مقال عن المعهد - مجلة الناصرية 2

الناصرية
صِحيفة مَعهْد أنجال جلالة الملك
 
العَرب امّة واحِدّة
 
نحــنُ فداؤك يَامِصــــر

 
بقلم الطالب بدر بن سعود – ثالثة ثانوي
 
منذ زمن يسير ، لا يزيد على بضعة أشهر ، سجل التاريخ حدثاً من أعجب أحداثه ، ذلك هو الاعتداء الثلاثي الغادر – الإنجليزي ، الفرنسي ، الإسرائيلي – على الشقيقة مصر.
 
فهذه الدولة الصغيرة ، المؤمنة بحقها وسيادتها ، القوية برجالها وقادتها ، استطاعت أن تهزم عدد حروف اسمها من الدول المعادية للسلام ، أعداء الإنسانية والبشرية ، هزيمة منكرة ، ما كان أحد بظنها أو يتصورها في يوم من الأيام .
 
***
 
نعم هزمتهم عندما اعتدوا عليها ، يريدون قتل الروح المعنوية التي انبعثت في شعب مصر خاصة وفي الشعوب العربية عامة .
 
ولكنهم أتوا متأخرين ، أتوا بعد أن قويت فينا هذه الروح ، بعد أن عرفنا ما كنا نجهله بالأمس
بعد أن أصبحنا كتلة واحدة ، يداً واحدة ، قلب رجل واحد.
 
وليس أَدل على ذلك مما قام به العرب عندما وقع هذا الاعتداء المنكر على الشقيقة مصر ، حيث قدموا أرواحهم وأولادهم وأموالهم فداء لها.
 
***
 
هذا ما قام به العرب عامة وما قام به معهدنا خاصة .
أجل !! إن أرواحنا وأموالنا فداء لمصر ، فداء للعرب ، فداء للمسلمين ، فداء للوطن ، فداء للحرية والاستقلال في كل مكان.
أجل !! إن أرواحنا فداء للوطن الذي نشأنا به ، وترعرعنا فيه ، وأكلنا من خيراته ، وشربنا من مائه ، وأظلتنا سماؤه . فبأي وجه نجبن ، وبأي حق نترك المسؤولية على غيرنا ؟ وكيف لا نجود للوطن العربي بأرواحنا وأموالنا ؟ .
 
***
 
فنحن – طلبة المعهد – عندما وقع هذا الاعتداء على وطننا – مصر – بادرنا للتضحية بأرواحنا فطالبنا بتدريبنا تدريباً عسكرياً ، لكي نستطيع أن ندافع عن عروبتنا وقوميتنا في أي وقت وفي أي مكان من الوطن العربي.
 
فكنا أول من سجلت أسماؤهم في الكلية الحربية متطوعين في جيش التحرير ، وكنا أول فوج من المتطوعين يتخرج من الكلية الحربية نحمل شهادات التطوع ونتقن فنون الدفاع عن الوطن ، بعد أن مرّنا على أنواع الأسلحة التي تستعمل في المقاومة الشعبية .
 
***
 
وكأن هذا الاستعداد للتضحية بالأرواح في سبيل العروبة لم يكفنا ، فاتجهنا إلى وجوب التبرع بأموالنا ، وعند ذلك تقدمت ، باقتراح يتضمن هذه الرغبة إلى إدارة المعهد ، فوافقت الإدارة ، بل وشجعتنا على الدعاية لهذا المشروع الوطني.
 
وقمت بالإعلان عن رغبتنا في المساهمة بأموالنا نخن طلبة المعهد في التخفيف عن إخواننا في الدين والعروبة – أعني المصريين من أهل بور سعيد الذين أصيبوا في أرواحهم وأبنائهم وأموالهم من جراء الاعتداء الأثيم .
 
