حديث جلالة الملك المعظم عن زيارة جلالته لليمن 1954 م

" لقد زرت صنعاء اليمن بدعوة من جلالة أخي الإمام أحمد ، تلك الدعوة التي كانت محببة إلى قلبي لأنها تجمع بين أخوين ، وتؤيد أواصر الصداقة بين البلدين ، وهي هدف من أهدافي منذ تبوأت عرش هذه المملكة وأن أعمل جاهداً لتقوية أواصر الود بين سائر العرب والمسلمين ، ولقد أبهج قلبي وملأه غبطة وسروراً ما لاقيته من جلالة أخي الإمام أحمد من ود صادق وإخاء صميم ، وما لمسته من جلالته من عزم أكيد لعمل كل ما فيه الخير للعرب والمسلمين ، ومما زاد في بهجتي ما رأيته من جلالة الأخ وحكومته من عزم على النهوض باليمن والقيام بالمشاريع العمرانية والعلمية والاقتصادية ، وفتح الباب لرؤس الأموال لاستثمار ثروات اليمن الطبيعية لتتمكن اليمن الشقيقة من السير في ركاب الأمم التي تسير قدماً في مضمار الحياة " ثم قال جلالته : " لقد بحثنا طويلا في هذا الأمر مع جلالة الأخ ورسمنا الخطة التي سوف نسير عليها في هذا الشأن للتعاون مع اليمن الشقيق في رفع مستواه الاقتصادي والاستفادة من خيراته الطبيعية ، ولقد كان مما ملأ قلبي غبطة وسروراً ما لمسته في زيارتي من التفات القلوب حول جلالة الإمام أحمد ، واجتماع كلمة الأسرة المالكة والشعب اليمنى حول صاحب العرش وتضامنهم ووقوفهم صفاً واحداً تجاه أي عدوان على بلادهم والثبات أمام أي اعتداء يقع عليهم والمحافظة على سيادة بلادهم واستقلالهم وألا ينتقص منها منتقص ، وهم عازمون عزماً أكيداً على الدفاع عن حقوقهم في هذا المضمار ، يلقون منا كما سيلقون مثل هذا إن شاء الله من سائر العرب والمسلمين " وأضاف جلالته إلى هذا معبراً عن سروره بهذه الزيارة وتقديره لنتائجها ، سواء فيما يتعلق باليمن خاصة أو البلدين الشقيقين وسائر القضايا العربية طبقاً لميثاق الجامعة العربية والضمان الجماعي.

(29 القعدة 1373- 30 يوليو 1954)

الملك سعود أحاديثه وخطبه – بقلم فؤاد شاكر