الملك سعود يزور أسبانيا 1956م

الملك سعود المعظم يزور أسبانيا

وبعد تلك الرحلة الحافلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ورغم ما تجشمه جلالته من متاعب السفر والتنقل فيها إلى جانب عشرات الحفلات والاستقبالات والمباحثات ، رغم ذلك كله أبى جلالة الملك المعظم إلا أن يواصل جهاده الكبير من أجل العروبة والإسلام وسياسته الحكيمة الهادفة إلى توثيق صلاته بجميع الأمم والشعوب المحبة للسلام ، فتوجه جلالته بالطائرة من واشنطن إلى أسبانيا التي سبق أن وجه رئيس حكومتها فخامة الجنرال فرانكو إلى جلالته دعوة رسمية .

وما أن علم الشعب الأسباني باقتراب موعد زيارة العاهل السعودي لبلاده حتى سارع يشترك مع الحكومة الأسبانية في أعداد مظاهر الحفاوة والترحيب ، فما أن حل يوم القدوم حتى كانت العاصمة الأسبانية تخفق من أقصاها إلى أقصاها بالأعلام السعودية حاملة كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان استقبال جلالته حفاوة منقطة النظير.

وأعد لجلالته في مدريد برنامج حافل منوع إشتمل على كثير من الحفلات الرسمية وزيارات المعاهد والمصانع والجامعات والمعسكرات الحربية والجمعيات الخيرية.

وفي مدريد التقى جلالته لأول مرة بجلالة أخيه الملك محمد بن يوسف ملك المغرب الأقصى الذي كان في زيارة خاصة لأسبانيا ، وفي ذلك اللقاء تقررت زيارة جلالة الملك سعود المعظم إلى المغرب بناء على دعوة الملك محمد بن يوسف .

كما تلقى جلالته في تلك الأثناء دعوة من الحكومة التونسية وأعلن عن قبوله هذه الدعوة الكريمة وصدر في مدريد قبيل مغادرة جلالته للعاصمة الأسبانية البيان المشترك التالي عن نتائج الزيارة:

أذاعت المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر البيان الرسمي المشترك التالي:

أثناء الزيارة الرسمية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية لمدريد بين اليوم العاشر والرابع عشر من شهر فبراير عام 1957 الموافق العاشر والرابع عشر من رجب سنة 1376 أجرى جلالته محادثات مع صاحب الفخامة رئيس الدولة الأسبانية ووزراء حكومته دار البحث فيها حول الشؤون التي لها اتصال مباشر بالعلاقات بين البلدين بغية توثيق الروابط التي تجمع بينهما وتم الاتفاق على أن تبرم قريبا معاهدة صداقة بين بلديهما كما تم تبادل الآراء حول مسائل أخرى ذات أهمية مشتركة لا سيما التي تتعلق بالحالة الراهنة في الشرق الأدنى واتفق رأي الطرفين على النظر في الأهداف التي يجب الوصول إليها لضمان السلم والاستقرار في الشرق الأدنى وهو عمل سيتعاون عليه البلدان تعاونا مخلصا بجميع ما لديهما من وسائل ضمن نطاق ميثاق الأمم المتحدة.

ثم مضى موكب جلالة الملك المظفر ( صوب الجنوب الأسباني ) إلى الأندلس لزيارة هذه الربوع التي شهدت حقبا من الزمان في ظلال الحكم العربي الإسلامي في أمجد أيام هذه الربوع التي تشمخ فيها القصور والمساجد والأبراج تتحدث عن مجدنا الغابر وأيامنا الذهبية ، بل هذه الربوع التي ما زالت تحافظ على كثير من الطبائع والسمات العربية رغم كر السنين ومرور الأيام .

زار جلالته أشبيلية ، وتفقد آثارها الخالدة وذهب إلى قرطبة ليزور المسجد ( الجامع الكبير ) وليطوف في أرجائه وليقيم لدى محرابه العظيم أول صلاة إسلامية منذ ما ينوف على سبعمائة عام .

وبعد أيام حافلة من التجوال والزيارات والحفاوة غادر جلالته الأندلس في طريقة إلى بلادنا العربية ، إلى الرباط عاصمة المغرب العربي ..
__________________________________________________________________
المرجع-اضواء على المملكة العربية السعودية-بقلم الشيخ عبدالله بلخير
المرجع-اضواء على المملكة العربية السعودية-بقلم الشيخ عبدالله بلخير