ميزانية المملكة لعام 1374

لكي نحيط القارئ بفكرة عامة عن الوضع المالي في المملكة العربية السعودية، وجهود وزارة المالية في دعمه وتثبيته ، نورد فيمايلي نص المرسوم الصادر في 11 ربيع الثاني 1374 هـ - 8 ديسمبر 1954 م، القاضي بإصدار الميزانية العامة للمملكة لعام 1374 هـ :

بعون الله تعالى:

نحن سعود بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية...

بعد الاطلاع على الكشوف الخاصة بإيرادات ونفقات الدولة للسنة المالية 1374 هـ وبناء على ما عرضه علينا وزير المالية.

أمرنا بما هو آت:

• تحدد نفقات الدولة للسنة المالية 1374 هـ بمبلغ ألف مليون ومئة وثلاثة وأربعين مليوناً وعشرة آلاف وخمسمئة ريال سعودى وفقاً للكشوف المرفقة بأمرنا هذا.

•  تحدد إيرادات الدولة للسنة المالية 1374 هـ بمبلغ ألف مليون ومئة وثلاثة وأربعين مليونا وعشرة آلاف وخمسمئة ريال عربي وفقا للكشوف المرفقة بأمرنا هذا.

•  يؤخذ من الاحتياطي العام للدولة بمبلغ مائتين وأحد عشر مليوناً وتسعمائة وثمانين ألفا وخمسمائة ريال عربي لتغطية بند النفقات.

•  يداوم على استيفاء الإيرادات وفق الأنظمة والتعليمات المرعية وتدفع جميعها إلى مؤسسة النقد السعودي وفروعها لحساب وزارة المالية.

•  تُصرف النفقات وفق الميزانية والتعليمات الخاصة بها من مؤسسة النقد السعودي.

•  لا يجوز نقل أي مبلغ من فصل لآخر إلا بأمر منّا وعند الضرورة فقط.

•  يحال إلى الإحتياطي العام للدولة ما يزيد في الإيرادات وما يتوفر من النفقات عن المقرر في هذه الميزانية.

•  على رئيس مجلس الوزراء إنفاذ أمرنا هذا بابلإغه لمن يلزم لإعتماد العمل بموجبه.

 

سعود



قدم حضرة صاحب المعالي الشيخ محمد سرور الصبان وزير المالية والاقتصاد الوطني مشروع هذه الميزانية إلى جلالة الملك المعظم بتقرير شامل تناول الشؤون المالية والاقتصادية للمملكة والمشروعات العمرانية الهامة والإنتاجية المثمرة التي رصدت لها هذه الاعتمادات وما يرجى لهذه المشروعات من تنفيذ عاجل بفضل توجيهات جلالته السامية. وفيما يلي نص ذلك التقرير:

نص تقرير وزارة المالية :

حضرة صاحب الجلالة مولاي الملك المعظم أيده الله وأبقاه.

أتشرف بأن أرفع إلى جلالتكم أسمى الإجلال والتعظيم وبعد: فغير خاف على أنظار جلالتكم ما للميزانية العامة من أثر بالغ الأهمية في تنظيم كيان الدولة وتنسيق مواردها، وإدرار الصرف على مشروعاتها الحيوية ، حيث يرتفع مستواها وتنال ما تصبو إليه من مكانة لائقة في مصاف الأمم المتحضرة.

لذلك كان تحضير الميزانية على أسس قوية وقواعد مدعمة أهم ما تحرص عليه الدولة، حيث يمكنها بذلك أن توازن خرجها بدخله وأن تضغط بعض مصروفاتها إذا لزم الأمر لتواجه بهذا الضغط مشروعات التوسع في الإصلاح والإنتاج ، ودعم مرافقها الأخرى والنهوض بمسؤولياتها وواجباتها وأداء كل التزاماتها خير أداء.

وأنه ليسعدني يا صاحب الجلالة أن أرفع إلى جلالتكم موجزاً عن الميزانية العامة للدولة لسنة 1374هـ ، مختتماً هذا الموجز بلمحة تقرير مرفوع إلى جلالة الملك المعظم ، عن الميزانية من معالي الشيخ محمد سرور الصبان وزير المالية والاقتصاد الوطني سريعة عن المشروعات الإنتاجية الهامة التي سنتمكن بعون الله ثم بفضل توجيهات جلالتكم الكريمة وإرشاداتكم الحكيمة من تنفيذها في أقرب وقت لتتمكن البلاد في عهد جلالتكم الزاهر من جني ثمارها والتمتع بوفير خيراتها حاضراً ومستقبلاً.

السنة المالية

أن بدء السنة المالية بمطلع العام الهجري لهو الأساس الذي يجب السّير بمقتضاه ، وقد كانت السنة المالية يؤرخ لها بمستهل شهر رجب مما لا يتفق مع عرف البلاد من اعتمادها على التاريخ الهجري في كل معاملاتها وفي جميع شئونها ومما هو مبعث الإعجاب بها في كافة البلدان ، ومختلف الأقطار ، ونظراً لما تفضلتم به جلالتكم من إصدار أمركم بأن تكون السنة المالية هي السنة الهجرية فقد جرى تنفيذ أمركم المطاع من أول هذا العام 1374هـ .