ولقد سرني ما لاقيت من إقبال منقطع النظير في روح وطني قوي على التبرع ، وكان هذا الإقبال من طلبة المعهد جميعاً – أمراء وغير أمراء – فكانوا يتسابقون إليه وكأنهم يزيدون في أثمان بضاعة يشترونها ، وكان كل واحد يحاول أن يدفع أكبر مبلغ حتى يرضي ضميره ووطنيته ، ويؤدي حق العروبة في ماله.
 
***
 
وأخذت أسجل أسماء المتبرعين ، وأدون الأرقام في مقابل الأسماء ، وأخذ الإقبال يزداد يوماً بعد يوم ، وكلنا فرح ، وكلنا سرور ، لأننا قد أسهمنا في تخفيف مصاب إخواننا.
 
وقد بلغت جملة التبرعات التي جمعناها مبلغ 57590 ريالاً – سبعة وخمسين ألفاً وخمسمائة وتسعين ريالاً – أي ما يعادل 5759 خمسة آلاف وسبعمائة وتسعة وخمسين جنيهاً مصرياً.
 
وقد قام الأستاذ / عثمان الصالح مدير المعهد بإرسال هذا المبلغ إلى رئيس الجمهورية المصرية
وقد تبودلت في هذا الشأن الكتب الآتية:
 

 

من مدير المعهد إلى رئيس جمهورية مصر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس جمال عبد الناصر - رئيس الجمهورية المصرية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد فإنها لفرصة سعيدة أنتهزها وزملائي أساتذة المعهد وأبنائي الطلبة ، لأهنئ سيادتكم وشعب مصر الشقيقة بجلاء آخر جندي من جنود الأعداء عن أرض الوطن ، بفضل الله ، ثم بفضل بسالة الجيش المصري ، وتآزر الشعب معه ، وتعاون الدول العربية جميعها .
 
ولقد هزت بسالة أهالي بور سعيد المجيدة شعور أبناء المعهد الأمراء وغير الأمراء ، فجمعوا لإخوانهم في بور سعيد بعض التبرعات رمزاً للأخوة العربية ، وضريبة للقومية العربية .
 
وأبناؤنا الطلبة ، إذ يتقدمون بهذا التبرع المتواضع ، يرجون من سيادتكم قبوله ويتمنون لسيادتكم ولشعب مصر الشقيقة كل نصر وتوفيق.
 
ومرفق بهذا كشف التبرعات وقد بلغت 57590 ريالاً ، ريال ] سبعة وخمسين ألفاً وخمسمائة وتسعين ريالا [ أي ما يعادل 5759 جـ م ] خمسة آلاف وسبعمائة وتسعة وخمسين جنيهاً مصرياً [ .
 
ومرفق أيضاً شيك بالمبلغ ، والله يرعاكم.
 
مدير معهد أنجال جلالة الملك سعود المعظم
 

 

 
بين مدير المعهد والسفير السعودي بمصر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد معالي سفير المملكة العربية السعودية بمصر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد فنرجوا أن تتكرموا معاليكم بمقابلة السيد الرئيس جمال عبد الناصر لتقدموا لسيادته باسم أبنائنا طلبة المعهد الأمراء وغير الأمراء الخطاب المرفق والشيك بقيمة التبرعات لأهالي بور سعيد الباسلة .
 
ونرجو أن يصلنا من معاليكم نبأ هذه المقابلة الكريمة ، وصداها في نفس السيد الرئيس حتى نطلع أبناءنا على خبرها، لنربي فيهم حب العروبة ، والإحساس بآمال إخوانهم العرب وآلامهم في كل مكان .
 
والله يرعاكم ..
 
مدير معهد أنجال جلالة الملك سعود المعظم

 

 
من السفير السعودي في مصر إلى مدير المعهد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة المكرم مدير معهد أنجال جلالة الملك المعظم حفظه الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - تلقينا كتابكم رقم 415 بتاريخ 4 / 6 / 6 1376هـ وقد سلمنا الكتاب المرفق به الشيك الخاص بالمبلغ الذي تبرع به طلبة المعهد لمعاونة أهالي بور سعيد إلى السيد صلاح الشاهد تشريفاتي رئاسة مجلس الوزراء ليقدمها إلى السيد الرئيس
جمال عبد الناصر.
 
