وقد لبى جلالته دعوة الحكومة التونسية ووصلها بعد ظهر يوم الخميس 21/ 7 / 1376وكان في استقبال جلالته في المطار عظمة باى تونس ودولة رئيس الوزراء آنذاك الحبيب بورقيبة والوزراء وأعيان البلاد . وكان ثمة لقاء كريم تظلله سماء العروبة وتاريخها وحاضرها . ثم توالت مراسيم الاستقبالات الرسمية والشعبية ففي حفلة العشاء الكبرى التي أقيمت تكريما لجلالته قدم عظمة الباي الوسام الأعظم للدولة وسام الاستقلال إلى جلالة الملك المعظم ثم وزع أوسمة كريمة لائقة لأصحاب السمو الأمراء ورجال الحاشية . وأدى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم صلاة الجمعة في مسجد الزيتونه العتيق ، ثم توجه بين جموع الشعب الحاشدة إلى طول الطرق هاتفة داعية مرحبة إلى دار فخامة رئيس الجمهورية الحالي - الحبيب بورقيبة بناء على دعوة منه لتناول طعام الغذاء.
وكانت الدار تغص بكبار المدعوين والأعيان من رجال الحكومة والشعب والسفراء وعلى رأسهم عظمة الباى محمد الأمين وألقيت كلمات وقصائد الترحيب بعاهل العروبة العظيم والساهر على شئون العالم الإسلامي وقبل انتهاء الحفل الكريم أعلن الحبيب بورقيبة تبرع جلالة الملك المعظم بمبلغ عشرون ألف دولار - عشرة آلاف لمنكوبي الزلازل التي حدثت أخيراً وعشرة للجمعيات الخيرية في الدولة.
ولم تكن الصحافة التونسية أقل احتفاء من الجهات الحكومية والشعبية بل أبرزت هذه الزيارة الكريمة في افتتاحياتها وتنافست في تدبيج مقالات الترحيب والإشادة بمآثر الملك العربي في مهبط الوحي من إصلاحات ومساعدات ومفاوضات ومؤثرات ، كما أبرزت انه بعمله هذا أصبح موئلا للشعوب العربية .
وفي مساء يوم الجمعة استقل حفظه الله تعالى الطائرة السعودية الخاصة إلى القطر العربي الشقيق ليبيا ، وكان في توديع جلالته عظمة الباى محمد الأمين وفخامة رئيس الجمهورية الحالي الحبيب بورقيبة وكبار رجال الدولة وجموع هائلة من الشعب ، وحلقت الطائرة في السماء بين دعاء وابتهالات التونسيين الأحرار لله أن يحفظ هذا العاهل العربي العظيم.
وفيما يلي البرقيتان المتبادلتان بين جلالة الملك المعظم وعظمة باى تونس وبين جلالته وفخامة رئيس الجمهورية ( دولة رئيس مجلس الوزراء آنذاك ) الحبيب بورقيبة .
على اثر مغادرة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم تونس بعث جلالته بالبرقية التالية إلى حضرة صاحب الجلالة باى تونس :