الميزانية والحالة المالية في الأعوام الماضية

لا مراء أن الحالة في غضون السنوات السابقة كانت بدائية وكان الوضع المالي متأخراً بسبب قلة الإيرادات وحاجة الدولة إلى مصروفات متزايدة أكثر من إيراداتها لتأسيس الدولة وتنظيمها والتغلب على العقبات والأحداث التي نِشأت بسبب نشوب الحرب العالمية وما أعقبها من أزمات شتى ، ومع كل هذا فقد استطاعت وزارة المالية بفضل الله تعالى ثم بفضل توجيه جلالة والدكم العظيم رحمه الله - أن تساير أوضاع الحالة العامة وأن تتقدم تقدماً نسبياً نحو أهدافها من التطور في تنمية الواردات للتخلص من الأزمات وذلك بعد اكتشاف الزيت ، ورغم كل هاتيك الجهود التي بذلت بهمة ودأب فانه كان عسيرا على وزارة المالية أن توازن نفقاتها بإيراداتها ، مما نتج عنه دين عليها أربى مجموعة حتى نهاية العام الماضي على الستمائة مليون ريال.

وإزاء ذلك فقد قام مجلس الوزراء بمعونة الله ثم بفضل المؤازرات الفعالة والمساعدات القيمة التي أمده بها جلالتكم - بعمل ايجابي حاسم ، فأجري إلغاء كثير من النفقات غير الضرورية وتلمس خير الطرق وأفضلها التي تؤدي إلى خفض المصروفات وإلى الاقتصاد والتنظيم اللذين أمرتم بهما جلالتكم لشؤون الميزانية والرقابة العامة على تنفيذها مما سيكون له أفضل النتائج المؤدية إلى التحسين المستمر ، على أكمل وجه ، إن شاء الله تعالى.

الإيرادات

أن مجموع الإيرادات لهذه السنة يمثل مبلغ ألف مليون ومئة وثلاثة وأربعين مليونا وعشرة آلاف وخمسمائة ريال سعودى . ويقابل هذا المجموع في السنة المالية السابقة (1372-1373 هـ) مبلغ ثمانمائة مليون ريال كما يقابله في السنة التي قبلها (1371-1372 هـ) مبلغ أربعمائة وتسعين مليون ريال.

وأكبر رقم في الإيرادات هو الذي تمثله حصيلة إستثمار وضريبة الزيت ، يليه زيادة نسبية في الموارد الأخرى ولم تفرض أي ضريبة جديدة.

أن البلاد الأخرى تحاول القفز بأرقام إيراداتها عند الضرورة يفرض ضرائب جديدة تجبى من الشعب . وانه لمن مفاخر حكومتنا إنها أقل بلاد العالم ضرائب . حيث تحاول أن تخفف عن كاهل الشعب أثقاله ، بل أنها تكرس مواردها للصرف في سبيل إنهاض الشعب والذود عن حياضه ورفع مستواه في شتى مواقف الحياة ومختلف مجالاتها.

النفقات

رصدت الحكومة أرقاماً ضخمة من إيراداتها لأعمال إنشائية كبيرة ، كما أنشأت عدة وزارات جديدة ، ومن ثم كان من غير المستغرب أن يبلغ مجموع النفقات ألف مليون ومئتين وستة وعشرين مليوناً وخمسمائة وستة عشر ألفاً وأربع وأربعين ريالاً عربياً.

وقد اعتمد كل ذلك بتوجيه جلالتكم للوزارات والمصالح المختلفة والمشاريع الإصلاحية النافعة.

موازنة الميزانية

وقد أضيف إلى مجموع النفقات مبلغ مائة وثمانية وعشرين مليوناً وأربعمائة وثلاثة وثمانين ألفا وتسعمائة وستة وخمسين ريالاً وذلك لحساب ديون السنين السابقة، مما وجب على وزارة المالية تسديده لهذه السنة حرصاً على الوفاء بالتزاماتها.

لذلك بلغ مجموع النفقات بعد هذا مبلغ ألف مليون وثلاثمائة وخمسة وخمسين مليوناً من الريالات.

ولمواجهة موازنة ذلك أخذنا من الاحتياطي العام للدولة- بعد إستئذان جلالتكم وفقاً للمرسوم الملكي الكريم رقم 5/1/15/553 مبلغ مئتين وأحد عشر مليون وتسعمائة وتسعة وثمانين ألفا وخمسمائة ريال وبذلك تتعادل الإيرادات مع النفقات.

هذه هي الخطوط الرئيسية لموازنة الميزانية لهذا العام 1374هـ ، أرجو أن تكون وفق الرغبة الكريمة ، والتي نسير بهديها ونسترشد بها في السير نحو أفضل السبل المؤدية لخفض العيش ورفاهية حياة الأمة.
وأنه ليسرني كذلك - يا صاحب الجلالة أن أشير فيما يلي إلى أبرز الاعتمادات التي أقرها مجلس الوزراء للوزارات والمشروعات ليلمح جلالتكم من خلال ذلك ، صورة مصغرة لمتطلبات الإنفاق وما رُصد من مبالغ في سبل الإنعاش. 
[1]
 

References

  1. ^ المرجع-الدليل العام للملكة العربية السعودية 1376-1957 –تاليف عبدالمعين عثمان بشناق