رحلته إلى باكستان 1953م

الباكستان

ثم مضى جلالته إلى باكستان – الدولة الإسلامية المستقلة الحرة – فأكد بذلك مدى اهتمامه بالوحدة الإسلامية أيضا ورغبته في تحقيقها – وفي هذه الزيارة من المعاني الجليلة ما يؤكد هذا الحلم الذي يسعى جلالته في دأب وجد لبلوغه.

وقد استقبله الشعب الباكستاني استقبالا عضيماً لا يماثله استقبال في الروعة ومشاعر الحب ولا عجب فان لجلالته في قلوب هذا الشعب وفي قلوب غيره من الشعوب الإسلامية مكانة لا تدانيها مكانة فهو الملك الإسلامي الذي يرعى مصالح المسلمين ويهتم بشؤونهم وهو حامي الحرمين الشريفين وخليفة المسلمين الذي جعل دستور بلاده ما جاء في كتاب الله وسنته فاحيا بذلك مجد الإسلام وعزته والحق أن أيام زيارته كانت أيام سعد وإقبال وأعياد متصلة . فقد افتتح جلالته في بشاور اعظم محطة لتوليد الكهرباء وتبرع بمليون ربيه للاجئين الفقراء من الباكستان وأم جلالته الألوف المؤلفة من المسلمين الذين حرصوا على الحفاوة به وخرجوا كلهم إلى الصحراء للصلاة خلف جلالة الملك ، أمام المسلمين ، فأعاد جلالته بذلك عهد الخلافة الإسلامية الزاهر وكان من نتائج هذه الزيارة أن تقاربت وجهات النظر والسعي إلى تحقيق أمال المسلمين وجمع كلمتهم . وعقب عودة جلالته من هذه الرحلة الميمونة المباركة أدلى بتصريح بين فيه ما وصلت إليه العلاقة بين الدولتين بعد هذه الزيارة:

" إني لمغتبط كل الاغتباط بما سمعت ورأيت في كل مكان نزلت فيه ومن كل أخ التقيت به هذا الشعور الإسلامي الأخوي الذي يجمعنا والرابطة الدينية التي تربطنا والأهداف التي تهدف إليها فليس لنا ولكم عناية خاصة ولا منفعة شخصية فيما ندعو إليه ونسعى له غير جمع كلمة المسلمين عامة في مشارق الأرض ومغاربها على الحق وان يكونوا كالبناء المرصوص والجسد الواحد ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) هذا الهدف هو هدفنا وهذه الغاية هي غايتنا وذلك المبدأ هو مبدؤنا" .