تحويل مديرية المعارف

في اليوم الثامن عشر من شهر ربيع الثاني عام 1373هـ أصدر صاحب الجلالة الملك سعود المعظم مرسوماً ملكياً كريماً بتحويل مديرية المعارف العامة إلى وزارة المعارف.

وكان أول مظهر للنهضة التعليمية الحديثة هو تطور ميزانية المعارف تطوراً كبيراً .. فبعد أن كانت في عام 1372هـ . حوالي أثنى عشر مليوناً وثمانمائة ألف ريال ، إذا بها في عام 1376هـ تبلغ حوالي ثمانية وثمانين مليوناً وستمائة وواحد وثمانين ألفاً من الريالات ، أي بزيادة نسبتها 685 با لمائة ، وكان متوسط زيادة الميزانية في كل سنة بنسبة حوالي 173بالمائة.

وبعد هذه المفاجأة الكبرى نلقى نظرة على تشكيل هذه الوزارة الحديثة فنجد انه رسم بشكل يضمن انتظام سير العمل ، وإحكام مكافحة الجهل ، وحسن توجيه الجهود إلى الأهداف . فقسمت المملكة إلى مناطق تعليمية تتركز في كل منطقة معظم المسئوليات والواجبات ، وتقوم بها بوحي من توجيهات السياسة العامة للوزارة واختصت كل مرحلة من مراحل التعليم إدارة خاصة في الوزارة ، فهناك إدارة التعليم الابتدائي ، وإدارة التعليم الثانوي وإدارات للعلاقات الثقافية ، والنشاط الرياضي
والاجتماعي ، والصحة المدرسية ، عن هذا التنظيم الدقيق انبعث المعركة ضد الجهل ومضت إشعاعات العلم والمعرفة تغزو الجزيرة العربية مدنها وقراها حواجزها وبواديها ، وأقبل الناس إلى مناهل النور يرتشفون منها ويستزيدون .

وأول هذه المراحل التعليمية ذكرت النشرة الرسمية عن مرحلة التعليم الابتدائي بنصها الحرفي:

اهتمت حكومة جلالة الملك بنشر التعليم الابتدائي بوصفه القاعدة الكبرى التي ترتكز عليها جميع مراحل التعليم ، فقامت بافتتاح عدد ضخم من المدارس الابتدائية خلال هذه الفترة بحيث عمت المدارس الابتدائية كل مدينة وقرية في أنحاء البلاد ، قفز عدد المدارس الابتدائية من 503 مدرسة عام 1376 إلى 590 مدرسة عام 1378 ، ولم تكن الزيادة في الأرقام فحسب ، وإنما امتدت إلى المستويات وطرق التدريس ووسائل المشاكل الاجتماعية ، فلقد رأى المختصون أن المدرسة الابتدائية تعتبر مركز إشعاع تنطلق منه أنواع النشاط والخدمات المختلفة التي تعود بالخير على المجتمع الذي نحيا فيه .

ولقد اهتمت حكومة جلالة الملك بالطالب الابتدائي ليكون مواطناً صالحاً بتهيئة جو مشبع بالروح الإسلامية العالية ، ولقد أدخلت وزارة المعارف لأول مرة إلى المدارس الابتدائية مادة التربية البدنية كمادة أساسية، ويقوم بأعمال الإشراف الرياضي في هذه المدارس الأساتذة الوطنيون الذين تم إعدادهم بواسطة الدورات الصيفية التي تقيمها الوزارة سنوياً ومن الذين سبق أن إبتعثتهم الوزارة إلى الخارج .

ولقد اهتمت الوزارة أيما اهتمام بمدرسي المدارس الابتدائية سواء من ناحية زيادة عددهم لمواجهة الزيادة المطردة في عدد الطلاب ، أم من حيث محاولة رفع مستوياتهم الذهنية وخبراتهم العلمية ، وتحقيقاً لهذه الغاية اختطت الوزارة نظام الدورات الصيفية لتدريب معلمي المدارس الابتدائية والغرض منه هو تجديد معلومات معلم المدرسة الابتدائية وتزويده بكل جديد في ميدان التربية وعلم النفس وبدأ إتخاذ هذا النظام في صيف 1374هـ ومن خلال هذه الدورات الصيفية المتعاقبة تخرج عدد كبير من المعلمين الابتدائيين بروح فياضة جديدة ما لبثت آثارها أن بدت بين تلامذتهم الصغار.

