خطاب الملك سعود الى شعبه بمناسبة عيد الفطر المبارك (ام القرى العدد 1764 في 8 شوال 1378 الموافق 17 ابريل 1959)

بسم الله الرحمن الرحيم

شعبي العزيز
اني احمد الله العلي القدير اليكم، واساله تعالى ان يتقبل صيامنا وقيامنا و يبارك لنا في يوم افطارنا و جميع ايامنا. وبعد:

فقد سهل الله لنا قضاء هذه الايام العشرة المباركة في بيت الله الحرام، متمتعين بجواره والطواف به، سائلين الله لنا ولكم العفو والقبول.

وانني بهذه المنابسة اشارككم افراحكم في العيد السعيد ، الذي ندعو الله ان يجعله عيد خير و مسرة لهذه البلاد خاصه والمسلمين عامة.

شعبي العزيز
ان الرابطة التي تربط بين الحاكم و المحكوم هي عروة وثقى ،قوامها الدين والاعتصام بحبل الله وبحكم كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقوامها ان يكون القوي عندنا ضعيفا حتى يؤخذ الحق منه ، و الضعيف قويا حتى يؤخذ الحق له، هذا ما امرنا الله ورسوله به و سنستمر عليه بعون الله تعالى.

شعبي العزيز
انكم تعلمون مدى اهتمامي بمصالحكم وبرفع شأنكم و اعزاز بلادكم و اني عامل لذلك كل جهدي ثم اني اشارككم امالكم و الامكم واعتبر كبيركم ابا واوسطكم اخا و صغيركم ابنا واني عامل جهدي مافيه صالحكم في دينكم ودنياكم ، واسهر لتناموا واجهد لترتاحوا.

والذي يحملني على هذا ثلاثة امور.

أولا: واجب لكم علي كرعية لي
ثانياً: ماشاهدته من شعوركم الفياض ومحبتكم الصادقة وولائكم الخالص في شتى المناسبات.
ثالثاً: ان هدفي الاسمى في حكمي هو ان اسير بكم الى قمو المجد و العزة لنضاهي الامم الراقيه برفعة بلادنا و مستوى معيشتنا وذلك بما يتفق مع شريعتنا الغراء التي نسعى جميعا الى توطيد دعائمها ونعمل بقوله سبحانه و تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرمَ زِينَةَ اللهِ التِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطيباتِ مِنَ الرزْقِ  ﴾. نابذين القشور وسفاسف الامور مما يأباه الخلق الكريم و العزة الاسلامية.

وانما الامم الاخلاق مابقيت                      فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا

ولا ننسى ان هذه البلاد هي محط الانظار ومنها ظهرت الدعوة الاسلامية وفيها الكعبة المشرفة و مبعث النبي عليه افضل الصلاة والسلام.

اني احمد الله واثني عليه على ما خص هذه البلاد المقدسة وسائر المملكة من تآلف فيها بين ابنائها واليسر الذي يشملها والطمأنينة والسكينة اللتين تسودان فيها، وما ذلك الا بتوفيق الله واحسانه، ثم اعتصامنا بكتابه وسنة نبيه و تحكيمنا لهما في دقيق امورنا وجليلها، ثم للنية الصالحة التي يعلمها الله منا في السر والعلانية (وإنما الأَعْمَالُ بِالنياتِ، وَإِنمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى).

واسأل الله العلي القدير ان يريني فيكم مايسرني ، وان يجعلنا جميعا هداة مهتدين وان يصلح لنا البلاد والعباد.

ولكم منا اطيب التحية والسلام