خطاب ولى العهد الامير سعود فى حج 1366

في المأدبة التي أقيمت لحجاج بيت الله في ذي الحجة 1366.
 
صاحب السمو الملكي في الإشراف على شؤون الحج وتأمين راحة وفود بيت الله الحرام . وقد أدب لهم سموه حفلة عشاء مساء يوم 6 ذي الحجة كعادة جلالة والده وألقى عليهم الخطاب الآتي:
 
أحييكم بالنيابة عن جلالة والدي الملك وبالأصالة عن نفسي . أحييكم بتحية الإسلام وأحي في أشخاصكم الكريمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وأحمد الله الذي وفقنا وإياكم لأداء مناسك الحج تلبية لأمر الله واستجابة لدعوة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ، واتباعا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
 
لقد فرض الله علينا حج بيته رحمة منه وفضلا ليجمع كلمتنا على عبادته وليؤاخى بيننا في طاعته ويؤلف بين قلوبنا في محبته " ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام " وأى منفعة أجل وأعظم من أن تهوى أفئدة المسلمين إلى هذا البيت العتيق ليتعارفوا في الله ويتعاهدوا على العمل بكتاب الله .
 
ففي مثل هذا المجتمع العظيم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس لتوحيد ربهم ومعرفته ، وفي مثله ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبته في حجة الوداع فكانت هدى للمهتدين . وكذلك كان يفعل خلفاؤه الراشدون المهديون من بعده ، وكذلك درجنا في الاتباع فكان جلالة والدي حفظه الله كما هو دأبنا داعية إلى الله في مثل هذه المواقف العظيمة وفيها نتنا صح والمسلمين على العمل بكتاب الله واتباع هدى رسول الله . وأول ما ندعو إليه هو ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من إخلاص العبادة لله وحده ، فلا نعبد إلا الله ، ولا ندعو إلا الله ولا نشرك معه في عبادته غيره " إن صلاتي ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وذلك أمرت وأنا أول المسلمين " أدعو المسلمين في هذا الموقف العظيم لنبذ ل كل ما يخالف أمر الله ، وأن يتواصوا بينهم بالصبر والتقوى ، ونستمد العون من الله لينصرنا ويؤيدنا ويأخذ بأيدينا لما يرضيه ، سبحانك لا نحصى ثناء عليك لما سهلت لنا للقيام بطاعتك في بيتك الحرام
ونحمده على ما منحنا من القوة والعزيمة حتى تأمنت السبل في هذا الوادي المبارك ، ونسأله أن يهبنا القوة والتوفيق لعمل كل ما يسهل أمر الحج لحجاج بيته ، كما نسأله أن يوفقنا لخدمة أهل هذه البلاد الذين هم من قلوبنا منهم نعيش معهم ويعيشون معنا كما يعيش الولد مع أبيه والأب مع أبنائه .
 
أيها الإخوان : إن السرور لملأ قلبي حينما أشاهد جموع المسلمين وإقبالهم على طاعة الله اجتهادهم في جميع كلمتهم لما يرضى الله . ووالله إذا سرنا على منهج الإيمان والصدق واتفقت كلمتنا على ذلك لن نغلب بعون الله ، وسنصل إلى كل ما نصبو إليه . المسلمون إخواننا أينما حلوا ونزلوا ، والعرب أهلونا أنى ارتحلوا وحيث كانوا نسعى لخيرهم جميعهم وفي سائر الميادين
وقد علم القاصى والدانى هذا الشعور المشترك بيننا ، وهذه العزيمة التي صممنا على السير فيها ومن أجل ذلك نرجو من الله أن يعين الجميع ليرجع للمسلمين عزهم وسؤددهم وللعرب أو طانهم وبلادهم ، لتكون لهم لا لغيرهم فتمتع أهل كل بلد بنعمة بلادهم.
 
لقد أراد الله أن تجتمع كلمة العرب على تأسيس جامعة لهم فكانت مشيئة الله في اجتماع تلك الجامعة وكلنا نرمقهم بقلوبنا ونذود عنها وعن مبادئها بكل ما نملك من قوة . وكلكم يعلم أعمالها ومساعيها ونحن وسائر الدول العربية نعمل جاهدين وراءها للوصول إلى ما نبغي ونريد.
 
لا أريد أن أخص في هذا الموقف قضية فلسطين بالذكر وحدها فكل قضية للمسلمين قضية لنا وكل قضية للعرب قضية لنا نعمل دائبين للوصول لأهدافنا .
 
وفي الختام أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ، وأن يردكم إلى دياركم سالمين ، وأن يوفقنا الله للقائكم في هذه البلاد مرات عديدة ، وأن يردكم إلى دياركم سالمين ، وأن يوفقنا الله للقائكم في هذه البلاد مرات عديدة ، وأن يرفع الله الكرب الذي صب بشقيقتنا مصر ، وأن يجمعنا في هذه البلد الأمين محفوفين برضاء الله ثم بحضور جلالة الوالد الملك وأن يعز المسلمين والعرب وينصرهم على أعدائهم والسلام.

 

المرجع الملك سعود والعاملين في المملكة بقلم محمد السلاح