وقد نشر ذلك في معظم الصحف المصرية وكان وقعه حسناً في النفوس.
وتقبلوا فائق تحياتي.
 
السفير
عبد الله الفضل

 
رد جمهورية مصر
 
من السفارة المصرية بجدة إلى مدير المعهد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عثمان الصالح
 
مدير معهد أنجال جلالة الملك سعود المعظم بالرياض
 
أتشرف بأن أرسل رفق هذا ، الخطاب الذي بعث به سيادة الرئيس جمال عبد الناصر إلى سيادتكم للإعراب عن شكر السادة المتبرعين على أريحيتهم النبيلة ، ولتفتتهم الكريمة.
 
وأني أنتهز هذه الفرصة لأقدم لكم بالغ الشكر ، وخالص الاحترام .
 
القائم بالأعمال
إبراهيم محمود

 
 
من رئيس جمهورية مصر إلى مدير المعهد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عثمان الصالح
 
مدير معهد أنجال جلالة الملك سعود المعظم بالرياض
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد فقد تسلمت خطابكم الرقيق ، مرفقاً به الشيك رقم 51 بمبلغ خمسة الآلف وستمائة وواحد وثمانين جنيهاً مصرياً وخمسمائة مليم ، وهو ما تفضل فتبرع به السادة أبناء المعهد الأمراء وغير الأمراء ، بدافع عاطفتهم الأخوية النبيلة ، وبوحي روحهم العربية الأصلية ، إسهاماً منهم في عون منكوبي بورسعيد وأسر شهدائها الأبرار ، الذين راحوا ضحية اعتداء قوم غادرين ، واستشهدوا صوناً لكرامة العرب أجمعين ، وحفظاً لمجد الإسلام المكين .
 
وإني إذ أشكر السادة المتبرعين على ما قدمت أيديهم ، أسأل الله أن يجزيهم على أريحيتهم ، وقد قال تبارك اسمه: " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة " .
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
12 يناير سنة 1957
رئيس جمهورية مصر
جمال عبد الناصر

 
 
ونحن – طلبة المعهد – عندما فعلنا ذلك لم نكن نريد مدحاً ولا فخراً . وإنما فعلناه بدافع الغيرة على الشقيقة مصر ، وبدافع النخوة العربية .
 
كما إننا حينما قمنا به لم نشعر بأننا أدينا كل ما وجب علينا.. كلا ، فكم كان يسعدنا لو أننا شاركنا إخواننا المصريين في الدفاع عن وطننا – بور سعيد -.
 
فنحن العرب يد واحده في الحرب والسلم ، فإما أن نحيا حياة العزة والشرف ، وإما أن نموت شهداء العزة والكرامة .
 
نعم ، نحن العرب – نحن فداؤك يا مصر .
 
بدر بن سعود
ثالثة ثانوي

 
الصّحَافَة في سُطُور
 
بقلم الطالب عبد الرحمن بن عبد العزيز آ ل الشيخ
 
الصحافة هي الترجمان الصادق ، واللسان الناطق ، وموطن الأخبار وملتقى الأحرار ، ومسرح الأفكار والخواطر .
 
وهي مرآة صافية ، تشاهد فيها أخبار الأمم ، واتجاهاتها السياسية ، وتقرأ فيها كل جديد مبتكر وهي إلى جانب ذلك تجدها مسرحاً لألوان من النشاط الأدبي والفني .
 
***
 
وأسلوب الصحافة سهل ، عادة ، لأنه كتب للخاصة والعامة ، ومع هذا فإن الصحيفة قد لا تخلو من قصيدة شعرية تعد في الذروة من الأدب الرفيع ، وقد لا تخلو كذلك من قطعة أدبية ، هي غاية في الجودة .
 
