كلية البترول والمعادن

كانت المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية قبل اكتشاف النفط شبه معزولة عن العالم الخارجي، فالاتصال الحضاري والتبادل الثقافي بين أبناء الجزيرة العربية والدول الأخرى كان محدوداً ، ويكاد يكون الاتصال بالعالم الخارجي مقتصراً على منطقة الحجاز في موسم الحج ، لذلك كان لاكتشاف النفط عام 1356هـ أثر كبير في إبعاد العزلة التي تعيشها المنطقة ، بحيث بدأت عملية الاتصال بالعالم من خلال وصول مجموعات صغيرة تعمل للتنقيب عن النفط والعمل على استخراجه ،وبعد تزايد كميات النفط تزايد عدد العاملين والوفود الأجانب وأصبحت البلاد بمواردها الجديدة مثار اهتمام كثير من الدول فكان على أبناء البلد التعامل مع هؤلاء الأجانب من أجل اكتساب خبراتهم في هذا المضمار ،ومن هنا كان اهتمام الدولة بتعليم أبنائها وتثقيفهم الثقافة اللازمة.
 
فكان إنشاء هذه الكلية عام(1383هـ / 1963م) " بالظهران" ، وتعد هذه الجامعة مؤسسة جامعية متخصصة ومخصصة للذكور فقط. وصدر نظامها الأساسي بالمرسوم الملكي رقم 11 في 11 جماد الأول 1383هـ الموافق 29-9-1963م
 
أهداف الكلية عند إنشائها
 
 
 
لمواجهة التحديات التي تفرضها الموارد البترولية والمعدنية الهائلة والمتوفرة بالمملكة ،والتي تشكل تحديات معقدة ومثيرة تدفعها إلى التطور في مجالات التعليم والتقنية ، فقد اعتمدت الجامعة أهدافا من شأنها تدريب الطلاب على مستوى عال في المجالات المتعلقة بالعلوم بقصد توفير الكفاءات المهنية والإدارية اللازمة لمختلف مجالات صناعة البترول والمعادن. ومن هذه الأهداف على سبيل المثال:
 
المساهمة في تطوير المجتمع من خلال تزويده بالطاقات البشرية المؤهلة ، وتخريج دفعات من المهندسين والعلماء الحاصلين على درجة البكالوريوس والماجستير وغيرها ، كذلك المساهمة في البحوث العلمية والتقنية والوصول إلى حلول مناسبة لبعض المشكلات التي قد تعترض طريق التنمية الصناعية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمع السعودي ، والمساهمة في مجال الخدمة العامة من خلال برامج التعليم المتواصل والتطوير الإداري. علاوة على ذلك هدفت الكلية إلى سد حاجة البلاد من أبناء الوطن المتخصصين في ميادين صناعة النفط ، والاهتمام بالطالب وتطوير مواهبه وتطبيق برنامج تعليمي متطور قادر على مواجهة متطلبات المهن الهندسية والتكنولوجية ، والأخذ بأفضل الأساليب في التدريس وتكوين هيئة تدريس ممتازة، وأخيراً توسيع مفهوم طلاب الجامعة للمبادئ الإسلامية ، والإنجازات العظيمة التي قدمتها الحضارة الإسلامية في مجال الرياضيات والعلوم.
 
ومن واجب الجامعة في بلد إسلامي أن تعمق وتوسع مفهوم طلابها للمبادئ الإسلامية وأن تغرس في نفوسهم تقدير الإنجازات العظيمة التي قدمها أسلافهم إلى العالم في مختلف المجالات.
 
وكان يشرف على هذه الكلية مجلس برئاسة وزير البترول والثروة المعدنية ويضم في عضويته عميد الكلية ونخبة من كبار موظفي الدولة ومن رجال العلم في الداخل والخارج. وأصبحت في مابعد "جامعة الملك فهد للبترول والمعادن"

المرجع - د-حصة جمعان الزهرانى