خطاب ولي العهد الامير سعود بعد زيارة أمريكا

في عام 1366هـ تلقى سموه دعوة من فخامة الرئيس ترومان لزيارة أمريكا فعاد مطار الظهران في يوم 15 صفر سنة 1366هـ الموافق 8 يناير سنة 1947م إلى مصر ، ثم واصل سيره إلى روما ثم إلى البرتغال ، ومنها الأزورس ، ومنها إلى نيوفولاند ، ثم إلى واشنطن ، ثم ذهب إلى نيويورك ، وطاف بكانسيس وهيتون عاصمة تكساس دفيكس بالازيزونا ولوس أنجلوس ، وسافر بعد ذلك إلى سان فرانسيسكو ، ثم إلى دينر وبرت حيث زار مصانع السيارات عاد إلى نيويورك . وفي هذه البلاد كان ينظر في كل شئ بعين التدقيق ليزيد في معارفه ويتبين مدى ما وصل إليه العلم الحديث من التقدم والرقي . وبعد أن أتم الأمير رحلته قفل راجعاً إلى بلاده على طائرة الرئيس ترومان المسماة البفرة الحمراء عن طريق بريطانيا ومصر حيث قضى بها بضعةأيام ، ثم غادرها إلى جدة في يوم الجمعة 14 ربيع الثاني سنة 1366هـ الموافق 7 مارس سنة 1947م ، فاستقبله الشعب بأعظم مظاهر الفرح والابتهاج ، وفي المساء سافر إلى مكة وأدى نسكه وتقبل تهاني المهنئين وقضى ليلته فيها ، ثم سافر منها صباحا إلى جدة فالرياض على متن إحدى الطائرات السعودية حيث تشرف بتقبيل يدي والده جلالة الملك العظيم . وقد رافق سموه في هذه الرحلة سعادة فؤاد بك حمزة والشيخ سليمان الحمد والوجيه علي بك رضا ورئيس ديوان سموه الشيخ فهد بن كريديس ، ورافق سموه الملازم الأول محمد النملة، ومن خدمه صالح العلي وعلي السعود ومنصور السعود ، ولقد وجه سموه إلى أفراد شعبه المتفانين في حبه الخطاب الآتي:

"إلى أبناء أمتنا العزيزة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أمام الحفاوة البالغة التي قوبلنا بها في كل بلد من بلدان مملكتنا الفتية وأمام مختلف ضروب الولاء والإخلاص التي لمسناها من أبناء شعبنا العزيز والتي تجلت فيما أقامه لنا هذا الشعب من حفلات ومهرجانات رائعة استحقت منا الرضى والتقدير ، هذه الاحتفالات التي أقامها الشعب ليدلل بها على ما يكنه ويخفيه من حب عميق وولاء دائم لجلالة الملك المعظم ولشخصنا ولأفراد أسرتنا.

أمام هذه الظواهر الطيبة من شعبنا الكريم يقابلها من شخصنا العطف والتقدير – نوجه إلى كل سعودي مخلص شكرنا وامتنانا لهذه الظواهر النبيلة التي إن دلت فإنما تدل على إخلاص وتفاني هذا الشعب الفتي في الحب والولاء لجلالة الجالس على العرش ولأفراد بيته الكريم ، كما نتوجه بشكرنا الخالص إلى الأمة المصرية الشقيقة في شخص مليكها المعظم " فاروق الأول" إزاء ما لقيناه فيها من مظاهر الحفاوة والتكريم التي لا يمكننا نسيانها مدى الحياة ، ولا أنسى أن أشكر للشعبين الكريمين العظيمين الأمريكي والبريطاني ما لقيته منهما حكومة وشعبا في شخصيات رؤسائهما وقادتهما من تكريم وحسن وفادة ، الشيء الذي أذكره لهما على الدوام بالشكر الوافر والتقدير التام.

وختاماً أسأل الله لهذا الوطن الغالي كل تقدير ونجاح في ظل صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله عماداً للوطن وذخراً للعروبة والإسلام."

سعود