تمكن عبد العزيز بن عبد الرحمن من فتح مدينة الرياض وبسط حكمه عليها بالرغم من قلة الإمكانيات المادية والبشرية مع معاناته هو ورجاله من مشقة في الصحراء ومواجهة للأعداء وعلى رأسهم ممثلو آل الرشيد حلفاء الدولة العثمانية .
منذ عام ( 1317هـ 1889م ) كانت الدولة البريطانية على اتفاق واتصال دائم مع الشيخ مبارك الصباح بهدف حماية أمن الخليج ولانها ايضااعتبرته حلقة وصل بينها وبين مصالحها في نجد , ولاحقا بينها وبين الإمام عبد الرحمن ثم ابنه عبد العزيز. [1]
وفي وقت كانت فيه الجزيرة العربية وعلى وجه الخصوص الخليج العربي مقسمة بين مصالح ونفوذ بريطانيا والدولة العثمانية ، وجد الأمير الشاب نفسه محاطا بين قوتين عظيمتين تريد كل منها السيطرة وبسط النفوذ ، ولكن أيّاً منهما لم يعط اهتماماً خاصاً لآل سعود بسبب وضعهم في ذلك الحين. [2]
كما أن آل سعود بعد عودتهم إلى الرياض كانوا بحاجة لنفوذ الشيخ مبارك الصباح في مداولة شؤونهم ومعالجة أمورهم مع العثمانيين وبريطانيا والقوى السياسية والقبلية في نجد وما جاورها . وكانت استعادة عبد العزيز للرياض بمعاونة أهله وأتباعه في ظل هذه الظروف وتحقيقه مبتغاه يوماً لا ينسى في تاريخ نجد وهو 5 شوال 1319هـ ( 15 يناير 1902م ) .
كان هذا التاريخ بداية عهد جديد مع ميلاد الدولة السعودية الثالثة التى فتح فيها عبدالعزيز الرياض مع اخوته و ابناء عمه ورفقائه كما انه بشر بولادة ابنا له أسماه سعوداً تيمناً بالنصر الذي حققه في استعادة مجد آبائه وأجداده وتفاؤلاً بالمستقبل الذي يأمله , ولكن بقى ابنه سعود مع جده الإمام عبد الرحمن وأفراد اسرته في الكويت ولم يعودوا إلى الرياض إلا بعد أن استتب الأمن ووضع عبد العزيز التنظيم اللازم للدفاع عن المدينة .
وعندما أرسل عبد العزيز في طلب والده وعائلته ,استقبلهم استقبالاً حافلاً فى الرياض وعرض عبد العزيز على أبيه الإمام عبد الرحمن استلام مقاليد الحكم على أن يكون جندياً تحت إمرته إلا أن والده الإمام عبد الرحمن رفض ذلك تقديراً لابنه وثقتا بمقوماته الشخصية التي مكنته من القيام بمهامه على أكمل وجه لخدمة دينه والرعية وحماية مصالحها . ولكن نتيجتا لإصرار ابنه عبد العزيز والوجهاء والأعيان قبل أن يواصل دوره إماماً عليهم وناصحاً لابنه ولهم في مداولة وإدارة شئون ا لبلاد وأداء واجباته وحماية مصالح ابنه وخاصة خلال فترات غياب عبد العزيز عن الرياض ، و استمر الإمام عبد الرحمن في أداء ذلك الدور طوال حياته إلى أن وافته المنية في
الرياض سنة ( 1346هـ 1928م ).