الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة و جهود الملك سعود

جهود الملك سعود
 
ويتضح من خلال المرسوم الملكي : ما أبداه جلالة الملك سعود – رحمه الله من حرصه الشديد على إقامة وتأسيس جامعة إسلامية سميت بـ: الجامعة الإسلامية ، كما بادر إلى النهوض بها إلى المستوى اللائق بها ، ومن مظاهر اهتمامه – رحمه الله – مايلي:
 
1. إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وتضم كلية الشريعة ، والمعهد الثانوي وفي اختياره الموفق ما سبقت الإشارة إليه.
 
2. تبرعه بمكانها ، وموقعها ، وعدة مبان فيها من ملكه الخاص بالمدينة ، ولا زالت تلك التبرعات شاخصة أمام العيان شاهدة منذ ذلك الحين إلى اليوم تدل على سخاء جلالته وعطائه الخالص لله – إن شاء الله – وذلك التبرع صدقة جارية له بعد وفاته – يرحمه الله كما أنه صدقة لأبيه من قبله الملك عبد العزيز – يرحمه الله – لكون ذلك ثمرة نصحه لابنه ، بأن يهتم بالعلم والعلماء ، وما ذاك إلا تطبيق لتلك النصيحة .
 
3. رئاسته العليا للجامعة الإسلامية ، وفي ذلك أكبر دعم لها ولقراراتها .
 
4. ترأسه لجلسات المجلس الأعلى للجامعة.
 
5. جعل الجامعة تستقل بميزانية بلغت : ثلاثة ملايين ريال ، وفي ذلك إشارة على سخاء نفسه وبذله الغالي والنفيس في سبيل العلم ، والدعوة إلى الله ، حيث كانت هذه الميزانية من خاصته الملكية ، وهو مبلغ يعد ضخماً إذا ما قورن بذلك الوقت ، وإذا ما قورن بميزانية جامعة الملك سعود بالرياض ، باعتبارها أول جامعة سعودية ، حيث لم يفرد لها ميزانية بذاتها في السنتين الأوليين من إنشائها ، بل كانت مدمجة مع ميزانية وزارة المعارف ، ولم تستقل بالذمة المالية قبل عام 1380هـ وفي هذه الميزانية – أيضا ً – دلالة على كون الجامعة الإسلامية رئاسية مستقلة ، تتبع مجلس الوزراء تمييزاً لها دون غيرها من الجامعات وفي ذلك أكبر دعم معنوي لقراراتها ، وتقوية لها.
 
6. اطراد ميزانية الجامعة في الزيادة ، حتى بلغت في آخر عهده – يرحمه الله - : أربعة ملايين ومائتان وعشرة آلاف وسبعمائة ريال ، بزيادة مليون ومائتي ألف وعشرة آلاف وسبعمائة ريال عن ميزانيتها الأولى.
 
7. إصدار نظام الجامعة الإسلامية ، وفيه بيان مناهجها الدراسية ، التي تخدم أغراض الدعوة.
 
8. تتويجه بالموافقة على تغيير مناهج الجامعة الإسلامية نحو الأفضل، ومتابعته لذلك.
 
خلاصة عن أطوار تأسيس الجامعة الإسلامية في عهد الملك سعود – يرحمه الله
 
 
خلاصة ما سبق : أن الجامعة الإسلامية مرت بعدة مراحل وأطوار في عهد جلالة الملك سعود – يرحمه الله – تبرز في النقاط الآتية:
 
1. مرحلة الدعوة إلى تأسيسها.
 
2. مرحلة إجابة تلك الدعوة .
 
3. مرحلة التأسيس الفعلية – وجودها حقيقة بعد أن كانت فكرة.
 
4. مرحلة الميزانية ، والمباني التي تبرع بها جلالته.
 
5. طور الأنظمة الإدارية ، والأكاديمية ، والمناهج التعليمية ، وتطويرها نحو الأفضل.


المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عمادة البحث العلمي رقم الإصدار(58)
جهُودُ المملكة العَربَّية السّعُوديةَّ في الدّعوَة إلَى اللَّه تعَالى في الخَارِج مِن خِلاَل الجامَعًة الإسلاَميّة تَأليف عبد الله بن صَالح بن عبد اللَّه العبود
 الجزءُ الأوّل الطَّبعَةُ الأولى 1424هـ