وجاء في النشرة الرسمية عن التعليم الثانوي بقولها حرفياً : وكان ميدان التعليم الثانوي في هذه السنوات الخمس مسرحاً لتطبيق أساليب التربية الحديثة التي تتناول جوهر الحياة المدرسية ، فنظم المجتمع المدرسي تنظيماً تسوده روح عالية ، ويدرب فيه التلاميذ على الحرية في التفكير
والشجاعة في إبداء الرأي ، وتقدير الواجب والمسؤولية ، ويدربون فيه على التعاون وإنكار الذات
وعلى حب المليك والمجتمع والوطن ، وبمعنى أعم وأشمل التشبع بالروح الإسلامية العالية.

وتنقسم المدارس الثانوية في البلاد إلى لونين . أولهما مدارس ثانوية ، وثانيهما معاهد علمية ثانوية ، ومن النوع الأول المدارس المنتشرة في أنحاء المملكة ، والتي تعد الطالب للمرحلة الجامعية وتوجهه إلى اختصاص يتفق وميوله ، أما طلبة المعاهد العلمية الثانوية فإنهم يعدون للالتحاق بكليات الشريعة أو اللغة العربية ، تمهيداً لإنخراطهم في سلك التدريس أو القضاء.

ولم يقتصر التقدم الذي أحرزه التعليم الثانوي في البلاد على المستوى والطريقة فحسب ، بل ازداد عدد المدارس الثانوية في هذه الفترة زياد كبيرة ، لمواجهة العدد الضخم من خريجي المدارس الابتدائية في كل عام ، وذهبت الوزارة إلى مدى أبعد من ذلك فقامت بافتتاح فصول ثانوية وألحقتها بالمدارس الابتدائية التي توجد في مدن أو قرى ليس بها مدارس ثانوية ، لتقي الطلاب مشقة الانتقال ولتقرب منهم مناهل العلم.

ولقد أدخلت وزارة المعارف بالمدارس الثانوية نظام المشرف الاجتماعي ليسهم في تنفيذ أغراض التربية الحديثة بإشاعة روح التعاون في أسرة المدرسة ، وربط البيت بالمدرسة ارتباطاً وثيقاً .

التعليم الصناعي

وورد في النشرة الرسمية عن التعليم الصناعي ماهو آت : لا حظت حكومة جلالة الملك نمو الحركة الصناعية في أنحاء المملكة والاتجاه المطرد نحو التصنيع نتيجة التطور الحديث في البلاد
وأدركت تبعاً لذلك الحاجة التي أصبحت ماسة إلى عدد غير قليل من مهرة الصناع والخبراء والفنيين ، لذلك قامت برسم سياسة عامة للتعليم الصناعي ، وكنواة لهذا البرنامج قامت بإنشاء أربع مدارس صناعية في الرياض وجدة والمدينة المنورة والدمام ، وقد روعي فيها أن تكون مستوفاة بقدر بالإمكان من ناحية الفصول والورش والمعامل والمعدات الأخرى كالما كينات والآلات والخامات والعدد والأدوات .

وقد أعدت مناهج التعليم الصناعي ، نظرية كانت أم فنية ، لتكون متمشية مع البيئة وحاجات البلاد للصناعات الميكانيكية والزخرفية ، فضلا عن المواد الثقافية واللغات الحية .

وتعنى الوزارة هذه الأيام بإدخال مادة التعدين ضمن برامج التعليم الصناعي خاصة بعد أن تطور إنتاج البترول في البلاد واحتمالات اكتشاف مواد تعدينية أخرى .

وقالت النشرة الرسمية عن مدارس إعداد المدرسين : وكان من نتيجة التوسع الكبير في سياسة نشر التعليم في أنحاء المملكة بفرعية الابتدائي والثانوي ، شدة الحاجة إلى عدد غير قليل من المعلمين الأكفاء ، فلذلك لجأت الوزارة إلى إدخال التعليم الإعدادي للمعلمين الأكفاء ، فلذلك لجأت الوزارة إلى إدخال التعليم الإعدادي للمعلمين ضمن برامجها ، فأنشئت ما يزيد على ثمانية معاهد من هذا النوع موزعة في أنحاء المملكة ، وقد تخرج من هذه المدارس عدد غير يسير وانتظموا في عداد المدرسين .

وجاء في النشرة الرسمية عن الصحة المدرسية قولها : أنشئت بوزارة المعارف إدارة خاصة للصحة المدرسية عام 1374 لتتعهد النشىء الحديث ، وتسهر على صحته وهو ينمو ، حتى يتم دراسته ، ويبدأ حياته العملية صلب العود قادراً على العمل والإسهام في بناء مجد بلاده ، وانبثق من هذه الإدارة عدد من الوحدات الصحية المدرسية عمم على المناطق التعليمية في البلاد ، وظل عدد الوحدات الصحية وعدد الأطباء العاملين فيها في تزايد مستمر حتى بلغ عدد الوحدات الصحية أكثر من عشرين وحدة.

