بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة والسلام على رسوله ، ورضوان الله على صحابته والسلف الصالحين .
وبإسم الله أفتتح أول اجتماع لمجلس وزرائنا هذا ، سائلاً الله أن يهدينا في سائر أعمالنا إلى طريقه المستقيم وأن يعيننا على العمل بما أمرنا به ربنا ، وسنة لنا نبينا صلوات الله وسلامه عليه وسلفنا الصالحون بما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة .
إخواني و أبنائي :
أجدني في هذا الموقف مفعماً بالثناء على الله سبحانه ، لا أحصي ثناء عليه ، بما من علينا من نعم لا تحصى ، ومنها أنه لطف في الوعكة التي آلمت بي ، ووهبني ثوب الصحة والعافية حتى عدت إليكم ، ولقد كان أعظم ما أثلج صدري أيام تلك الوعكة ذلك الشعور المتبادل الذي كان يرافقني طوال تلك المدة بين قلبي وقلب شعبي ، فقد كانوا ملء سمعي وبصري كما شعرت أنني كنت ملء سمعهم وبصرهم ، وكانوا يحيطونني بمشاعرهم ودعائهم وابتهالهم إلى الله بالشفاء والعافية حتى أعادني الله إليهم وأنا أشد شوقاً للقائهم لا قوم بالواجب على في خدمة هذا الوطن العزيز على قلوبنا والذي نفديه بالمهج والأرواح .
إخواني و أبنائي :
لقد وقع اختياري عليكم لتقلد مقاليد الأمور في هذه الدولة ، ولتكونوا عوناً لي في خدمة هذا الوطن ، نسير به السير القويم الذي يحفظ له دينه أولا ، ونظم أمروه المعيشية بكل ما نملك من وسائط وقوى وجهد ، و أدعو الله بقلب مخلص أن يحقق للأمة من جهودنا جميعاً ما تحتاج إليه لسعادتها في دنياها وأخرتها.
هذه موازنة الدولة بين أيديكم ، وهذه إمكانية المواطنين ، وكل قوة نستطيع أن نستفيد منها لرفعة شأن هذا الوطن في متناول أيدينا ، فيجب أن نبذل أقصى جهودنا لما فيه مرضاة ربنا أولا ثم إسعاد شعبنا لنعيش في بحبوحة من السعادة والهناء.
إخواني و أبنائي :
إن أهدافنا في سياستنا الداخلية وسياستنا الخارجية ، هي المبادئ التي جاء بها الإسلام ، لا أهداف لنا غيرها . عليها نسير ، واليها ندعو ، لا نبتغي بها بديلاً لأنها كفلت لنا سعادة الدنيا والآخرة لا نسمح أن يكون في بلادنا غير مبادئ الإسلام وندعو إليها في خارج بلادنا ، وكما أمر الله
( بالحكمة والموعظة الحسنة لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها والله سميع عليم) .
هذه مبادؤنا وهذه أهدافنا ، لا مبادئ لنا سواها ولا أهداف لنا غيرها .
إخواني و أبنائي :
لقد سهل الله لنا في نهضتنا الحاضرة أن مكننا من فتح باب للتعليم في ديارنا قلما جارانا فيه غيرنا ، فقد فتحنا المدارس وسهلنا لأبناء الشعب أن يرتادوا معاهد العلم بالمجان وعاوناهم على ذلك في كل مرحلة من مراحل التعليم من أدناها إلى أعلاها . وبعثنا البعوث العلمية إلى الخارج ترتاد دور العلم على حساب الحكومة وهذا من فضل الله وتيسيره ، وفتحنا الأعداد الكثيرة من المستشفيات والمستوصفات والناس يرتادونها للعلاج وللعمليات الجراحية ولكل ما يتطلب علاج الأمراض بالمجان وبغير أن يؤخذ عنهم شيء من الأجور.
وهذه الطرق تفتح في المدن وفي سائر أرجاء المملكة المترامية الأطراف لتأمين المواصلات بينها وهناك التعليم المهني الذى أوليناه عنايتنا ليقوم أبناء البلاد بخدمة أنفسهم .
وهناك مشاريع كثيرة لاستخراج ثروات البلاد واستخدام اليد العاملة في الزراعة والصناعات وعلينا أن نسير فيها بخطى فعالة لينعم شعبنا بنعم الله التي وهبنا إياها.
