الطلبة باللغة العربية الفصيحة ، وكانت هذه المسرحيات تتناول كثيراً من تاريخ العرب والإسلام .
 
وفي العام 1369 التمست إدارة المدرسة من سموه تشييد مدرسة تليق بالأنجال ، وتتناسب مع التربية وطرق التدريس الحديثة ، ومع ما وصلت إليه هذه المدرسة من تقدم وتطور ، فما كان من سموه إلا أن وافق على هذا الالتماس ، وأسندت عمارة المدرسة الجديدة إلى الشيخ محمد بن لأدن الذي شرع في بنائها في الحال.
 
وفي عام 1371تخرج من المدرسة أول فوج من السادسة الابتدائية من بين طلاب مديرية المعارف ، وفي هذا العام نفسه ضاق البناء الحالي فانتقلت المدرسة إلى بناء مؤقت وأصبحت لها مكانة مرموقة ، واتجهت إليها الأنظار ، وأصبحت التربية الرياضية عنصراً أساسياً في الدراسة وسارت المدرسة وفق منهج دراسي حديث.
 
ولأجل أن تسير المدرسة في طريق التربية الصحيحة رفعت الإدارة تقريراً لسمو ولي العهد تلتمس فيه أمراً كريماً لمديرية المعارف العامة ( وزارة المعارف ) بإرسال مفتشين فنيين لزيارة المدرسة زيارة فنية ، وتفقد أحوالها ، واقتراح ما تحتاجه ، فانتدبت مديرية المعارف للتفتيش على المدرسة الأستاذ " صلاح الباقر " رئيس البعثة التعليمية المصرية في المملكة العربية السعودية ، فزار المدرسة ، وأخذ يتردد عليها مدة يناقش الأساتذة ويناقش الطلبة ، وانتهي به الأمر إلى رفع تقرير عن المدرسة إلى سمو ولي العهد ، وأبدى فيه ملاحظاته ، وشرح مقترحاته ، كما شفعه برضاه عن سير الدراسة بها ، مما زاد ثقة سموه تعضيد المدرسة ، ووافق سموه على كل ما جاء بتقرير الأستاذ الباقر.
 
ومن بين ما طلبته المدرسة وأقره الأستاذ الباقر ووافق عليه سمو ولي العهد ضرورة وجود مشرف فني يشرف على الدراسة بالمدرسة ، ويطبق نظريات التربية الحديثة فيها ، وينهج بها منهجاً يجعل منها مدرسة نموذجية ، كما يوجه الأساتذة ويناقشهم فنياً على نحو ما هو متبع في المدراس النموذجية ، وصدر أمر سمو ولي العهد الكريم إلى فضيلة الشيخ محمد بن مانع مدير المعارف بذلك.
 
وفي عام 1372 اختير الأستاذ صالح جمال محمد ليكون مشرفاً فنياً ، كما وقع الاختيار على نخبة من الأساتذة المصريين للتدريس بالمدرسة ، وكثر عدد الطلبة ، وأخذت مديرية المعارف توالي تفتيشها وتفقدها لسير الدراسة بالمدارسة ، كما زارها سمو ولي العهد عدة مرات ، وأطلق عليها اسم " معهد أنجال ولي العهد المعظم ".
 
***
 
وجاءت سنة 1373 وتم بناء المدرسة الجديدة ، وانتقلنا إليها ، وتطورت الدراسة بمدرستنا وفي هذا العام نفسه 1373 انتقل إلى رحمة الله الملك عبد العزيز ، وتولى الملك من بعده جلالة الملك سعود ، ومن ذلك الحين انضمت مدرسة أنجال الملك عبد العزيز إلى معهد أنجال سمو ولي العهد ( جلالة الملك ) وأطلق على الأخيرة " معهد أنجال جلالة الملك سعود المعظم " وبهذه المناسبة مناسبة ضم مدرسة أنجال الملك عبد العزيز لمعهد الأنجال – أذكر أنها ، أي مدرسة الملك عبد العزيز ، أول مدرسة أسست للعائلة المالكة ، وقد أدارها نخبة من الأساتذة الكبار أخرهم الأستاذ الشيخ " عبد الله خياط " وقد كانت مدرسة خاصة بالأمراء من أنجال جلالة الملك عبد العزيز وأبناء الأسرة المالكة ، وكانت تسير وفق برامج دراسية خاصة ، هدفها تزويد الأمراء بما يفيدهم في حياتهم الاجتماعية من معلومات دينية وأدبية وتاريخية وخلقية .
 
ومازال هذا الأستاذ الكبير يواصل جهوده ، ويؤدي رسالته على أكمل وجه ، حتى لقي جلالة الملك عبد العزيز ربه ، فرأى جلالة الملك سعود أن يستفيد التعليم بالمملكة من خبرته وطول تجاربه وسعة علمه ، فأصدر أمره الكريم بأن يكون مستشاراً في مديرية المعارف إذ ذاك ، ولا يزال مستشاراً في وزارة المعارف للآن ، ويقوم بإمامة الحرم المكي نائباً عن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن حسن آل الشيخ وكيل وزارة المعارف ، ويرئس الجهاز الإداري لوزارة المعارف في مكة المكرمة.
 
***

قلنا : إن المدرسة قد انتقلت إلى مبناها الجديد ( الحالي ) عام 1373، ومنذ ذلك الحين وقد تطور منهج الدراسة بها ، وأطلق عليها اسم " معهد أنجال جلالة الملك سعود المعظم " وأصبح المعهد يضم عشرات من الأساتذة المصريين والوطنيين ، ويديره جهاز إداري سليم ، ويسير وفق أحدث النظم والبرامج التعليمية ، ونجح من طلابه جميع من تقدموا لامتحان الشهادة الابتدائية.

وتكوّن بالمعهد قسمان دراسيان : ثانوي وابتدائي . الأول يضم أكثر من ثلاثين طالباً ، والثاني يناهز طلابه المائتين والخمسين طالباً ، وأثمرت جهود الأساتذة وتوجيهات الإشراف الفني ، وسار المعهد في طريقه نحو الكمال بخطى حثيثة مما يبشر بالخير الكثير.