***
 
والصحف تحمل الكتّاب على الجودة ، لأنهم يعرضون نتاجهم على الرأي العام ، والرأي العام لا تأخذه شفقة ولا هوادة في الحكم على الصحيفة بالقوة أو الضعف.
 
***
 
والصحف تدلف إلى كل بيت في الصباح تحمل إلى أهله أنباء المجتمع الداخلي ، وأخبار المجتمعات الدولية ، فهي إما رسول رحمه أو نذير شر . وهي كذلك عدة التاجر والصانع بما تحمل من إعلانات وما تنشر من أخبار.
 
***
 
ولن نكون مبالغين إذا قلنا : إن الصحافة مدرسة الحياة ، ومدرسة الشعوب ، فيها يقرأون ، ومنها يتلقون دروسهم عن الحياة وما يجري فيها ، فما أنفعها ، وما أكثر فائدتها.
 
عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ
ثالثه ثانوي
 
إلىَ الشَباب - 
رجَال الغَد المأمول
بقلم احمد بن عبد العزيز – ثانية ثانوي
 
أيها الشباب ، إنه لمما يجب علينا ، أن نجتهد في دروسنا ، وإن نحرص عليها ، فلا ندع فرصة تفلت من بين أيدينا . إن فترة الشباب إن هي إلا فرصة ذهبية ، نستطيع فيها أن نتسلح بالعلوم ، وأن ندرس المعارف ، وبعد ذلك نطبقها في حياتنا العملية فنكون رجالاً نافعين لوطننا في المستقبل القريب إن شاء الله ونصبح جيلاً عاملاً لا خاملا ، وشباباً صالحاً لا طالحاً ورجالا في المستقبل مثقفين لا جاهلين.
 
***
 
أيها الشباب : ليس في الحياة أحسن ولا أجمل ولا أكمل من العلم ، إنه هو الذي يجعل المواطن رجلا صالحاً عاملاً لوطنه ، ويجعل المسلم عاملا على عزة الإسلام ، فبالعلم يجعل الشباب أمته أمة راقية ، في مقدمة الأمم من حيث الحضارة والمدنية ، أمة سابقة من حيث السلاح والقوة.
 
ولنتأمل قول شاعر النيل حافظ إبراهيم في فضل العلم ، وهو يخاطب الشرق مهد العلوم والرسالات:
 
أتشقى بعـهد سـمـا بالـعــلـوم
فأضحى الضـعـيـف بـهـا أيّـِدا
 
إذا شــاء بـزَّ الـسـهـا ســره
وأدرك من جـريـه المـقـصـدا
 
وإن شـاء أدنـى إلـيـه النـجـوم
فنـاجي الـمـجـرة والـفـرقـدا
 
وإن شـاء زعـزع شـم الـجبـال
فـخـرت لأقـدامـه سجــــدا
 
وإن شــاء شـاهـــد فـي ذرة
عـوالـم لم تـحي فـيهـا سـدى
 
زمـان تـسخـر فيــه الـريـاح
ويغـدو الجـمـاد بـه منـشــدا
 
وتـعنو الطبيعــة للـعارفـيـن
بمعنى الـوجـود وسـر الـهـدى
 
إذا مـا أهابـوا أجـاب الحـديـد
وقـام الـبخـار لـه مـسعــدا
 
وطـارت إلـيهم مـن الكـهـربا
بـروق على السلك تطوي المـدى
 
ثم إن الأمم المستعمرة ، لا يمكن أن تتحرر من قبضة الاستعمار إلا إذا كان شبابها مثقفاً متعلماً التعلم الكافي ، الذي يجعل الوطن يعتمد على نفسه اعتماداً كلياً ، ويبني لنفسه مجداً جديداً وحضارة جديدة ، ثم يقضي على أعدائه الثلاثة : الجهل والفقر والمرض.
 
