خطاب جلالة الملك المعَظم إلى الشعب وإلى ضباط وجنود الجيش 1955م

ولقد أعلنا مرات عديدة ، عزمنا على تقوية الجيش وخصصنا له من ميزانية الدولة النصيب الأوفى ليستكمل قوته ، ويستوفى عدته ، حتى لا يبقى في بلادنا مطمع ، ولننتزع من قلوب الأعداء الظفر بنا.

إن هذا البلاد أمانة في عنقنا وإننا مسئولون أمام الله وأمامكم على رعايتها وصد العدوان عنها
والإبقاء على استقلالها وحريتها ، والمحافظة على كرامتها وعزتها ، وإننا جادون في مواصلة رسالتنا هذه ، اتكالا على الله ، واعتماداً على ثقتنا في الجيش.

يا رجال الجيش : إنا نعلن لكم عن اغتباطنا بما شاهدناه من تقدم محسوس في تنظيمكم وتدريبكم وفي تسليحكم ومعداتكم ، وفي مدارسكم وقواتكم ، ولقد لمسنا فرقاًُ كبيراً واضحاً عن العام الماضي
فسيروا إلى الأمام وعلى بركة الله .

أوصيكم بالتمسك بدينكم ، فإن تمسكتم بالدين استحوذتم على جميع الفضائل وابتعد تم عن الرذائل فالدين يأمركم بإقامة شعائر الله . فتتبينوا مواضع الخير ، وتتجنبوا ما نهى الله ، والدين يدعوكم لمكارم الأخلاق للبسالة والشجاعة ، والإخلاص والطاعة ، والدين يحثكم على أداء الواجب والبذل والتضحية في سبيل الله والدفاع عن الوطن ، والدين يشعل في قلوبكم نور الإيمان فتعمر به صدوركم ويهديكم سواء السبيل .

فإلى الأمام يا رجال الجيش ، ترعاكم عناية الله ، وسوف نزيدكم تشجيعاً وتعضيداً ، ولكي نعبر لكم عن سرورنا ونشعركم برضائنا عنكم امرنا بزيادة رواتب ضباط وجنود الجيش عما هي عليه حالياً ، والله ولى التوفيق .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

السبت 17 الحجة 1374 – 6 أغسطس 1955

الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر