رحلته إلى إيران 1953 م

زيارة إيران

ولم يقصر زياراته على البلاد العربية المجاورة ، بل وسع هذه الدائرة فلبى دعوة شاه إيران فبلغ طهران يوم 9 أغسطس سنة 1955 ، فاحتفى به الإيرانيون حفاوة زائدة ، فأمضى ثمة أسبوعاً جال خلاله في أنحائها ، وزار ما يستحق الزيارة من آثارها.

وعقد خلال الزيارة سلسلة اجتماعات مع الشاه محمد رضا ، دارت فيها مباحثات الغاية منها توطيد روابط الأخوة الإسلامية ، سجلها البلاغ المشترك الذي أذيع يوم 17 منه في ختامها ، وهو:

" تبين من المباحثات التي دارت بين العاهلين ، إن إيران والمملكة العربية السعودية ، تؤمنان بالأخوة الإسلامية ، وتحترمان ميثاق الأمم المتحدة وتؤيدان قرارات مؤتمر باندونغ " .

ووصل إلى الرياض يوم 10 شعبان سنة 1376( مارس سنة 1957 ) الشاه محمد رضا بهلوي في زيارة رسمية لجلالة الملك سعود ، فاستقبل بالحفاوة الزائدة .

وتبادل جلالته وضيفة الآراء حول الأوضاع العامة في الشرق الأوسط ، وبحثا كل ما يعود على الشعوب الإسلامية بالخير والفائدة .

وصدر في الرياض وطهران يوم 16 شعبان سنة 1376 وعند ختام الزيارة البلاغ المشترك الآتي :

بمناسبة زيارة حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور محمد رضا بهلوي شاهنشاه إيران لحضرة صاحب الجلالة الملك سعود ، ملك المملكة العربية السعودية ، في المدة من 10 إلى 16 شعبان 1376هـ ، انتهز العاهلان فرصة هذه الزيارة للتباحث في الشؤون الدولية ، ولا سيما في الموقف في الشرق الأوسط الذي يهتمان به اهتماماً بالغاً ، ونتيجة لتبادل الآراء التي جرت بينهما وبين رجال حكومتيها وجدا نفسيهما متفقين على ما يأتي:

أولاً – يعتقد العاهلان أن استقرار الأمن والسلام في الشرق الأوسط ، منوط بتحقيق الهدوء والاستقرار في فلسطين ، وهذا لا يأتي إلا بالمحافظة على حقوق العرب المشروعة في فلسطين طبقاً لمبادئ الحق والعدل في نطاق الأمم المتحدة .

ثانياً- ضرورة فض كافة الخلافات الدولية بالطرق السلمية طبقاً لميثاق الأمم المتحدة ، واستهجان اللجوء إلى العنف بكافة أشكاله ومن أية جهة أتى.

ثالثاً – ضرورة تعزيز أسباب التضامن بين الدول الإسلامية ، اقتناعاً بان خير شعوبها وسلامها هما في الاتحاد ولم الشمل وجمع الكلمة ، عملا بتعاليم الإسلام وتقاليده وصون قيمه الروحية من أن تتأثر بالاتجاهات الهدامة ، مع استمرار التشاور بين العاهلين تحقيقاًًًً لهذه المقاصد.

رابعاً- يبدي العاهلان اغتباطهما بنجاح الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة بمناسبة الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط ، ويعتقدان انه كلما راعت هذه المنظمة واحترمت قراراتها ، كلما رسخت دعائم السلام والأمن في العالم . ولذا فان جهودهما ستتضافر في هذا السبيل.

خامساً- يعتقد العاهلان إن الوعي القومي يتنافى مع السياسة الاستعمارية ، وانه لكي يقوم تعاون دولي حقيقي مرتكز على مبدأ الاحترام المتبادل لحرية الشعوب واستقلالها الذي هو دعامة السلام الحقيقي الدائم ، يجب أن يكون حق تقرير المصير الذي اعترف به ميثاق الأمم المتحدة مبدأ مسلماً به ومحترماً من جميع الدول.

__________________________________________________________________

تاريخ الدولة السعودية في عهد سعود بن عبد العزيز

تأليف أمين سعيد المجلد الثالث

الطبعة الأولى – بيروت 1385هـ / 1965م.
تاريخ الدولة السعودية في عهد سعود بن عبد العزيز