أيها الشباب : إن الاستعمار أشكال وألوان ، منه ما هو معروف ظاهر ، وهو أن تسيطر دولة على دولة فتستولي على كل مواردها وخيراتها ، تنعم بها ، وتترك أبناء هذه الأمة التعسة يشقون ولا يجدون ما يحفظ عليهم حياتهم ، وذلك هو ما نشاهده في كثير من الدول العربية كا لجزائر والمحميات وفلسطين ... وغير العربية مثل قبرص وجنوب أفريقيا.
 
ومنه استعمار مقّنع لا يدركه إلا المثقفون المتعلمون ، ذلك هو الاستعمار الاقتصادي الذي يغزو العالم الآن . وذلك بأن تتمكن أمة من اقتصاد أمة أخرى ، فتمتص دماءها ، وتبتز أموالها دون أن تحس أو تتنبه ، بل قد تحس أنها تحسن بها صنعاً ، فلا تحاول أن تقضي على هذا الداء الوبيل فتخلص نفسها وتعتمد على مواردها ، لا على موارد هذه الأمة التي تستعمرها في اقتصادها.
 
أيها الشباب: يجب أن تسارعوا إلى تحصيل العلم والمعرفة ، حتى نقي أمتنا شر أي نوع من أنواع الاستعمار ، وحتى نستطيع أن نكفي أنفسنا ، ونكتفي بإنتاجنا اكتفاء ذاتياً فنبني المصانع ، ونقيم المنشآت ، ونعتمد على أنفسنا إذا جد الجد.
 
***
 
أيها الشباب: يجب أن ننمي اقتصادنا وندعمه ، ولن يتم لنا ذلك إلا إذا تعلمنا ونجحنا في تعلمنا وأصبحنا مثقفين نعمل عن خبرة ومعرفة ، وبهذا وحده نستطيع أن نقضي على كل محاولة لاستعمارنا اقتصادياً ، فننعم بالحرية حياتنا ، وترقي أمتنا.
 
***
 
أيها الشباب: إن الوطن يريدنا أن نكون قادة ، ويريدنا أن نكون مفكرين عاملين ، لنحرر وطننا الكبير العربي الإسلامي، ونعيش في رفاهية وطمأنينة .
 
فهيا بنا لنلبي نداء الشاعر العربي المصري حافظ إبراهيم الذي يقول :
 
***
 
رجال الغد المأمـول إِنا بحاجـة
إلى قـادة تبنـي وشـعب يعمـّر
 
رجال الغد المأمـول إنا بحاجـة
إلى عـالم يدري وعـلم يـقـرر
 
رجال الغد المأمـول إنا بحاجـة
إلى حكمة تملـي وكـف تحـرر
 
رجال الغد المأمول لا تتركوا غدا.
يمر مرور الأمس والعـيش أغبر
 
فكونوا رجـالا عامـلين أعـزة
وصونوا حمى أوطانكـم وتحرروا
 
فما ضاع حـق لم ينـم عنه أَهله
ولا ناله في العـالمـين مقصـر
 
 
 
احمد بن عبد العزيز
ثانية ثانوي
 
 
نظَـــــرَات
أحلام اليَوم
حَقَائق الغَد
 
 
بقلم الطالب سطام بن عبد العزيز – أولى ثانوي
 
إِن أحلام اليوم هي حقائق الغد ...
 
إِن كل ما تفكر فيه اليوم سيتحقق غداً .
 
إِن كل ما تتمناه في حياتك ستحققه لك الأيام .
 
ولكن .. لذلك ثمن .. إِنه هو الجد والعمل والمثابرة وقوة الجلد والاحتمال وقوة الإِرادة ..
 
***
 
إن في استطاعة كل إنسان منا أن يحقق أحلامه ، ويجعلها حقائق..
 
ولكن الحياة لا تعطيك شيئاً مقابل لا شيء .. فإن زرعت قليلاً حصدت قليلاً ، وإن زرعت كثيراً حصدت كثيراً ، وإن عملت وجددت في عملك وثابرت عليه ، فستحقق ما تتمناه فيها ، وإن لم تعمل وتكاسلت ، فلن تحقق لك أمنية.
 
إن التاريخ يشهد على ذلك ، إن عظماء التاريخ رجال مثلنا ، ولكنهم وضعوا في أذهانهم أن يحققوا هذه الأحلام التي كانت تشغلهم في غدوهم ورواحهم ، وفي حلهم وترحالهم.
 
***
 
ولكن هذه الأحلام كانت لها فترة معينة ، انتقلت بعدها إلى حقائق ، وليس في استطاعة كل إنسان أن يجعل من أحلامه حقائق .
 
وإنما هناك نوع من الرجال هو الذي يستطيع تحقيق أمانيه ، لأن ذلك يحتاج إلى عزم ومثابرة وجلد على العمل المتواصل من أجل وصوله إلى هدفه الذي رسمه لنفسه.
 
إن دون هذا الهدف طريقاً وعراً ، فيه مصاعب وعقبات ، وفيه أهوال ومشقات ، وجبال شاهقة وأنهار دافقة ، وصحاري شاسعة تكلفه الجهود المتواصلة والعرق المتدفق .
 
ما أسهل على الإنسان أن يجلس ويتخيل ، إنه سيصبح شخصاً عظيماً ، أو بطلاً كبيراً ، أو قائداً جباراً يخوض معارك دامية ، ثم يخرج منها مظفراً على رأسه تاج النصر..
 
كثير هم الذين يحلمون أحلام اليقظة ، ولكن القليل هم الذين يستطيعون أن يجعلوها حقائق تمشي على رجليها.
 
وإذا أردنا أن ندلل على أن أحلام اليوم حقائق الغد ، وإذا كانت خلفها جهود وعزائم ، فلن أذهب بكم بعيداً ، وإنما سأضرب لكم مثلاً ليس بغريب عنكم ، فهو ملء عيوننا وقلوبنا ، لأننا كشعب سعودي نتفيأ ضلاله ، ونأكل من ثمراته..
 
ذلك هو الملك الراحل " عبد العزيز " الذي أنشأ دولة عظيمة من العدم ، إن المملكة العربية السعودية كانت لا شيء كانت صحراء قاحلة ، بها عشائر ليس بينها إلا العداء والبغضاء ، والفقر باسط أجنحته عليهم ،وظلام الجهل سائد بينهم.
 
في هذا الوقت كان " عبد العزيز " في منفاه بالكويت يحلم باسترجاع ملكه المغتصب ، وتأسيس دولة سعودية ، تمتد من البحر الأحمر إلى الخليج العربي .
 
***
 
إن هذا الحلم الكبير الذي كان يعده الناس خرافة حينذاك ، قد استطاع أن يحققه هذا الرجل الذي خرج من منفاه ، وليس معه إلا سبعة من الجمال وأربعون من الرجال ، فلم تكن هذه القوة المحدودة الضئيلة هي التي قام عليها بناء هذه الدولة ، وإنما قام على قوة معنوية في هذا البطل ليس لها نظير ظهرت في قوة إرادته وطموحه الوثاب ، وعقله الكبير وتفكيره العميق.
 
***
 
والتاريخ مليء بهذه الأمثال ، فما من عظمة تحققت لشخص أو أمة إلا كانت أحلاماً في صدور أصحابها ثم تحولت إلى ما انتهت إليه بفضل عزمهم وصبرهم وتحملهم لما وجدوه من مشقات في طريقهم .
 
أما أحلامي التي تراودني في أغلب أوقاتي ، وأتخيلها كفيلم سينمائي يعرض في خاطري وتعيش معي في يقظتي ونومي ، فهي أن أكمل تعليمي لكي أعيش حياً مع الأحياء أفهم الحياة على حقيقتها وأؤهل نفسي لمركز أخدم فيه وطني وأبناءه ، وأن أكون شخصية لامعة بين أبناء بلدي بالعلم والمعرفة والثقافة لا بالجاه والحسب والنسب.
 