وإني أهيب بكم إخواني و أبنائي الوزراء أن تضاعفوا جهودكم على كل ما من شأنه إسعاد الشعب ورفع مستواه الديني والعلمي . وما يؤمن له الرفاه في الحياة وأن يعمل على تطوير ما تستدعي الحاجة تطويره من الأنظمة بحيث تتلاءم مع المصلحة العامة وتطوير البلاد الاقتصادي والإداري وسنستمد جميع أنظمتنا من كتاب الله وسنة رسوله .
هذه سياستنا الداخلية التي أدعوكم ونفسي للأخذ بها والعمل بموجبها ، ومن أخلص نيته مع ربه في عمله ، أوصله لما يريد.
أما سياستنا الخارجية وأهدافنا فألخصها لكم فيما يلي :
أولاً- نحن في هذه البلاد المقدسة مهبط النور والهدى لم يمنحنا الله شرفاً أعلا ولا أسمى من هذا الدين الذي نشره آباؤنا المسلمون في أنحاء العالمين فأول هدف لنا هو التعاون مع سائر المسلمين تعاوناً أخوياً كما آخى بيننا وبينهم في قوله جل شأنه " إنما المؤمنون اخوة " فان إخواننا المسلمون بعدوا أو قربوا يهمنا ما يهمهم ويسرنا ما يسرهم ، ويؤلمنا ما يؤلمهم ونجد واجباً علينا أن نتعاون مع من يمكننا التعاون معه على أساس إسلامي صحيح كما امرنا ربنا.
ثانياً- أما المجال العربي فنحن العرب وفي هذه الديار ، منبع العرب ، منها قاموا لنشر مبادئ كانت اقدس و أعلى مبادئ نشرت في العالمين ولذلك فكل جمع لصفوف العرب وتوحيد كلمتهم نحن دعاته ونحن المعضدون له ، والعاملون عليه . عملنا وسنعمل في جامعتنا العربية كل ما يجب عمله لحفظ كيان الأمة العربية وجمع قواها في صعيد واحد ، وسنكون على الدوام من الدعائم التي تؤيد الجامعة العربية وتنصرها كما سنكون نصراء لكل من يعتدي عليه من العرب من قريب ومن بعيد ، في أي محيط كان نقاوم ونشجب أي سعي للتفريق بين العرب كما نقاوم أي اعتداء على أي عربي أيا كان المعتدي ، وأن أي داع لجمع كلمة الدول العربية لمصلحة العرب سيجدنا في المقدمة لن نتوانى ولن نتقاعس لأن العرب ، أينما كانوا ، نحن منهم لا ينصرهم من ضل إذا اهتدى من هداه الله منهم .
ثالثاً- أما سياستنا الخارجية ، فأيدينا مفتوحة لكل من يصادقنا ، غير معتد ولا باغ علينا ، ونعمل في الأمم المتحدة مع كل من يريد السلام ، ويدعو إليه وانه ليؤسفنا أن علاقاتنا السياسية لا تزال منقطعة مع المملكة المتحدة لأنها قامت بعدوان على أراضينا في البريمي والمناطق المتنازع عليها ، بدعوى تأييد لأخوة لنا نحن أحق بتأييدهم منهاً ، ولا تزال المفاوضات التي توسط بها الرجل العظيم الراحل مستر "همرشولد" مستمرة بعد وفاته ، وإن كانت لا تزال تتعثر بعراقيل كلما قطعنا منها علم بدا علم وكنا لا نزال نقول أن إخواننا من الذين ادعوا الخلاف بيننا وبينهم إننا أحق بهم وهم أحق بنا، فما كان لآبائهم وأجدادهم فهو لهم ، وما كان تحت سلطتنا وسلطة آبائنا وأجدادنا فان أبناءنا الذين يقيمون في تلك المواطن ، لا يرضون بوطنهم العربي السعودي بديلاً ، وقد هجروا مواطنهم بعد أن أخرجتهم القوى البريطانية ، فإذا انتهى الأمر على الوجه الذي سار الاتفاق على أساسه ، أو خلي بيننا وبين إخوننا نقدر مالنا ومالهم على أساس ما كان عليه آباؤنا وآباؤهم قبل العدوان البريطاني ، فسيكون من أحب الأمور إلينا أن تعود علاقاتنا مع بريطانيا إلى سابق عهدها.
