وهذا عمل آخر .. عمل خالد .. عمل خالص لوجه الله .. عمل للدين .. ومن أجل الدين .. يسجله سعود العظيم في صفحة حكمة البيضاء ألا وهو إنشاؤه للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتبرعه بأحد قصوره في المدينة ليكون مقرا لهذه الجامعة الإسلامية الجديدة التي سترفع منها كلمة الإسلام عالية مدوية.
ولقد ارتفعت النداءات تطالب بإنشاء هذه الجامعة في بلد الرسول صلى الله عليه وسلم واتجهت هذه النداءات إلى حامي الإسلام جلالة الملك سعود .. ولم يتأخر سعود العظيم بل كانت استجابته سريعة فعالة تنبئ عن نفس كريمة تدعو إلى الله وتجاهد في سبيل الله .
ولقد كتب الأستاذ أحمد عبد الله الفاسى في جريدة عكاظ تعليقا على استجابة الملك سعود وتأسيسه للجامعة الإسلامية يقول:
كانت حلما فأصبحت حقيقة كبيرة أن كانت فكرة فغدت حياة تعيش ملء السمع وملء العين هذه هي الجامعة الإسلامية التي أنشأها جلالة الملك المعظم وأهداها بعض قصوره بالمدينة المنورة .
وقال أيضا : لقد آن لهذه الجامعة الإسلامية أن يرتفع عليها العلم الإسلامي الخفاق معلنا بدء الدعوة بالكلمة المحببة إلى النفوس ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) أنها دعوة الإسلام وانطلاقته.
فحيا الله إمام المسلمين وحارس الدين الحنيف وراعي الجامعة الإسلامية ومؤسسها.
وكتب الأستاذ محمد حسين زيدان بجريدة البلاد تحت عنوان ( جلالة الملك لبى النداء):
صرخة النداء ودعوة الصدق بإنشاء جامعة إسلامية في دار الهجرة ومآزر الإيمان . المدينة المنورة .. سمعها سعود الإنسان المؤمن .. فدوت الاستجابة منه على موجات الأثير وصفحات الجرائد يقولها . كلمة .. لبيك يا دعوة الإسلام ، لبيك دعوة التوحيد . قالها لبيك عملا بارزا أنشأ به الجامعة الإسلامية . تبرع بما يملك من قصور لتكون وقفا على دار العلم .
وقال أيضا إننا ننتظر اليوم الأول . يفتتح به جلالة الملك هذه الجامعة ، يدخلها أول طالب . ليكون بداية تاريخ مجيد ليستأنف به تاريخ سابق مجيد ، أدام الله الملك الكريم.
ونشرت جريدة المدينة تعليقا على استجابة العاهل المفدى وإنشائه الجامعة الإسلامية تقول:
" ولاح الفجر ، وطلع الصباح ، واستيقظ الناس على صوت المذيع السعودي يردد صوت صاحب الجلالة في أجواء الفضاء ، المتضمن أمره بتأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجعل أحد قصوره مقراً لها .. وهكذا يتحقق الحلم الكبير للمسلمين على يد رائدهم الأول وبطلهم العظيم حامي الحرمين الشريفين جلالة الملك سعود ".
وليست هذه أول خدمة يقدمها جلالته للإسلام أو المسلمين ، أن هذه المكرمة ستقف إلى جانب توسعة الحرمين الشريفين وتأسيس جامعة الملك سعود والمساهمة العظمى في إصلاح المسجد الأقصى والصخرة المشرفة وستكون هذه المكرمات دررا تضيء في تاج الإسلام لا يخبو ضوؤها مادام التاريخ وتعاقب الليل والنهار.
ونشرت جريدة الندوة تعليقا للأستاذ أحمد طاشكندى يقول فيه:
" لقد جاء في الأنباء أن جلالة الملك المعظم سعود قد أمر بإنشاء جامعة إسلامية في المدينة المنورة وكانت هذه الاستجابة الكريمة من قبل أبي الشعب لتحقيق رغبات عدد كبير من الكتاب الذين نادوا على صفحات الصحف المحلية ، من أن حاجتنا اليوم إلى هذه الجامعة الإسلامية أصبحت ضرورة ملحة.. لتبشر العالم الإسلامي كله برسالة الهدى والنور.
وتعمل من أجل رفع راية الإسلام خفاقة خالدة ، نقول كان لهذه الاستجابة الكريمة أجمل الأثر في نفوس أبناء هذا الشعب ولقد كان جلالته يعد لهذا الأمر من قبل . ولقد آحسن جلالته صنعا عندما أوكل لفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتى الديار السعودية موضوع تأسيس هذه الجامعة واختيار أساتذتها وجهازها الاداري فهو خير من يقوم بهذه المهمة الجليلة.
إننا ننظر إلى المستقبل نظرة كلها أمل وتفاؤل بعد أن تحقق الحلم فأصبح حقيقة متجسدة ، وقامت في هذه المملكة جامعة إسلامية كبرى تبشر بالدعوة الإسلامية الصحيحة التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. دعوة الحق والسلام للجميع .
وهذا هو صوت الشعب الذي عبر عنه الكتاب ، صوت يلهج بالثناء والشكر والتقدير لعاهله المفدى الذي لبى النداء وأمر بتأسيس الجامعة الإسلامية وأهداها قصوره الملكية إنها حقا مفخرة من مفاخر هذا العهد ستظل تشع النور والهداية من معقل الإسلام الأول لتبث دعوة الإسلام..
دعوة الحق والحب .. والسلام..
ولم يكد يهدأ ذلك التصفيق والهتاف المدوي لهذا العمل الجبار حتى بدأ جلالة العاهل المفدى في العمل من أجل تنفيذ هذا المشروع ، فواصل جلالته اجتماعاته بفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتى المملكة للتشاور بشأن تشكيل الهيئة التي ستعمل في هذه الجامعة ، وبعث جلالته فعلا أحد المختصين إلى المدينة المنورة لكي يسلم الجزء الذي أهداه جلالته من قصوره في المدينة المنورة للجامعة.
المرجع:المملكة العربية السعودية فى ركب الحضارة والتقدم العمرانى فى الذكرى السابعة لجلوس الملك سعود