وليس من الضروري أن يكون لي مثل أعلى لكي يوصلني إلى هذه المرتبة ، وإنما يكفي أن أرسم طريقي وأن أجعل لي هدفاً أواضحا ، هو تكوين شخصيتي على حسب ما تؤهلني إليه إمكانياتي.
 
وابتهل إلى الله أن يحقق أمنيتي ، وأن يوفقني إلى أن أكون رجلاً نافعاً لوطني الحبيب ومليكي العظيم
 
اللذين أكن لهما في قلبي كل حب وإعزاز.
 
سطام بن عبد العزيز
أولى ثانوي

 

 
في المجتمع العَربي
 
كفاح العرب في وقتنا الحاضر
بقلم الطالب أحمد الشبيلي - ثالثة ثانوي
 
حمداً لك يارب ، فلقد حققت ما كان يحلم به كل مواطن عربي غيور ، ولقد حققت ما كنا ننتظره بفارغ الصبر وشكراً لك على هذه النعمة الكبرى التي أسديتها إلى أبناء العروبة الذين كانوا في سبات عميق ، فلقد أيقظت شعور العرب إلى التحرر من القيود التي كان يفرضها عليهم الاستعمار.
 
***
 
ففي مطلع عام 1376 ارتفعت في مدينة الرياض أيدي أقطاب العروبة الثلاثة ( سعود - جمال - شكري) ارتفعت معلنة للعالم أجمع تضامنها واتحادها ، ارتفعت معلنة أن الاستعمار قد صار إلى الزوال والذهاب إلى غير رجعة .
 
***
 
ثم قام الاستعمار بعمل عدواني ضد مصر ، يهدف ورائه إلى القضاء على أمة العرب وعلى قومية العرب ، فسرعان ما ارتفع صوت أبناء العروبة في كل مكان مدوياً يعلن تضامنه مع شعب مصر.
 
***
 
ثم أعلنوا مقاطعة الدول المعتدية سياسياً ، فرفعوا التمثيل الدبلوماسي بينهم وبين المعتدين وأعلنوا عدم التعامل معهم اقتصادياً وتجارياً ، وأعلن شباب العرب التطوع للدفاع عن مصر قلب الأمة العربية.
 
***
 
ثم كان اجتماع ملوك ورؤساء العرب ، الذي كان ضربة قاضية على الاستعمار ، فلم يكن المستعمر يظن أن قرارات هذا المؤتمر ستنفذ وسيعمل بها ، بل ظن إنها حبر على ورق ، ولكن عندما انفجر البركان في بيروت بإعلان قرارات المؤتمر ، ورأى المستعمر التأييد لموقف مصر من جميع العرب ، عرف أن أمة العرب اليوم أمة واعية مستيقظة متعاونة ، فبدأ يأخذ حذره ويحسب ويفكر كيف ينسحب من المعركة؟.
 
من اليوم لن تستطيع أية قوة مهما كانت أن تسيطر علينا ، وليعرف المستعمر ومن تحدثه نفسه أن امة العرب ستقاومه وستقضي عليه في أية بقعة من أراضيها .
 
***
 
لقد أخرجناه من مصر وهزمناه فيها ، وغداً سوف نخرجه من الجزائر ومن تونس ومن مراكش ومن عُمان والبحرين بل ومن قبرص ومن كل بقعة عربية في العالم .
 
***
 
بدأنا اليوم نشعر باستيقاظ الوعي العربي ، وبوجود القومية العربية التي أصبحت حقيقة واضحة جلية .
 
***
 
فلك الحمد ولك الشكر يارب على هذه النعمة الكبرى التي أنعمت بها على شباب العرب فبدلتهم بكسلهم نشاطاً وبخمولهم عملا ، ونقلت امة العرب من الضعف إلى القوة ، ومن الذل إلى العزة والكرامة ، ومن التفكك والتفرقة إلى التكتل والاتحاد.