الرئاسة العامة لتعليم البنات

يعتبر سعيد الكردي من أوائل الأهالي الذين ألحقوا بناتهم للدراسة في مدرسة الكريمات ، ومع ذلك كان يطالب بفتح مدارس أخرى للبنات لعلمه بعدم إستيعاب مدرسة الكريمات ، ومبرة الكريمات ، ومبرة الملك عبد العزيز للأعداد المتزايدة من الفتيات الراغبات فى الانضمام إلى مسيرة التعليم فى مدينة الرياض . و لذلك طلب منه العديد من الأهالي الأستاذان بالدخول لرؤية الملك سعود ومطالبته بفتح مدارس للبنات .مهد سعيد الكردي رئيس الاستخبارات موعدا للأهالي مع الملك فى الديوان الملكي،وحين مثولهم أمامه سألهم عن طلبهم فاجابوه بأنهم يرغبون منه فتح مدارس لتعليم بناتهم،فقال لهم رحمة الله أن المشايخ يعارضون ذلك ، فطلبوا من جلالته أن يأمر بحضورهم ليتناقشوا معهم في هذه المسألة، فأمر الملك بذلك وحضر المشايخ فعلا، وبعد أخذ ورد بين معارض ومؤيد ، انتهى الرأي إلى أن تعليم المرأة حلال إذا كان ذلك في حدود الاستقامة والشرف والعفة .
 
بعد موافقة واقتناع المشايخ بفتح المدارس أعطاهم الملك صلاحيات القيام بإنشاء مدارس للبنات فى أنحاء البلاد، واستدعى وزير المالية بحضور سعيد الكردي و تم إعتماد الأموال اللازمة للبدء فى الإعداد لفتح مدارس بأسرع وقت ممكن مما مكنهم من استئجار عدد من الفيلات وفتحوا فيها حوالي خمسة مدارس في ظرف أسبوع من الزمن فى مدينة الرياض ، خلال ذلك تم تعيين المشايخ من خلال مرسوم ملكي تحت إشراف الشيخ محمد بن إبراهيم آل شيخ للإشراف على تعليم الفتيات تحت مسمى(الرئاسة العامة لتعليم الفتيات). ولا بد أن بعض أولياء الأمور ممن شهدوا هذه الواقعة – يستطيعون تأكيدها.
 
إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات
 
 
في صبيحة يوم الجمعة 21 ربيع الثاني 1379هـ صدرت جريدة أم القرى ( الرسمية ) وهي تحمل في صفحتها الأولى مايلى :-
 
( أمر ملكي كريم )
 
الحمد لله وحده وبعد :
 
فلقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين في المملكة في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية ، من قرآن وعقائد وفقه ، وغير ذلك من العلوم التي تتمشى مع عقائدنا الدينية : كإدارة المنزل ، وتربية الأولاد وتأديبهم ، مما لا يخشى منه عاجلاً أو أجلاً أي تغيير على معتقداتنا ، لتكون هذه المدارس في منأى عن كل شبهة من المؤثرات التي تؤثر على النشء في أخلاقهم وصحة عقيدتهم وتقاليدهم وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء الذين يتحلون بالغيرة على الدين ، لتشرف على نشء المسلمين في تنظيم هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، على أن تختار المدرسات من أهل المملكة أو غيرهم ، اللواتي يتحقق فيهن حسن العقيدة والإيمان ، ويدخل إلى هذه المدارس ما قد سبق فتحه من مدارس للبنات في عموم المملكة ، وتكون جميعاً مرتبطة في التوجيه والتنظيم بهذه اللجنة تحت إشراف سماحته ، مع العلم أن هذا التشكيل يقدم الوقت الكافي بتهيئة وسائل التأسيس ، ونأمل أن يكون ذلك في وقت قريب ، والله الموفق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 
التوقيع سعود
 
 

 

المصدر – بحث – فهدة بنت سعود 1997