(أم القرى العدد 1558 في 1 شعبان 1374 الموافق 25 مارس 1955)
لقد كان من دواعي سرورنا اليوم أن تمكنا من زيارة ثكنات ومخيمات القطع المرابطة في الطائف من جيشنا الناهض، وقد لاحظنا بارتياح واغتباط نظافة جميع الأمكنة، وحسن تنسيق أجزائها، وروعة مظهرها، كما أعجبنا بروح النظام، وبسمات الرجولة؛ التي بدت لنا، وخاصة في مظاهر جميع أبنائنا، ضباطاً وأفراداً، مما دل على نفوس عزيزة، متوثبة لرفع اسم البلاد، والدفاع عن أمجادها.
وكان ارتياحي العظيم وغبطتي الكبرى في هذه الزيارة أن شاهدت المصاحف تزين سرير كل ضابط وجندي، إذ إن بين دفتي قرآننا العظيم، وكتاب الله الكريم عزنا، وسؤددنا، ومجدنا، ونعمتنا في الدنيا والآخرة، وهذا ما دلني على أن أبناءنا متمسكون بعقيدتهم، حريصون على أداء واجباتهم الدينية، وفي أداء هذه الوجبات فهم يؤدون واجباتهم الوطنية كاملة بإذن الله وتوفيقه.
وإنا إذ نقدر هذه المظاهر الطيبة لا يفوتنا أن نذكر لجيشنا الباسل أن أمام بلادنا والعروبة جمعاء طريقاً صعباً شائكاً، يتطلب الجد والاجتهاد، ومجهوداً بالغاً مثل مجهود أجدادنا الأمجاد، وإنا لمطمئنون، بعون الله وقوته، من أن سيكون هذا الجيش أقوى دعائم بناة هذا المجد والسياج القويم؛ لهذا العرض العزيز والعرض العربي الأكبر.
وتقدير لما رأيناه في هذه الزيارة فقد أمرنا لأولادنا جميعاً، قواد وضباط وموظفي وجنود جيشنا، وقوة طيراننا، راتب شهر مكافأة لهم على غيرتهم ونشاطهم، وذكرى لزيارتنا، داعين المولى تعالى أن يسدد خطاهم، وأن يلهمهم سواء السبيل.
ام القرى