جلالته يزور الولايات المتحدة الأمريكية 1957م

جلالته يزور الولايات المتحدة الأمريكية

وفي غمرة الأحداث الدولية بعد انتهاء أزمة الاعتداء الثلاثي على مصر الشقيقة تلقى جلالته دعوة من فخامة الرئيس دوايت ايزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لزيارة بلاده زيارة رسمية وأعلن جلالته عن قبوله لهذه الدعوة واعتزامه القيام بالزيارة لما رأى جلالته فيها من مناسبة طيبة لإفهام الحكومة والرأي العام الأمريكيين القضية العربية على وجهها الصحيح وللدفاع عن قضايا العرب والمسلمين في هذا الشطر المهم من الدنيا.

وفي فجر يوم الجمعة السابع عشر من جمادى الثانية عام 1376غادر جلالته وأفراد الحاشية الكريمة مطار المدينة المنورة في سرب من الطائرات السعودية مضت برعاية الله إلى القاهرة حيث استقبل جلالته استقبالا حكوميا وشعبيا كان آية في الروعة وقضى جلالته في القاهرة يومين في مباحثات واجتماعات بأخوية الأقطاب العرب جلالة الملك حسين وفخامة الرئيس شكري القوتلي وسيادة الرئيس جمال عبد الناصر وأسفرت تلك الاجتماعات عن اتفاقية التضامن العربي هذه الاتفاقية التي صفقت لها الشعوب العربية كثيراً ورأت في إبرامها بادرة طيبة تبشر بكل خير للعرب.

وفي ضحى يوم السبت الثامن عشر من جمادى الثانية غادر جلالته وأفراد حاشيته القاهرة على متن الطائرات السعودية إلى نابولي بايطاليا .. وكان وداع جلالته في المطار حافلا اجتمع له من الشعب المصري عدد كبير وكان على رأس الجميع أقطاب العرب من الملوك والرؤساء الذين شهدوا اجتماعات القاهرة.

وفي مطار نابولي كان مبعوث خاص من قبل فخامة رئيس الجمهورية الإيطالية على رأس وفد من حكومتها يرحب بجلالته وحاشيته بينما كان الطريق من المطار إلى الميناء مكتظا بجماهير غفيرة ارتصت للترحيب بالعاهل العربي العظيم ، وكان فخامة الرئيس ايزنهاور رئيس الجمهورية الأمريكية قد أوفد إلى نابولي رئيس التشريفات الخاص في البيت الأبيض ليكون في شرف معية جلالته في رحلته البحرية من نابولي إلى نيويورك كما كان سعادة السفير الامريكى في البلاد السعودية مرافقا لجلالته من القاهرة إلى نابولي ومن نابولي إلى بلاده لمثل هذه الغاية . وكانت الباخرة المعدة للرحلة الملكية مزينة بالأعلام والأنوار وقد أطلقت صفاراتها تحية للضيف العربي في الوقت الذي شاركت فيه جميع البواخر الراسية في الميناء في رفع أعلام المدينة واطلاق صفارات التحية للقادم الكريم .

وفي صباح يوم الأحد 19 جمادى الثانية استقل جلالته وأفراد الحاشية الملكية عابرة المحيطات الكبيرة الباخرة " كونستتيوشن " في طريقه برعاية الله إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وصلت الباخرة عابرة المحيط إلى المرفأ الإيطالي الجميل جنوه قبل ظهر يوم الاثنين 20 / 6 /76 وقام جلالته بجولة في أنحاء هذه البلدة الشهيرة وكان في استقباله محافظ الثغر وهيئة رسمية من القواد والوجهاء وتكاثرت وفود الجماهير لتشاهد جلالته وتحييه .

وفي هذا الثغر أيضا استقبل جلالته وفداً رسمياً من جلالة الملك محمد الخامس ملك المغرب الأقصى الذي قدم إلى جلالته دعوة لزيارة الشقيقة العربية على ساحل المحيط الأطلسي ، فلبى جلالة الملك المعظم هذه الدعوة الكريمة.

وفي عرض المحيط الأطلسي كان جلالة الملك المعظم يباشر شئون دولته كالمعتاد مع مستشارية ورجال حاشيته ويتباحث معهم في برنامج الزيارة الأمريكية والموضوعان التي سوف تطرح للبحث والمفاوضات ، ثم تفضل جلالته فوجه دعوة عربية كريمة لجميع ركاب الباخرة وكان عددهم حوالي 1600 شخص أتيح لهم فيها شرف التعرف على سيد الجزيرة العظيم .

_____________________________________________________________________

المرجع-اضواء على المملكة العربية السعودية 1377 تاليف الشيخ عبدالله بلخير
المرجع-اضواء على المملكة العربية السعودية 1377 تاليف الشيخ عبدالله بلخير