هذا إلى جانب عدد آخر من الوحدات العلاجية التي تعتبر كل منها بمثابة مستشفى مصغر وتعمل الوزارة جادة على إنشاء عدد من المستشفيات المدرسية الحديثة.

وذكرت النشرة الرسمية عن مظاهر النشاط الاجتماعي والرياضي ما يأتي:

وتولى وزارة المعارف التربية والنشاط الاجتماعي اهتماماً بالغاً . بعد أن جعلت التربية البدنية مادة أساسية في صلب المنهاج الدراسي ، وقد إنتشرت في مدارس المملكة ألوان هذا النشاط
فالأسرة المدرسية التي تهدف إلى إيجاد مجتمع أكثر شمولاً من مجتمع الفصل ، وتضم الأسرة تلاميذ من أعمار مختلفة يتدربون بها عن الأعمال التي تهيؤهم لتكوين مجتمع مستنير تشيع فيه روح الشعور بالمسؤولية والواجب تجاه المجتمع الكبير .

أما عن الرياضة البدنية بألعابها المختلفة فقد أخذت نصيباً بارزاً من مجهود الوزارة،وخصص لها مشرفون في شتى المناطق ، يقومون بتوجيه نشاط الطلاب الرياضي وتشجيعه وتنظيمه ، وذلك بواسطة عقد عدد من المباريات الداخلية بين فصول المدرسة الواحدة وبين المدارس الأخرى.

وتعنى الوزارة بتأمين الأدوات الرياضية لمختلف الألعاب لجميع المدارس في مراحل التعليم كلها ليكون النشاط الرياضي عاماً عمومية التعليم ، وميسراً لجميع الطلاب ، وتنظم الوزارة في نهاية كل عام دراسي مهرجانات رياضية كبرى في مختلف المناطق يتم فيها استعراض ألوان النشاط الرياضي المختلفة ، ويشرفها جلالة الملك المعظم بحضوره ويتفضل بتوزيع الجوائز السخية على المتفوقين.

ولقد نمت الحركة الكشفية في المدارس خلال الفترة الأخيرة نمواً كبيراً واصبح في كل المعاهد والمدارس الثانوية والابتدائية فرق كشفية نشيطة .

وقالت النشرة الرسمية عن التربية الاجتماعية مايلي: ولقد أسهمت الوزارة في تكوين عدد غير قليل من الجمعيات العلمية والأدبية والفنية في معظم المدارس لشغل أوقات فراغ الطلاب ولتشجيع وتنمية مواهبهم الفطرية ، فأصبح هنالك جمعيات : للرسم ، والتمثيل ،والأناشيد ،والمعارض والرحلات والاقتصاد ، والمكتبات ، والصحافة ،والإذاعة ، وما إلى ذلك من ألوان النشاط المثمر الذي له أكبر الأثر في تكوين شخصية النشىء وصقل مواهبه وإعداده ليكون عاملا فعالا منتجاً في المجتمع الكبير.

وأسهبت النشرة الرسمية عن مجانية التعليم في المملكة العربية السعودية فقالت بالنص الحرفي : ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن الدراسة في مختلف مراحل التعليم مجانية لأبناء الشعب العربي السعودي على اختلاف درجاتهم وتباين مشاربهم ، وليست هناك نفقات إضافية تؤخذ منهم
زد على هذا كله إن وزارة المعارف تعطيهم الكتب والأدوات المدرسية مجاناً
بالإضافة إلى إعطائها طلبة الكليات ومعاهد إعداد المعلمين مكافآت مالية سخية شهرياً ، كما سبق أن أشرنا إلى ذلك ، فضلاً عن إعطاء الفقراء من تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية هبات مالية في كل شهر تشجيعاً لهم على الاستمرار في تثقيف عقولهم وتنوير أذهانهم وشحذ ملكاتهم الفكرية.

وفي هذا – بدون ريب – تحقيق عملى كامل لمبدأ تكافؤ الفرص ، وديمقراطية التعليم ،الذي نادى به رجال التربية وكبار المصلحين الاجتماعيين وقادة الفكر في أقطار العالم المتحضر .

