خطاب تحية الملك سعود سنتخذ من رمضا حافزآ لحزم أمرنا وجمع كلمتنا 1955م

بسم الله الرحمن الرحيم

وجه صاحب الجلالة الملك سعود عاهل المملكة العربية السعودية النداء التالي إلى العالم الإسلامي ، لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هذا نصه :

" الحمد لله الذي أنار سبلنا بنور الإسلام وهدانا سبيل الإسلام ، وزكى أنفسنا بفريضة الصيام والصلاة والسلام على خير أنبياء الله محمد ، دعانا للحق والى طريق مستقيم ، وبعد ، فإنه يطيب لنا اليوم ، إذ نتقبل شهر الصيام ، أن نرسل على أمواج الأثير من مهابط الوحي إلى إخواننا المسلمين ، أطيب التهاني شاكرين المولى على أوبة شهر رمضان .

إخواني المسلمين إن الإسلام دين عمل وجد لا تجدي فيه الأقوال التي لا تؤيدها الأعمال ، ودين الجد لا خمول فيه ، ولقد قام الإسلام على مبادئ سامية تربط بالأخوة بين المؤمنين ، وبالعدل بين الناس ، وتنهى تلك المبادئ السامية عن الاعتداء لان الله سبحانه وتعالي لا يحب المعتدين ، بل يحب المحسنين ، تلك المبادئ التي تحثنا على التعاطف والتراحم ، وكف الايدى عن الأذى
وإطلاقها في سبيل الخير والإحسان.

بهذه المبادئ السامية اعتلى المسلمون منذ أول عهدهم ، وبعثوا بإشعاع الفكر المفيد واستوي عصرهم الذهبي بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، فسطروا بذلك صفحات المجد في تاريخ العلم ، ثم عاد المسلمون فانتكسوا بتاريخهم في أمور دينهم ، وابتعدوا عن مبادئه السامية ، فطاح بهم الزمن وصاروا بغية الطامعين ، وحيطة المفسدين .

أخواني المسلمين : إننا نستقبل اليوم بعون الله وتوفيقه عهداً مباركا من الوعي الشامل ونشعر بدافع من الخير الكامن ، يحدونا إلي العودة مبادئ ديننا الحنيف ، والتمسك بشريعته وخلقه القويم ، لنستعيد ما فقدناه من عزه ومجد ، وسنصبح بتوفيق الله تعالى أمه صالحة فعالة ، في هذا العالم المضطرب ، تعمل للخير ، وتقر السلام والطمأنينة في ربوعه.

إخواني المسلمين : سنتخذ من شهر رمضان المبارك حافزاً أو دافعاً لتجديد عهدنا مع ربنا في إخلاص العبادة له وحده ، وحزم أمرنا وجمع كلمتنا على مبادئنا السامية ، لنكفل لأنفسنا وشعوبنا عز الدنيا ونعيم الآخرة ولنكون في هذا العالم قدوة يقتدى بها ، والله ولينا ، وهو نعم المولى ونعم النصير.

المصدر : الأهرام

التاريخ : 25 أبريل 1955هـ