كلمة الأستاذ فكري أباظة

الملك العظيم : رمز المقدسات

للأستاذ : فكري أباظة



حيث شاء الله !

حيث اهتزت الدنيا كلها بمولد رسول الله !

حيث هبط الوحي برسالة الله إلى عباد الله !

حيث انبعثت مبادئ الدين الصحيح ، والإيمان الصحيح ، والحكم الصحيح !

حيث زحف المؤمنون فغزا إيمانهم ، واستولى ، وفتح ، فوصل شمالاً وشرقاً إلى الهند والصين وانحرف غرباً وجنوباُ إلى خط الاستواء ، وقهر البحر ، ثم شق الطريق إلى صميم أسبانيا وفرنسا!

حيث يهرع ملايين المسلمين من جميع أطراف العالم داعين ، مبتهلين ، مستغفرين ، مكفرين عن الآثام والذنوب ، متطهرين .

حيث جمع الله كل هذه " الروحانيات والمقدسات " في مكان واحد ، تتجه أنظار المصريين والعروبة والإسلام ، وتتجه أرواحهم وقلوبهم إلى " رمز الروحانيات والمقدسات " عاهل الجزيرة وولي أمر المملكة العربية السعودية ، والملك سعود ...

ظلت " الجزيرة العربية " دهوراً وعصوراً ، جزيرة تعاني ما عانته غيرها من الأقطار العربية والشرقية ، حتى شاء الله سبحانة وتعالى ، أن يولي أمرها أبطالا وصناديد ، ومؤمنين بالله وبما منح الله عباده الأكرمين ، من حرية واستقلال وأنفة وكبرياء ، فإذا بقنبلة البعث تتفجر مدوية ، وإذا بالملك الوالد ينشئ ملكاً قوياً، مهيباً ، مرهوب الجانب ، مسموع الكلمة في أنحاء الدنيا الشرقية والغربية !.. وإذا بمشيئة الله تتجلى في الغيث الذي لا يجئ من كبد السماء ، وإنما ينبعث من باطن الأرض فتتدعم الروحانيات والمقدسات بالماديات ، وتقف صرامة العاهل وكرامته سداً حائلاً دون الاستغلال. ودون خدش الاستقلال !.. وإذا بالوطن السعودي الحجازي هو سيد الموقف ، والحاكم بأمره في خيراته وثرواته! .. وإذا به يفتح الأبواب لوفود الثقافة والعلم والمدينة في حدود أوامر الدين ، ليسعد الشعب ويجاري غيره من الشعوب! .

ويمارس " ولي العهد ، الملك العظيم " واجبه في ظل خبرة ومران والده العظيم ، ويوطد مكانته وهيبته بعمله وجهده وأمانته ونجدته ومروءته ورجولته ، حتى إذا قضى القضاء باختيار الوالد الراحل إلى جوار ربه ، سد الفراغ وملأه ملء السمع والقلب والبصر ، فلم تشعر الرعية ، ولم يشعر الوطن ، بأن راحلاً قد رحل ! .. وبأن قادماً قد حل ! ..

هكذا تساس الأمور في الوطن الصديق ، سياسة الدين والدنيا ، ممزوجة بحكمة أصيلة ، وبعد نظر حاد بعيد المدى .

وهكذا يرفرف علم السلام ، ولواء الأمان ، على المملكة العربية السعودية ، فلا فتن ولا دسائس ولا إضطرابات .

هذا " الاستقرار العجيب " توفيق من الله نرجو له أن يكون قدوة ونموذجاً ومثالاً ... وليحفظ الله الأمين على روحانياتنا ومقدساتنا وودائعنا التي نفتديها بالمهج .