وفيما يلي نذكر جدولا يبين مكافآت الطلبة الشهرية حسب اختلاف مدارسهم ومعاهد تعليمهم والسنوات الدراسية

  • طلبة معاهد المعلمين : يتقاضي كل طالب 200 ريال شهرياً.
  • طلبة مدارس الصناعات : تتراوح رواتبهم حسب سنى الدراسة بين 100 و150 ريال شهرياً.
  • طلبة دار التوحيد : رواتبهم 230 ريال شهرياً.
  • طلبة كلية الشريعة : يقبض كل طالب منهم 306 ريالات شهرياً.
  • طلبة كلية المعلمين : لكل طالب منهم 306 ريالات شهرياً.
وقالت النشرة الرسمية عن البعثات العلمية في الخارج : وكنتيجة طبيعية لزيادة المتخرجين من المدارس الثانوية في كل عام ، ولحاجة البلاد في تطورها المستمر إلى كفايات علمية ونظرية عالية أولت حكومة جلالة الملك المعظم اهتمامها الكبير إلى أمر إبتعاث الطلاب إلى الخارج لاستكمال دراساتهم العالية أو للتخصص الجامعي ، ولقد توسعت وزارة المعارف في هذه السياسة توسعاً ملموساً وأخذت تبعث في كل عام عشرات من الطلاب إلى مختلف الجامعات العربية والأوروبية والأمريكية ، وما زال معظم هؤلاء الشباب ينكبون على دراساتهم وملء جوانحهم أمل عريض في خدمة مليكهم وبلادهم ، ويكفي للتدليل على هذا التوسع أن نذكر أن عدد الطلاب المنبعثين إلى الجامعات المصرية كان في عام 1374 أربعين طالباً ، وظل هذا العدد في تزايد مستمر وبنسب خيالية ، حتى وصل في هذا العام إلى 400 طالب.

وذكرت النشرة الرسمية عن العلاقات الثقافية بالدول العربية ما نصه :

ترتبط المملكة العربية السعودية بجاراتها من الدول العربية بوشائج ثقافية قوية تقوم على التعاون المشترك من أجل خير الجميع.

ومن مظاهر هذا التعاون أن حكومة جلالة الملك تتيح الفرص لجميع الطلاب العرب للالتحاق بمدارسها المختلفة دون مقابل ، وتعمل على تشجيع الرحلات الثقافية والكشفية والرياضية إلى البلدان الشقيقة ، وكثيراً ما تشترك الوزارة في المؤتمرات العربية والعالمية التي تنعقد لمناقشة شؤون التعليم أو لبحث وسائل التعاون الثقافي العربي.

ومن أهم مظاهر هذا التعاون استعانة الوزارة بعدد غير قليل من المدرسين المنتدبين من شتى الدول العربية ، نظراً لقلة عدد المدرسين الوطنيين في الوقت الحاضر ، وقد بلغ عدد المدرسين المنتدبين للتدريس في مختلف معاهد المملكة في العام الماضي أكثر من سبعمائة مدرس مقابل 350 مدرساً عام 1372.

وهذا ما ورد في النشرة العربية السعودية عن مدينة سعود العلمية :

ولقد كان من الأيادي الملكية البيضاء على النهضة التعليمية الكبرى الشاملة بالمملكة أن تبرع جلالة العاهل الكريم بقصور ملكية ضخمة ، عددها عشرة قصور بمنطقة الرويس في جدة ، فأهداها إلى وزارة المعارف لتجعلها دوراً العلم ومناهل للعرفان ومصدراً من مصادر الأشعة الفكرية
ولتكون دعامة فاصلة من دعائم المظاهر التعليمية الحديثة بالمملكة العربية السعودية ، هذه المظاهر التي عمت البلاد.

وقد تأثثت تلك القصور بأنواع الأدوات المدرسية اللازمة وأعدت للتدريس وشغلت بمختلف المؤسسات التي قسم لها أن تكون مرسومة بشرف حمل اسم جلالة الملك تخليداً لهذه المأثرة الملكية الكريمة ، وهذه المدينة العلمية للملك سعود ضمت بين أكنافها المؤسسات الآتية:

1- كلية المعلمين 2- المدرسة النموذجية الثانوية . 3- المدرسة النموذجية الابتدائية .
4- المدرسة الصناعية . 5- إدارة صيانة المؤسسات المدرسية . 6- الوحدة الصحية لمنطقة جدة .

كما أهدى جلالته إلى وزارة المعارف بضعة قصور أخرى خاصة بجلالته في كل من مكة المكرمة والرياض.