أما علاقاتنا السياسية مع فرنسا فكنا قطعناها مع بريطانيا يوم عدوانهم على شقيقتنا مصر ثم استمرت علاقاتنا مقطوعة مع فرنسا تأييداً لاخوتنا البواسل في الجزائر ، واليوم وبعد أن تم الاتفاق بين إخواننا في الجزائر وفرنسا على إيقاف إطلاق النار ، فإننا نأمل أن تسير الأمور في الطريق السوي الذي يؤمن للجزائر المجاهدة ما تصبوا ليه من حرية واستقلال لتعود علاقاتنا السياسية مع فرنسا في وقت قريب إن شاء الله .
أما الجرح الدامي في قلوبنا وجوانبنا فلسطين العزيزة ، فلن تهدأ قوانا حتى يسترد إخواننا في فلسطين حقوقهم كاملة غير منقوصة ، ونتمنى أن يعلم الجميع حقيقية الخطر وان يعلموا إن التعاون هو السبيل الوحيد لرد الحق إلى أهله.
هذه خلاصة عن أهداف سياستنا في الداخل والخارج ، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والعمل الصالح لما يرضي ربنا ويخدم شعبنا والمسلمين والعرب أجمعين . والسلام .
ورد الأمير فيصل بالكلمة الآتية:
أعتقد أن الأخوان كلهم يؤيدون ، ويشرفهم أن يكونوا خداماً في سبيل المصلحة التي رسمتموها جلالتكم فيما تفضلتم ، وبينتم من الأسس والمبادئ التي رسمتموها للجميع . نرجو الله أن يكونوا عند حسن ظن جلالتكم وعند حسن ظن الأمة ، وأن يكونوا حائزين على رضاء الرب سبحانه وتعالى ثم على رضى جلالتكم وضمائرهم التي يجب أن يسيروا عليها بموجب الدور الذي رسم لهم في إنهاض حال البلاد و الأمة وإيصالها إلى المستوى الذي تصبو إليه ، وان الأخوان طبعاً يشاركونني في ذلك .
تاريخ المملكة العربية السعودية فى عهد الملك سعود تأليف أمين السعيد
الحمد لله ، والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة والسلام على رسوله ، ورضوان الله على صحابته والسلف الصالحين .
وبإسم الله أفتتح أول اجتماع لمجلس وزرائنا هذا ، سائلاً الله أن يهدينا في سائر أعمالنا إلى طريقه المستقيم وأن يعيننا على العمل بما أمرنا به ربنا ، وسنة لنا نبينا صلوات الله وسلامه عليه وسلفنا الصالحون بما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة .
إخواني و أبنائي :
أجدني في هذا الموقف مفعماً بالثناء على الله سبحانه ، لا أحصي ثناء عليه ، بما من علينا من نعم لا تحصى ، ومنها أنه لطف في الوعكة التي آلمت بي ، ووهبني ثوب الصحة والعافية حتى عدت إليكم ، ولقد كان أعظم ما أثلج صدري أيام تلك الوعكة ذلك الشعور المتبادل الذي كان يرافقني طوال تلك المدة بين قلبي وقلب شعبي ، فقد كانوا ملء سمعي وبصري كما شعرت أنني كنت ملء سمعهم وبصرهم ، وكانوا يحيطونني بمشاعرهم ودعائهم وابتهالهم إلى الله بالشفاء والعافية حتى أعادني الله إليهم وأنا أشد شوقاً للقائهم لا قوم بالواجب على في خدمة هذا الوطن العزيز على قلوبنا والذي نفديه بالمهج والأرواح .
إخواني و أبنائي :
لقد وقع اختياري عليكم لتقلد مقاليد الأمور في هذه الدولة ، ولتكونوا عوناً لي في خدمة هذا الوطن ، نسير به السير القويم الذي يحفظ له دينه أولا ، ونظم أمروه المعيشية بكل ما نملك من وسائط وقوى وجهد ، و أدعو الله بقلب مخلص أن يحقق للأمة من جهودنا جميعاً ما تحتاج إليه لسعادتها في دنياها وأخرتها.
هذه موازنة الدولة بين أيديكم ، وهذه إمكانية المواطنين ، وكل قوة نستطيع أن نستفيد منها لرفعة شأن هذا الوطن في متناول أيدينا ، فيجب أن نبذل أقصى جهودنا لما فيه مرضاة ربنا أولا ثم إسعاد شعبنا لنعيش في بحبوحة من السعادة والهناء.
