التعليم الجامعي للبنات

كانت بداية التعليم العالي الرسمي للفتاة عام(1380هـ/1961م) ، لذلك كان اهتمام الدولة منصب على المراحل الأولى من التعليم ( الابتدائي والمتوسط والثانوي) أما التعليم العالي فقد كانت بدايته متأخرة بعض الشيء ويعود ذلك لضعف الإمكانيات المادية ، وعدم توفر التجهيزات الضرورية.
 
ومع ذلك فلم يقتصر النشاط الأكاديمي بجامعة الملك سعود على الطلاب فقط بل فتحت الجامعة أبوابها للفتاة السعودية فأتيح لها فرصة الانتساب إلى بعض الكليات مثل كلية الآداب وكذلك كلية العلوم الإدارية وكان ذلك في عام(1381/ 1382هـ) ،ثم فتح لهن باب الانتظام في عام 1394هـ.
 
وقد أظهرت جامعة الملك سعود منذ السنوات الأولى لإنشائها اهتماماً واضحاً بدراسة الطالبات فبدأت في فتح المجال لدارستهن ،وقبلت أول دفعة من الطالبات وقوامها أربع طالبات في العام 1381هـ لدراسة كمنتسبات في الآداب ثلاث طالبات ، وطالبة واحدة في كلية العلوم الإدارية ،لكن في العام التالي ارتفع العدد إلى عشرين طالبة جميعهن منتسبات ، وكان نصيب الآداب منهن خمسة عشر طالبة بينما درست الخمس طالبات في كلية التجارة.
 
بالنسبة لمنهج المنتسبات في عام 1381هـ :ففي الآداب تدرس الطالبة التخصصات التالية (التاريخ والجغرافيا واللغة العربية واللغة الإنجليزية والدراسات الاجتماعية التي تتفرع إلى تخصيص اجتماع وخدمة إجتماعية) بالنسبة لكلية التجارة فقد أتاحت فرصة الدراسة للفتاة في نفس العام في التخصصات التالية (الاقتصاد والإدارة).
 
وقد توسعت الجامعة في مجال الدراسة للفتيات عاما بعد آخر ،وازداد عدد الكليات التي تقبل الفتيات حتى أصبحت دراسة الفتاة الجامعية متاحة.
 
وعند النظر في إحصائية الخريجات في العام الأول لها(4) طالبات وأخذ عدد الطالبات المنتسبات للجامعة قد أخذ في ازدياد واضح فأرتفع العدد من (4) طالبات للعام( 1381هـ/ 1961م )، إلى (80) طالبة للعام (1384هـ/1964م).
 
كانت أولى الملتحقات في كلية الآداب الطالبة الدكتورة فيما بعد (فاطمة منديلي) التي كانت الخريجة الأولى والوحيدة للجامعة في العام( 1382هـ/1962م )، والتي شغلت عدة مناصب في الجامعة.
 
وكانت التخصصات المفتوحة أمام الطالبات هي:
 
كلية التجارة
 
هيأت الفرصة للفتاة عبر التخصصات التالية : ( الاقتصاد ، الإدارة ، المحاسبة).
 
كلية الآداب
 
هيأت الفرصة للفتاة في التخصصات التالية : (التاريخ ، الجغرافيا ، اللغة العربية ، اللغة الإنجليزية).
 
ولم يقتصر النشاط الأكاديمي على جامعة الملك سعود بل كان لجامعة الملك عبد العزيز دوراً في تعليم الفتيات التعليم الجامعي وفتح أبوابها أمامهن ،وبدأت الدراسة بكلية الشريعة بمكة في عام (1384هـ/1964م) وكان قوام الدفعة الأولى خمس طالبات منتسبات ، وقبلت أول دفعة من الطالبات بمكة في كلية التربية عام1387هـ وكانت مكونه من ثلاثين طالبة.
 
وهذا لا يعني أن الفتاة السعودية قد حرمت من نعمة التعليم العالي قبل ذلك ، فلقد أتيحت الفرصة لبعضهن للحصول على علومها الجامعية من خارج المملكة.
 
لقد كان لارتفاع تكاليف التعليم الأهلي ،وعدم وجود تعليم عالي داخل المملكة للفتيات دفع الكثير من الأسر وخاصة تلك التي تسكن في المنطقة الغربية والميسورة الحال من المملكة إلى إبتعاث بناتهم لبعض الدول العربية المجاورة(مثل مصر) لتحصيل العلوم وإكمال دراستهن العليا،وهناك أيضا من واصلت تعليمها العام والعالي في بعض المدارس والجامعات الأوربية وخاصة بريطانيا.
 
ومن خلال هذا العرض تبين لنا أن تعليم المرأة تميز بمجموعة من الخصائص منها عدم الاختلاط وتقرير حق الفتاة في التعليم ، والاهتمام بشخصية الطالبة اهتماماً بالغا يشمل جميع جوانب حياتها، ومن حيث التطور الكمي فنلاحظ النمو المتزايد في فرص تعليم المرأة حتى وصلت إلى التعليم الجامعي كمنتسبة أما من حيث التطور النوعي فتمثل في استخدام مجالات علمية جديدة يمكن للمرأة التعامل معها والتخصص فيها، واستحداث مستويات دراسية وأكاديمية تمكن المرأة من اكتساب خبرات علمية وعملية مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعتها كأنثى. [1]

 

References

  1. ^ المرجع :- الزهراني، حصة بنت جمعان محمد الهلالي : التعليم في المملكة العربية السعودية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود (1373- 1384) – ( 1953 – 1964م) ، الرياض ، 1424- 1425هـ.