البرنامج اليومي لولي العهد الأمير سعود

برنامج الأمير سعود اليومي

للأمير سعود " برنامج " خاص لحياته لا يتغير لا صيفاً ولا شتاءً ، ولا سفراً ولا حضراً وأوقاته موزعة توزيعاً دقيقاً لأعماله لا يأخذ عمل نصيب العمل الآخر من الزمن المفروض له .

فهو ينهض في الثلث الأخير من الليل قبل أن يطلع الفجر ، فإذا كان في الصيف أخذ حمّاماً بارداً أما في الشتاء فيأخذ حماماً ساخناً ثم يمضى إلى " جامعه " الخاص وحده ليس معه أحد من العبيد أو الخدم أوالأتباع ، ويجلس على مصلاه يقرأ بعض ما تيسر من آيات الذكر الحكيم ، ثم يدعو الله دعاء حاراً صادقاً مخلصاً ، لأن في الحديث ما معناه :( إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حينما يبقى ثلثها ويقول : هل من سائل فأعطيَه ! هل من داع فأجيبَه ؟ هل من طالب غفران فأغفر له وهكّذا) .

ولهذا يغادر الأمير فراشه إلى " المسجد " يدعو الله ، ثم يوقظ أتباعه ، فإذا أذن للفجر صلاة في خشوع ، وطالما يسمع في صلاته نشيج مكتوم خوفا من الله ، وإذا ما أبصره إنسان وهو يصلي الصبح لرأى وجه سعود المعبر ينطق بأنه في الدنيا والحياة لأنه واقف أمام الله فلم يعد يذكر غيره سبحانه وتعالى .

وبعد أن ينتهي من صلاة الفجر وقراءة ورد الصباح ودعائه ، يذهب إلى بيته ويسأل عن أهله وأسرته ثَم يرجع إلى مكتبه ويطلع على الرسائل والبرقيات التي تتطلب الرد السريع يشرح عليها بما يجب ثم يمضي إلى أهله وأولاده ويجلس إليهم يلا طفهم ويقضي معهم سويعة ثم يذهب لتناول طعام الإفطار ويدعو كبار ضيوفه ليشاركونه.

وبعد أن يتناول مع هؤلاء الضيوف الطعام يتجه إلى قاعة الدرس حيث ينتظره " القارئ " فإذا أخذ سموه مكانه تلا القارئ أحد كتب التفاسير ثم شيئا من الحديث ثم شيئا من التاريخ .

وقد حضرت كثيرا مجلسه هذا صباحا ومساء فأعجبت بوعي الأمير وتنبهه لما دقَّ من المعاني والتفاته إليه ، وطالما يتولى هو نفسه شرح ما فهم من آية أو حديث أو حادثة تاريخية فنعجب بعقله الكبير .

وإذا انتهى القارئ من التلاوة استقبل الناس وأصغى إلى أحاديثهم وقضى حوائجهم وأنصف مظلومهم ، وقام بتوقيع الأوامر الصادرة منه.

ثم يمضى إلى والده في مكتبه للسلام عليه ويبقى تحت أمره هناك حتى ينصرف جلالته ويكون ذلك قبيل الظهر بساعة ، فيقوم سعود بمهام أعماله حتى يدخل الظهر فيمضي إلى " المسجد" ليؤدي صلاة الظهر فيه .

ثم يمضي إلى داره ويتناول طعام الغذاء مع من وجد من الضيوف ثم يتناول الشاي معهم وينصرف إلى أهله ويقضي حوائجهم ثم يدخل مضجعه في الساعة السابعة والنصف أو الثامنة وينام ساعة ثم يستيقظ ويذهب لصلاة العصر جماعة فإذا انتهى منها أستقبل عمله وأنجزه .

ثم يخرج بعد العصر إلى النزهة مع بعض رجاله ويمكث هنالك حتى المغرب ، ثم يعود بعد الصلاة إلى داره حيث يجد جيشاً من المسلِّمين عليه فيستقبلهم ويرد تحياتهم بخير منها ويأمر بالمِنَح والأعطيات لزواره فيُعطَون عاجلا كاملا.

وينجز ما جدّ من الأعمال ويسأل عن شؤون خدمه وأتباعه وحاجاتهم ،ويوقع على رسائله وأوامره ، ثم يتناول طعام العشاء مع ضيوفه ثم يصلي العشاء جماعة ويمضى إلى والده ويجلس إليه سويعة ثم يأتي قصره ليقرأ بعض دروس الفقه والتوحيد والتفسير والتاريخ .

فإذا كانت الساعة الثالثة والنصف – بالتوقيت العربي – دخل مكتبه وأطلع على قصاصات الصحف وأهم الأنباء والأحداث العالمية وأشار إلى ما يهمه منها ، ثم يقرأ بعض دواوين الشعر والأدب.

فإذا كانت الساعة الخامسة ليلا دخل مضجعه لينهض في الثلث الأخير من الليل يستقبل اليقظة بالعبادة وترتيل القرآن .

هذه هي حياته اليومية ، وبرنامجه دقيق ، ووقته مزحوم بالعمل.

كان الله في عون الأمير الذي وهب حياته لله ثم للمسلمين .

_______________________________________________________________

المرجع:سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية

أحمد عبد الغفور عطار
المرجع:سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية أحمد عبد الغفور عطار