إخواني و أبنائي :
إن أهدافنا في سياستنا الداخلية وسياستنا الخارجية ، هي المبادئ التي جاء بها الإسلام ، لا أهداف لنا غيرها . عليها نسير ، واليها ندعو ، لا نبتغي بها بديلاً لأنها كفلت لنا سعادة الدنيا والآخرة لا نسمح أن يكون في بلادنا غير مبادئ الإسلام وندعو إليها في خارج بلادنا ، وكما أمر الله
( بالحكمة والموعظة الحسنة لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها والله سميع عليم) .
هذه مبادؤنا وهذه أهدافنا ، لا مبادئ لنا سواها ولا أهداف لنا غيرها .
إخواني و أبنائي :
لقد سهل الله لنا في نهضتنا الحاضرة أن مكننا من فتح باب للتعليم في ديارنا قلما جارانا فيه غيرنا ، فقد فتحنا المدارس وسهلنا لأبناء الشعب أن يرتادوا معاهد العلم بالمجان وعاوناهم على ذلك في كل مرحلة من مراحل التعليم من أدناها إلى أعلاها . وبعثنا البعوث العلمية إلى الخارج ترتاد دور العلم على حساب الحكومة وهذا من فضل الله وتيسيره ، وفتحنا الأعداد الكثيرة من المستشفيات والمستوصفات والناس يرتادونها للعلاج وللعمليات الجراحية ولكل ما يتطلب علاج الأمراض بالمجان وبغير أن يؤخذ عنهم شيء من الأجور.
وهذه الطرق تفتح في المدن وفي سائر أرجاء المملكة المترامية الأطراف لتأمين المواصلات بينها وهناك التعليم المهني الذى أوليناه عنايتنا ليقوم أبناء البلاد بخدمة أنفسهم .
وهناك مشاريع كثيرة لاستخراج ثروات البلاد واستخدام اليد العاملة في الزراعة والصناعات وعلينا أن نسير فيها بخطى فعالة لينعم شعبنا بنعم الله التي وهبنا إياها.
وإني أهيب بكم إخواني و أبنائي الوزراء أن تضاعفوا جهودكم على كل ما من شأنه إسعاد الشعب ورفع مستواه الديني والعلمي . وما يؤمن له الرفاه في الحياة وأن يعمل على تطوير ما تستدعي الحاجة تطويره من الأنظمة بحيث تتلاءم مع المصلحة العامة وتطوير البلاد الاقتصادي والإداري وسنستمد جميع أنظمتنا من كتاب الله وسنة رسوله .
هذه سياستنا الداخلية التي أدعوكم ونفسي للأخذ بها والعمل بموجبها ، ومن أخلص نيته مع ربه في عمله ، أوصله لما يريد.
أما سياستنا الخارجية وأهدافنا فألخصها لكم فيما يلي :
أولاً- نحن في هذه البلاد المقدسة مهبط النور والهدى لم يمنحنا الله شرفاً أعلا ولا أسمى من هذا الدين الذي نشره آباؤنا المسلمون في أنحاء العالمين فأول هدف لنا هو التعاون مع سائر المسلمين تعاوناً أخوياً كما آخى بيننا وبينهم في قوله جل شأنه " إنما المؤمنون اخوة " فان إخواننا المسلمون بعدوا أو قربوا يهمنا ما يهمهم ويسرنا ما يسرهم ، ويؤلمنا ما يؤلمهم ونجد واجباً علينا أن نتعاون مع من يمكننا التعاون معه على أساس إسلامي صحيح كما امرنا ربنا.
ثانياً- أما المجال العربي فنحن العرب وفي هذه الديار ، منبع العرب ، منها قاموا لنشر مبادئ كانت اقدس و أعلى مبادئ نشرت في العالمين ولذلك فكل جمع لصفوف العرب وتوحيد كلمتهم نحن دعاته ونحن المعضدون له ، والعاملون عليه . عملنا وسنعمل في جامعتنا العربية كل ما يجب عمله لحفظ كيان الأمة العربية وجمع قواها في صعيد واحد ، وسنكون على الدوام من الدعائم التي تؤيد الجامعة العربية وتنصرها كما سنكون نصراء لكل من يعتدي عليه من العرب من قريب ومن بعيد ، في أي محيط كان نقاوم ونشجب أي سعي للتفريق بين العرب كما نقاوم أي اعتداء على أي عربي أيا كان المعتدي ، وأن أي داع لجمع كلمة الدول العربية لمصلحة العرب سيجدنا في المقدمة لن نتوانى ولن نتقاعس لأن العرب ، أينما كانوا ، نحن منهم لا ينصرهم من ضل إذا اهتدى من هداه الله منهم .
ثالثاً- أما سياستنا الخارجية ، فأيدينا مفتوحة لكل من يصادقنا ، غير معتد ولا باغ علينا ، ونعمل في الأمم المتحدة مع كل من يريد السلام ، ويدعو إليه وانه ليؤسفنا أن علاقاتنا السياسية لا تزال منقطعة مع المملكة المتحدة لأنها قامت بعدوان على أراضينا في البريمي والمناطق المتنازع عليها ، بدعوى تأييد لأخوة لنا نحن أحق بتأييدهم منهاً ، ولا تزال المفاوضات التي توسط بها الرجل العظيم الراحل مستر "همرشولد" مستمرة بعد وفاته ، وإن كانت لا تزال تتعثر بعراقيل كلما قطعنا منها علم بدا علم وكنا لا نزال نقول أن إخواننا من الذين ادعوا الخلاف بيننا وبينهم إننا أحق بهم وهم أحق بنا، فما كان لآبائهم وأجدادهم فهو لهم ، وما كان تحت سلطتنا وسلطة آبائنا وأجدادنا فان أبناءنا الذين يقيمون في تلك المواطن ، لا يرضون بوطنهم العربي السعودي بديلاً ، وقد هجروا مواطنهم بعد أن أخرجتهم القوى البريطانية ، فإذا انتهى الأمر على الوجه الذي سار الاتفاق على أساسه ، أو خلي بيننا وبين إخوننا نقدر مالنا ومالهم على أساس ما كان عليه آباؤنا وآباؤهم قبل العدوان البريطاني ، فسيكون من أحب الأمور إلينا أن تعود علاقاتنا مع بريطانيا إلى سابق عهدها.
أما علاقاتنا السياسية مع فرنسا فكنا قطعناها مع بريطانيا يوم عدوانهم على شقيقتنا مصر ثم استمرت علاقاتنا مقطوعة مع فرنسا تأييداً لاخوتنا البواسل في الجزائر ، واليوم وبعد أن تم الاتفاق بين إخواننا في الجزائر وفرنسا على إيقاف إطلاق النار ، فإننا نأمل أن تسير الأمور في الطريق السوي الذي يؤمن للجزائر المجاهدة ما تصبوا ليه من حرية واستقلال لتعود علاقاتنا السياسية مع فرنسا في وقت قريب إن شاء الله .
أما الجرح الدامي في قلوبنا وجوانبنا فلسطين العزيزة ، فلن تهدأ قوانا حتى يسترد إخواننا في فلسطين حقوقهم كاملة غير منقوصة ، ونتمنى أن يعلم الجميع حقيقية الخطر وان يعلموا إن التعاون هو السبيل الوحيد لرد الحق إلى أهله.
هذه خلاصة عن أهداف سياستنا في الداخل والخارج ، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والعمل الصالح لما يرضي ربنا ويخدم شعبنا والمسلمين والعرب أجمعين . والسلام .
ورد الأمير فيصل بالكلمة الآتية:
أعتقد أن الأخوان كلهم يؤيدون ، ويشرفهم أن يكونوا خداماً في سبيل المصلحة التي رسمتموها جلالتكم فيما تفضلتم ، وبينتم من الأسس والمبادئ التي رسمتموها للجميع . نرجو الله أن يكونوا عند حسن ظن جلالتكم وعند حسن ظن الأمة ، وأن يكونوا حائزين على رضاء الرب سبحانه وتعالى ثم على رضى جلالتكم وضمائرهم التي يجب أن يسيروا عليها بموجب الدور الذي رسم لهم في إنهاض حال البلاد و الأمة وإيصالها إلى المستوى الذي تصبو إليه ، وان الأخوان طبعاً يشاركونني في ذلك .
تاريخ المملكة العربية السعودية فى عهد الملك سعود تأليف أمين السعيد