أهداف الجامعة الإسلامية

الجامعة الإسلامية بالمدينة - أهداف الجامعة

كان التعليم الديني في المملكة العربية السعودية قبيل افتتاح المعاهد العلمية منذ أكثر من ثلاثين عاماً متوفراً في أغلب مناطق المملكة ، وفي مساجدها وبيوت بعض علمائها. لكن الملك سعود أبى إلا أن يسجل عملا آخر خالداً لشعبه ألا وهو إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

وكانت كلمة جلالته في تلك المناسبة مايلي:

" … لقد رأيت من واجبي أن أخدم هذين الحرمين الشريفين ، وأن أبدأ العمل في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة ،فأمرت بإنشاء جامعة إسلامية في المدينة المنورة التي هي مأوى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهيأت لها من الأسباب والوسائل ما يكفل لها أداء الرسائل السامية المرجوة منها ، فاستقدمت عدداً من علماء المسلمين من بعض الأقطار الإسلامية ووضعوا لذلك برامج ونظماً ومناهج ، وستضم هذه الجامعة طلابا من سائر أنحاء العالم…من إخواننا الإفريقيين والأسيويين الذين يتشوقون لمعرفة الإسلام في منابعه…".

وتلا الأمر الملكي بالمصادقة على أول نظام أساسي للجامعة وعلى اللائحة الداخلية لمجلس إدارتها . والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مؤسسة إسلامية عالمية من حيث الغاية ، عربية سعودية من حيث التبعية . وكانت كلية الشريعة أول كلية تنشأ في الجامعة في عام 1381هـ، ثم تلاها بعد ذلك إنشاء بقية الكليات.

وتعتمد في مواردها على الأموال التي تتقرر من الخاصة الملكية وقررت ميزانيتها للعام الدراسي( 1381- 1382هـ) بمبلغ ثلاثة ملايين ريال ، ويكون قبول الطلاب السعوديين وغير السعوديين في الجامعة الإسلامية وسير الدراسة ومناهج العلوم التي تدرس بها حسب الشروط والأوضاع الواردة في النظام الأساسي للجامعة.

وقد أوجدت هذه الجامعة لتحقيق عدد من الأهداف منها على سبيل المثال:

• تخريج أجيال من علماء المسلمين المتفقهين في الدين والدارسين لأحكامه وشرائعه والداعين إلى الله.

• تحظى الجامعة الإسلامية برعاية خاصة لتكون مركز الإشعاع في العالم الإسلامي وغيره ويكون لها شخصية مستقلة ترتبط مباشرة بعاهل المملكة العربية السعودية.

• تعنى الجامعة بالبحوث الإسلامية وتقوم بترجمتها ونشرها وتنظيم العلاقة بينها وبين جامعات العالم لسد فراغ الدراسات الإسلامية والعربية.

• تعنى كلية الشريعة في هذه الجامعة بالدراسات الحقوقية لتخريج متخصصين شرعيين حقوقيين لسد حاجة البلاد.

• تجميع التراث الإسلامي والعناية بحفظه وتحقيقه ونشره.

• تثقيف من يلتحق بها من طلاب العلم المسلمين من شتى أنحاء العالم ، وتكوين علماء متخصصين في العلوم الإسلامية والعربية وفقهاء في الدين مزودين بالعلوم والمعارف التي تؤهلهم للدعوة إلى الإسلام وحل ما يعرض للمسلمين من مشكلات في شؤون دينهم ودنياهم على هدي الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح.

• إقامة الروابط العلمية والثقافية بالجامعات والهيئات والمؤسسات العلمية في العالم لخدمة الإسلام وتحقيق أهدافه.

• تفتح الجامعة أبوابها لعدد مناسب من طلاب البلاد الإسلامية كي يعودوا إلى بلادهم بعد تخرجهم لنشر الإسلام وللقيام بواجب الدعوة إليه.

• تبليغ رسالة الإسلام الخالدة إلى العالم عن طريق الدعوة والتعليم معا.

ردود الفعل لإنشاء الجامعة:

كان لهذا النبأ وقع عظيم في نفوس أبناء البلاد الإسلامية، حيث رفع جلالته بهذه المناسبة التاريخية الخالدة عدد كبير من البرقيات منها:

برقية من وجهاء المدينة المنورة قالوا فيها : " ... إن المدينة بأسرها شيباَ وشباباً كباراً وصغاراً رجالاً ونساءاً ، وكل فرد في بلادكم السعودية ، وكل مسلم في جميع أصقاع الدنيا استقبلوا بناً تأسيسكم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالدعاء لجلالتكم بطول العمر والشكر الجزيل ..." إن هذا المشروع الإسلامي العظيم الذي تفضلتم بتأسيسه في منبع الإسلام ومهد النور والفرقان لم يكن أول ما قدمتموه للإسلام والمسلمين ...".

برقية من وكيل رئيس المحكمة الشرعية والدوائر الشرعية بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ عبد المجيد حسن ويقول فيها: " … لقد كان لنبأ عزم جلالتكم على تأسيس الجامعة بالمدينة المنورة أصداء ترددت في قلوب الملايين من المسلمين في داخل البلاد وخارجها، وإنها لمكرمة من سلسلة مكارم جلالتكم التي تطالعون بها شعبكم كل يوم ، وتهتز مشاعر المسلمين في كل قطر تستحقون عليها التهنئة والشكر من صميم كل قلب نابض بالإيمان".

برقية من الأستاذ أحمد عبد الله الفاسي قال فيها: " … من الأعماق أهنئ أبناء طيبة الطيبة بتأسيس الجامعة الإسلامية في هذا البلد المقدس الذي انطلقت منه دعوة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم تبدد ظلمات الجهل وتقضي على ضلالات الوثنية والعبودية".

وقال أيضاً " … كانت فكرة فغدت حياة تعيش ملئ السمع والبصر… هذه هي الجامعة الإسلامية التي أنشأها جلالة الملك المعظم وأهداها بعض قصوره بالمدينة المنورة …".

ونشرت جريدة الندوة تعليقاً للأستاذ أحمد طاشكندي يقول فيه :" … لقد جاء في الأنباء أن جلالة الملك المعظم سعود قد أمر بإنشاء جامعة إسلامية في المدينة المنورة وكانت هذه الاستجابة الكريمة من قبل أبى الشعب لتحقيق رغبات عدد كبير من الكتاب الذين نادوا على صفحات الصحف المحلية من أن حاجتنا اليوم إلى هذه الجامعة الإسلامية أصبحت ضرورية ، لتبشر العالم الإسلامي كله برسالة الهدى والنور…".

كانت هذه هي بعض التعليقات والآراء التي عبرت عن صوت الشعب ، الذي يلهج بالثناء والشكر والتقدير لعاهله المفدى الذي لبى النداء وأمر بتأسيس الجامعة الإسلامية ، وأهداها بعض قصوره الملكية من ذلك قصره على ضفاف وادي العقيق ، وبدأ جلالة الملك في العمل من أجل تنفيذ هذا المشروع ، فواصل جلالته اجتماعاته بسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة للتشاور بشأن تشكيل الهيئة التي ستعمل في هذه الجامعة وبعث جلالته أحد المختصين إلى المدينلكي يسلم الجزء الذي أهداه جلالته من قصوره في المدينة المنورة للجامعة.

 

المرجع—د-حصة جمعان الزهرانى