وجاء في النشرة الرسمية عن جامعة الملك سعود بالرياض ما نصه : وقد شهدت هذه السنوات الأخيرة مولد أول جامعة علمية عالمية تقام في قلب الجزيرة العربية ، ألا وهي جامعة الملك سعود بالرياض التي جاء إنشاؤها تتويجاً للنهضة العلمية الرائعة التي سرت في طول البلاد وعرضها
وقد التحق بها منذ افتتاحها عدد وفير من الطلاب المتخرجين من المدارس الثانوية ، ومازالوا
وقد انضم إليهم نفر من المستجدين يجدون في تحصيل العلم في كلياتها المختلفة على أيدي نفر من خيرة العلماء الأفاضل .

وتعتزم حكومة جلالة الملك المعظم توسعة هذه الجامعة وإضافة عدد آخر من الكليات إليها بحث تستوفي أولا جميع الكليات النظرية ، ثم يبدأ بعد ذلك بالكليات العملية كالطب والهندسة وما إليها .


المعاهد العلمية

وجاء في النشرة الرسمية عن المعاهد الدينية في المملكة العربية السعودية ما نصه بالحرف الواحد : لما كان أساس الحكم في البلاد هو الشريعة الغراء القائمة على الأسس الدينية الإسلامية
فقد وجه جلالة الملك عنايته الأولى نحو توسيع المعهدين العلميين اللذين أنشئا في الرياض والحجاز وإنشاء المعاهد الأخرى في غيرهما من المدن ، للإكثار من علماء الدين ونشرهم في جميع أصقاع المملكة ، ليكونوا في كل مكان النبراس الذي يستضاء به في مجتمعنا الإسلامي العربي فازداد عدد المعاهد الدينية في المملكة من أربعة إلى عشرة معاهد ، بما فيها كليتا الشريعة واللغة العربية في كل من الرياض والمجمعة و الاحساء وصامته و بريده و عنيزة وشقراء ،وازداد عدد الطلاب من حفنة سنة 1373إلى 2870 طالباً عام 1378هـ . ولأجل تشجيع أبناء هذه الأمة على الإقبال على التعليم بصورة عامة ، وعلى العلم الشريف بصفة خاصة ، فقد جعل لجميع الطلاب مرتبات شهرية يتقاضونها من هذه المعاهد على حسب السن والحاجة تتراوح بين 250و 320 ريالا سعودياً
وترقت موازنة هذه المعاهد في هذه الحقبة تدريجياً حتى بلغت 11 مليوناً من الريالات.

وقد ضم إليها مدارس الأيتام التي لم تزد في أول هذا العهد عن ثلاث مدارس تضم بضع مئات من الطلاب ، فأصبحت الآن 25 مدرسة في مختلف أنحاء البلاد ، ويبلغ عدد المدرسين في هذه المعاهد 200 مدرس ، نصفهم من الوطنيين ونصفهم الآخر من المدرسين المنتدبين من الأقطار الشقيقة ، وتبلغ موازنة دور الأيتام والعجزة 000 . 335 . 7 ريال.

ومما يذكر أن جلالة الملك سعود المعظم كان قد أصدر أمره الكريم في سنة 1375 بإنشاء ستة بنايات للمعاهد والكليات ، في كل من الرياض وشقراء وبريده و عنيزة والمجمعة و الإحساء ، وقد تم بناء هذه المعاهد ، وباشر الطلبة الدراسة فيها ، وبلغ مجموع ما أنفق على تشييدها
000 . 950 . 4 ريال ، هذا عدا الأراضي التي تبرع بها جلالة الملك المعظم وأنشئت عليها هذه المباني ، وما فتئ جلالته يغمر طلاب هذه المعاهد بالعطف والتشجيع والمنح السخية في كل صيف وشتاء .

وبعد مطالعة هذه الأرقام المتقدمة والتي نقلناها عن النشرة السعودية الرسمية والصادرة قبل عام ونيف ، يضاف إليها أرقام جديدة لإنشاءات حديثة تمت هذا العام ، دون إحصاء ، والحركة دائبة لتأسيس مدارس ومعاهد في هذا العام أكثر من العام السابق ، والموازنة للمعارف ترتفع أرقامها سنة بعد سنة خدمة للعلم ، والثقافة وحرباً على الفقر والمرض والجهل ، وسيطالع جمهور القراء المتتبعين للتطورات التقدمية في أكثر الحكومات العربية بين حين وآخر كل حركة من مجهودات القادة المخلصين لأمتهم وعروبتهم ، أخذ الله بيدنا جميعاً وحقق لديارنا السيادة والحرية والاستقلال الناجز التام .



الوثبة السعودية بقلم محمد السلاح