وقعة تربة في ١٩١٨

إن نشأة وتربية وتدريب سعود سياسياً تمثل جزءاً من تاريخ والده الملك عبد العزيز الذي كان يهتم بها ويشرف عليها بنفسه , وكان يطلعه على مجريات الأحداث المعقدة والمتعددة الأطراف والتي تمكن والده بحنكته وقدرته من التغلب عليها ,وعندما تأكد من قدرات ابنه سعود الحربية, ودبلوماسيته مع القبائل ولاه قيادة جيش مستقل للمرة الأولى بعد وقعة تربه عام( 1337هـ 1918م ) التي كانت ضد قوات الأشراف وتقع أهميتها أنها فتحت الطريق للملك عبد العزيز إلى الحجاز .
 
أثبت سعود قياداته الحربية وأبرز مواهبه العسكرية وهو في السادسة عشر من عمره و مقبلاً على بداية مرحلة جديدة من حياته مليئة بالمزيد من التحديات لكسب ثقة والده من خلال جدارته بالمسئوليات الملقاة على عاتقه
 
، فقام بعد وقعة تربه بتأديب المتمردين من قبائل عتيبة تحت زعامة الخراص من مشايخ عتيبة الموالين لشريف مكة الملك حسين ابن على وذلك في مكان يسمى شرمه قرب مناهل الدفينة . . وقد رافقه في هذه الغزوة ابن ربيعان وابن محيا وآخرون من كبار قبيلة عتيبة كما رافقه الشريف منصور بن غالب بن لؤي والأميران سلمان وسعود بن عبد الله من آل سعود . وقد انتصر سعود عليهم في مناهل الدفينة في أواخر رمضان عام (1338هـ 1919م ) , وبعد تشتتهم لا حقهم للمرة الثانية بين الحجاز ونجد وأسر عدداً كبيراً من زعمائهم قبل العودة إلى الرياض وقد سبقته أخبار انتصاراته.
 
خلال تلك الفترة بدأت الأحداث تتطور سريعاً ,من أهمها عزم بريطانيا على عقد مؤتمر بالقاهرة برئاسة السيد / تشرشل وزير المستعمرات والمسؤول عن هذه الأمور . وقد تم في المؤتمر وضع تصور للشكل المستقبلي والسياسي للشرق الأوسط مع رسم الخطط التنفيذية لتحقيقه , ومن ضمن قراراتها التي أزعجت عبد العزيز سياسياً، القرار الخاص بتنصيب الشريف فيصل بن الحسين ملكا على العراق .
 
ولكي يكون عبد العزيز متزامناً مع التطورات والأحداث وذلك بعد علمه بأهداف المؤتمر قام بعقد مؤتمر عام في الرياض دعا إليه العلماء والأعيان ورؤساء العشائر للنظر في أمر اللقب الرسمي الذي يجب عليه أن يلقب نفسه به ويخاطب به ويخاطب به في المحافل الدولية ، فوقع اختيار الجميع على أن يطلق عليه " سلطان نجد " وعندما أخبر عبد العزيز السلطات البريطانية في العراق ، أتته التهاني الرسمية والاعتراف بلقبه الجديد وذلك بتاريخ 22/12/1339هـ ( 2/8/ 1921م ) ومنذ تلك اللحظة أصبح الملك عبد العزيز
يخاطب رسمياً بلقب " سلطان نجد "