صدى أحاديث جلالة الملك المعظم في المحافل السياسية العالمية 1954م

تشرف بمقابلة جلالة الملك في قصره العامر بجدة سعادة السفير الأمريكي المستر وادز وورت ليقدم لجلالته السناتور الأندر عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ، وقد رحب جلالته بالسناتور وتمنى له طيب الإقامة وقد أشار السناتور في حديثه مع جلالته إلى البيان الأخير الذي أفضى به جلالته إلى الكاتب الأمريكي اليهودي المستر ليلينتال عن قضية فلسطين ثم إلى الكلمة الموجهة من جلالته إلى الشعب الأمريكي والتي طلبتها من جلالته مؤسسة فورد للشئون الثقافية ، وأبدى بصورة خاصة إعجابه بصراحة جلالته في إبداء رأيه صريحا واضحا في معالجة هذه القضية المعقدة ، وقال لجلالته بأن مثل هذه الصراحة والإبانة عن وجهة نظر العرب ستساعد جداً على تنوير الرأي الأمريكي العام بعدالة القضية العربية ، وقد أعرب سعادة السفير الأمريكي لجلالته عن اهتمامه بما نشر وأذيع حول هذه القضية وشارك السناتور فيما أبداء ، وتابع جلالة الملك المعظم حديثه فقال : إنه يعتقد أن الشعب الأمريكي الذي ذاق الظلم سابقا والذي يشبه الشعب العربي في حبه للحرية ولبلاده ، هذا الشعب إذا عرف عدالة قضيتنا سيؤيدها ويدافع عنها ، فأعرب السناتور عن شكره لجلالته ، وتمنى لهذه البلاد التي سبق أن زارها في عام 1949 والتي وجدها الآن قد تقدمت تقدما كبيرا بما أدخل فيها من إصلاحات وتطورات عمرانية وتمنى ، لها مزيد التقدم واضطراده تحت قيادة جلالة الملك ورجال حكومته ، كما أنه أبدى سروره بالعلاقات الودية الطيبة القائمة بين البلاد العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ، وقد أكد جلالته : " بأن بلاده التي تعمل على استتباب السلام العالمي سوف لا تألو جهدا في أن تقوى علاقاتها الودية مع العالم المحب للسلام عامة والولايات المتحدة بصورة خاصة لما يربط بين بلاده من مصالح مشتركة وصداقة متبادلة " وقبل أن يودع السناتور جلالة الملك المعظم ذكر لجلالته بأنه سيقوم برحلة إلى البلاد العربية الأخرى ويزور فيها مخيمات اللاجئين وطلب من جلالته أن يرشده ويقترح عليه ما يجب أن يقوم به خلال زيارته هذه مما يساعد على حل قضية اللاجئين فقال جلالته : " إن الحل الوحيد هو إعادة اللاجئين إلى بلادهم وأوطانهم وأن أي محاولة غير هذه ستبوء بالفشل ، ثم نجدتهم السريعة بالمال لنشلهم من نكبتهم قبل حلول فصل الشتاء وأهواله " فوافق السناتور على رأى جلالته وأخبره بأنه سيسره عند عودته إلى أمريكا أن يعمل كل ما في جهده لتنوير الرأي الأمريكي ولرأي العام عن القضية العربية ، وبعد أن تبادل وجلالته عبارات التأكيد للصداقة السعودية الأمريكية شكر جلالته على حسن مقابلته له وكرم وفادته واستأذن مودعا متمنياً لجلالته العون من الله في رفع شأن العرب والمسلمين.

الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر