نشأته وتربيته 1319-1334 هـ

ولد سعود في الخامس من شوال 1319هـ ( 15 كانون الثاني 1902م ) -الليلة التى وافقت استيلاء والده على الرياض- وذلك فى منزل فى قلب المدينة القديمة يدعى بيت العامر (وهم تجار خيل) في الكويت في منطقة (سكة عنزة) التي كان يقطن فيها افراد من قبيلة عنزة بقرب (بوابة السبعان ومسجد بن بحر وايضا المدرسة المباركية), والذى لقب لاحقا بفريج سعود (طريق سعود) نسبة لآل سعود،( وبعد هدم المنزل بالامكان التعرف الى مكانه حاليا من خلال الوقوف على المساحة الواقعة بين سوق الخضار واللحم فى مبنى سوق المباركية). كان يقطن سعود مع والديه واخوته وجده الإمام عبد الرحمن بن فيصل وجدته سارة بنت أحمد السديري التي كانت تحبه كثيرا وترى فيه وفي اخوته تركي الذى توفي عام(1919م), وخالد الذى توفي فى السابعة من عمره عام (1910م), وسعود, ابنها ا لغائب الذي كان يواجه المخاطر ويخوض غمار المعارك لاستعادة أمجاد آبائه وتوحيد البلاد . وكان لقرب سعود وأخيه الكبير تركي من جدهما وجدتهما في طفولتهما أكبر الأثر في تربيتهما ، وكما يروي كبار السن من ذوي القربى كانت جدتهما تعاملهما منذ سن مبكرة كرجلين لا كطفلين .وكانت له مرضعة كويتية تسمى بأم محمد بوحمد التى رضعت سعود مع ابنها محمد, و دعاها لاحقا-عندما أصبح وليا للعهد-مع أسرتها لزيارته في المملكة وأرسلهم إلى الحج.(المرجع: المؤرخ الكويتى ,سيف الشملان)
 
عندما فتح عبد العزيز الرياض ، طلب من والده وعائلته الحضور إليها عام( 1319هـ 1902م ) , فعادت وضُحى وأولادها مع الإمام عبد الرحمن ولكن بقية النساء قدمن في صحبة الملك عبد العزيز بعد معركة الدلم عام 1320هـ . وحين بلوغ سعود سن الخامسة ، سلمه والده عبد العزيز إلى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن مفيريج أحد كبار قارئي ومجودي القرآن الكريم في ذلك الحين وكان له مدرسة المفيريج أكبر مدرسة في مدينة الرياض لتعليم القرآن ليفقهه في الدين والفقه و الحديث والتفسير , و كان قد ختم القرآن على يديه وهو في الحادية عشرة من عمره . . و مرض سعودفى ذلك الوقت من عمره بالجدرى ولم تترك أثرا سوى ندبة خفيفة على خده.
 
جعله والده يحضر مجالسه ومجالس جده الإمام عبد الرحمن مع أخيه تركي وأولاهما كل الرعاية والحنان ، وعندما كبر الابن سعود بدأ يكسب ثقة والده من خلال ممارسة بعض المهام العسكرية والسياسية والإدارية بصفة مستقلة . وفوض له الملك عبد العزيز المهام التي تكسبه الحنكة السياسية الخارجية بعد أن تتلمذ في العلوم السياسية والدبلوماسية على يدي عبد الله الدملوجي والشيخ حافظ وهبة وهما من أعمدة بلاط والده خلال تلك الفترة [1] .
 
كما أن ملازمة سعود لوالده الذى تفانى فى حبه والذى ربطت بينهماصداقة قوية كانت مضربا للأمثال وذلك لتقارب السن بينهما حتى أنه كان يقول للمعزين عند وفاة والده :"لقد فقدت أبى...وصديقى",ثم ان قربه من جده الذى رباه ولازمه وكان تحت امرته حتى وفاته أكسبه عادات وتقاليد القبائل والبادية والتعامل معها . وقد أتقن الرماية والقنص والفروسية ، وكان ميالاً لحياة البادية منذ سن مبكرة , ورافق والده وغيره من كبار القادة في الغزوات وشهد فنون المعارك والتخطيط لها حتى أصبح في وقت يسير من كبار أعوان والده الملك عبد العزيز في ظروف سياسية كان الملك عبد العزيز في أشد الحاجة إلى أمثاله فيها .
 
تذكر العديد من المصادر العائلية والمحلية والأجنبية بما فيها الدبلوماسية أن الملك سعود عندما شب كان من أشبه الناس بوالده في طوله الذى كان يبلغ (مترين و4 سم) بينما يبلغ طول الملك عبدالعزيز (مترين و7سم) . و كان يشابه والده فى بنيته القوية وبسمته وهيبته والعديد من سجاياه ومزاياه الحميدة واستقامته وشهامته بالإضافة إلى كرمه المشهور وحبه للصدق ،وكان لصوته الجهوري تأثيرا كبير فى المعارك التي خاضها, ويقول بعض الذين شاركوا معه فى المعارك (بأن سعود صاحب صوت قوي يؤثر فى سامعه كما كان يحفظ الكثير من القصائد النجدية والأهازيج الحربية التى كان ينشدها أيام الحرب فيدخل إلى القلوب الحماسة والثقة بالنفس)، وكان ميالاً إلى العفوإلا أنه كان حازماً وشديداً في مواضع الشدة . وكان قليل الكلام ينصت لمحدثيه أكثر مما يتكلم .
 
كان الملك عبد العزيز يختبر مقدرات سعود على الصبر والاحتمال وينمي قدراته القيادية, و سياسة التعامل مع القبائل ، ومعرفة أنسابهم وكان لذلك أكبر الأثر في كسب ثقتهم وقبول قيادته وتوجيهاته لهم . وكانت من عادة الملك عبد العزيز أن يصطحب أولاده ابتداءً بتركي وسعود في غزواته عند بلوغهم السن المناسب في تقديره .
 

عودة ثالثة إلى تاريخ بيت العامر

سكنه الإمام عبدالرحمن بن سعود (1893 - 1902)
 
في بحثي السابق الذي نشر في القبس الغراء يوم الجمعة 10 صفر 1432 - 14 يناير 2011 وفي آخر البحث قلت: "امامي هنا وثيقة تعود لآل الزنكي جيران واقصري على العامر كتب في القرن التاسع عشر وتعطينا الروايات المثبتة بالعلاقة التي تربط بين السيدة الفاضلة هيمان عيسى الحاي زوجة السيد عبدالرحيم حسين الزنكي او بني حجي او بني حيي الاسم القديم لهذه الاسرة ان السيدة (هيمان) تولت رضاعة الملك سعود في حينه وهذا معروف لدى كثير من الكويتيين الاقدمين، خصوصا من جاور بيت ابن عامر بيت الامام.
 
يجب ان نعلم ان الجيرة التي تربط بيت آل الزنكي وآل العامر كانت قديمة حيث ان بيت العامر الآخر في شارع المباركية كان يجاورهم آل الزنكي ايضا وتمت الجيرة والجوار الى الثلث الأول في القرن العشرين امام جيرتهم قرب سوق الخضرة ومسجد بن بحر فانها انتهت بتغيير المنطقة التي انقلبت الى اسواق مع بداية اول القرن العشرين.
 
هناك امامنا عدة ملاحظات الى هذ الجيرة الوثيقة التي بين ايدينا التي تدل على سكن الامام عبدالرحمن بن سعود ويجاوره آل الزنكي، وخصوصا السيد عبدالرحيم حسين الزنكي زوج السيدة هميان عيسى الحاي التي تولت رعاية ورضاعة الملك سعود منذ ولادته في الكويت حتى مغادرته الكويت (1902).
 
والوثيقة تقول الحمدلله سبحانه، حكمت بصحة البيع، وانا العبد الفاني عبدالله بن خالد العدساني.
 
السبب الداعي الى تحرير هذه الاحرف الشرعية هو انه قد باع ابراهيم بن عبدالرحمن العامر من حامل هذا الكتاب ابراهيم بن حسين الزنقي، وهو ايضا قد اشترى منه ما هو ملكه، ونقل ارثا من موزة بنت علي اليامن، وهو البيت الواقع في محلة العامر المحدود قبلة بيت ورثة حمود البرغش وشمالا بيت جاسم بن حجي وشرقا بيت البائع وجنوبا الطريق العام، وان المشتري ابراهيم بن حسين المذكور بيد البائع ابراهيم بن عبدالرحمن ما هو المزبور قبضه بالوفاء والتمام، فكان بيعاً صحيحاً شرعياً وشراء مرعيا مشتملاً على الايجاب والقبول خاليا من الموانع الشرعية ومن.. البيع رفع البائع يده عن المبيع ووضع المشتري يده عليه فبموجب..
 
صار هذا البيت للمبيع مالا وملكا للمشتري ابراهيم حسين زنقي المذكور يتصرف فيه بما يشاء حتى لا يخف تحريراً في 15 ربيع الثاني سنة 1287هجرية على صاحبها افضل الصلاة والسلام.
 
هذه هي ظاهر الوثيقة التي تعطينا ان آل الزنكي قد اشتروا البيت المجاور لبيت "علي العامر"، ومن المؤكد ان السيدة "موزة علي العامر" التي ورثها ابراهيم عبدالرحمن العامر هل هو زوجها هل هو ابنها حتى يرثها هذه مجرد أسئلة لأن هذه هي الوسيلة التي ورث "عبدالرحمن العامر من السيدة موزة بنت علي العامر".
 
ثانياً: عندما غادر الملك عبدالعزيز الى نجد والرياض وابقى والده الامام عبدالرحمن ومرافقيهم ووالدته وزوجته التي انجبت له ابنه تركي ثم اسعود الملك اسعود من كان يتولى رضاعتهما في هذه المدة من ولادتهم كان هناك جيرانهم الملاصقون لهم في السكن آل الزنكي وتولت السيدة الفاضلة "هيمان عيسى الحاي زوجة السيد عبدالرحيم الزنكي بالرعاية والرضاعة قبل مغادرتهم الى الرياض واثناء تواجد الملك عبدالعزيز في الكويت", "والجيرة كما يقولون اولى بالجيرة".
 
ثالثا: في سنة الف وتسعمائة وخمسين وكان عمري لا يتجاوز الخامسة عشرة كنت أسير مع جدي سعد الصالح الفرحان في شارع الجديد ووقف في الزاوية المطلة على سوق الخضار وهناك اخذ يتحدث مع رجل مسن عليه عقال (شطفه) ويجلس ليبيع الخضار وأخذ يتحدث مع هذا الرجل الكبير الجليل، فقال لي: هذا جارنا في المنطقة التي نسكن فهيا في فريج الفضالة، وهذا كان اجداده زعماء هذا الحي السبعان وهو السيد عبدالكريم السبيعي، كان فارساً شجاعاً كريماً واخذ يشرح لي عن هذه البراحة براحة السبعان والعائلات التي غادرت نجد ذكرتها في بحثي السابق غادرت الى الكويت قبل ثلاثة قرون.
 
 
الجيرة لعبدالكريم السبيعي لعبت دوراً مهما، فقد كان الشيخ عبدالله المبارك الصباح يبحث عن عروس وزوجة، واتجه الى كبير السبعان وزعيمهم وخطب ابنته وتزوجها ثم كتب الله ان ينفصل عنها / وشاءت الصدف ان يكون مقابل بيت جدي في المرقاب وتزوجت فيما بعد بشخص آخر من الكويت من اقربائها من آل المهنا ان تفتح إدارة التموين مكتباً ومحزناً لتوزيع التموين على المواطنين، القمح والرز والسكر وما شابه ذلك، وكان يتولى هذا المكتب شخصان أحدهما شاب هو السيد سليمان الغنيم وبحكم الجيرة في بعض الأيام التي لا يوجد فيها توزيع تموين، كان يجلس مع الجد سعد وصار بينهما ألفة. وطلب من الجد أن يبحث له عن عروسة فرشح له الجد ابنة عبدالكريم السبيعي جاره السابق واللاحق ومن ثم خطبها (سليمان الغنيم وتزوجها) وأصبح سليمان الغنيم بحكم الجيرة أيضاً ترك (حي القبلة) وانتقل بقرب سكن جدي سعد الفرحان. وكانت هذه الزوجة الصالحة على مقربة من بيت أبيها عبدالكريم وعمها عبدالله السبيعي الذي لم ينجب إلا بنتين إحداهما والدة النائب السابق محمد العبدالجادر.
 
كان أبوسالم عبدالكريم السبيعي بعد ان تقدمت به السن ترك العمل وتولى ابنه سالم القيادة فكان والده وسالم اليوم في السبعينات من عمره المديد وهو الولد الوحيد للسيد عبدالكريم السبيعي (هذا عن بعض براحة السبعان).
 
رابعاً: عندما وقف جدي عند بسطة عبدالكريم السبيعي قال لي: هذا أمامك بيت بن اسعود الذي سكنه قبل خمسين سنة والآن يسمونه "بيت أبوالمناز".
 
إذا كانت بسطة عبدالكريم السبيعي والزاوية الجنوبية المتفرعة من السوق الجديد لسوق الخضار فإن بيت الإمام عبدالرحمن أو بيت علي العامر أو بيت أبوالمناز يقع في الزاوية الشمالية من الشارع الجديد وسوق الخضار وهو ملاصق لمسجد السوق.
 
وأخذت أسأل جدي عن سكن الملك عبدالعزيز والملك سعود، وقبلهما الإمام عبدالرحمن: فقال جدي: عندما استقر الرأي ان يأتوا إلى الكويت اختير لهم بيت علي العامر، فقال: أنا علي العامر ما أعرفه وأمي كذلك فقلت له: ليش الوالدة؟ فقال الوالدة بنت أحمد العامر ابن عم علي العامر وكان علي العامر غنيا جداً في الكويت في منتصف وأوائل القرن التاسع عشر وكان يرسل جدي أحمد العامر ابن عمه إلى حائل لشراء الخيل من هناك. وفي أثناء إحدى الرحلات في توجهه إلى حائل جاءه بعض الأعراب أبناء البادية النهّابة وقتلوه مع مرافقيه، وتربت والدتي مع والدتها وأخوتها وكان عمرها كما تقول عندما قتل والدها ولم تتجاوز السنوات الثلاث تربت في احضان والدتها وكانت اسرتها، التي يرأسها علي العامر، اسرة لها تاريخ مجيد في تاريخ الكويت هذه الدنيا الله كتب لبعض السر تبرز وبعض الاسر تتراجع.
 
كانت مريم احمد العامر ورثت من اهلها الادب والشعر، وهنا يسرني ان اقتطف جزءا من شعرها الذي قالته في نهاية القرن التاسع عشر، حيث كانت عاشت في التاريخ نفسه الذي عاش فيه الشاعر عبدالله الفرج حي الفرج قرب البورصة اليوم:
 
نشدت اهل الابوام متى يومهم يجينا
 
قالوا بومهم وصل المسيان
 
واستر قلبي بحينه
 
بشرني ذرب الايمان
 
عسى اسنينه طويلة
 
ما عندي شيء بعطيك يا بو سعد
 
مير يعطيك ربي حجة ومدينة
 
ما حلو الدلة في يد المجمول
 
عسى سعد ما يخليها
 
قومي يا ام راشد واقعدي مسرورة
 
قومي بعز والعدا محقورة
 
تعيش بالديقان يا احمد اخو نورة
 
هذا راشد ما يعقب شوره
 
جاش المرايل فعل ابوه ويده
 
هذا راشد طالع من بده
 
عاشت اريال تفخل الشورة
 
ومن باحوا الابوام ذاق المرورة
 
 
رابعا: مسجد بن بحر المجاور لبيت الامام عبدالرحمن عندما استقر الامام عبدالرحمن كان بجانب منزله مسجد صغير في الاصل كانوا يصلون به على الميت حين وفاته، في هذا المسجد ولما وصل الامام اتخذ هذا المسجد مسجدا صغيرا له لاداء الصلوات الخمس.
 
كان محمد عبدالرحمن البحر الاول على اعتبار محمد عبدالرحمن البحر الثاني رئيس البنك الوطني اليوم، اما الاول فهو جده محمد وسمي عليه، انجب محمد الاول ثلاثة من الابناء عبدالرحمن وعبدالله واحمد وذريتهم الكريمة مشهورة ومعروفة في تاريخ الكويت.
 
المهم ان محمد البحر الاول كان ان اشترى جزءا من اسطبل وياخور علي العامر طبعا من ذريته واضافه الى المسجد القديم، وبنى عليه مسجده المعروف الكبير الذي عرف ببراحة بن بحر.
 
وقد انشأ بجانب المسجد مجموعة من الدكاكين للانفاق على المسجد، استعملت هذه الدكاكين لصياغة وتجارة الحلي، الذهب والفضة، وكان احد الدكاكين ملاصقا لـ"الكرو" مكان الوضوء داخل المسجد. جاء رجل قبل قرن الى المسجد ودرس كيف يسرق، وكان الذهب الملاصق لمكان الوضوء للمسجد، وهناك اراد ان يسرق هذا الدكان وما فيه من ذهب في الليل، وقام هذا الحرامي اللص السارق بان جلب معه مطرقة و(مفراس) مسمار متين غليظ، واخذ يرش الجدار الملاصق لدكان الذهب بالماء من البئر في مكان الوضوء حتى يسهل ثقب الجدار، واخذ يضرب المطرقة مع المفراس ومن سوء حظه، او من حسن حظ صاحب الدكان ان جلس احد الحراس الليليين عند عتب باب المسجد، واخذ يسمع صوت الدكدكة، وقال في نفسه فار لا هذا مو فار وعندما مر "الجاروخ" (مراقب الحراس) وهو يتابعهم هل نائمون أم مستيقظون ويتتبع آخر الأخبار، فقال له الحارس: اسمع صوتا كأنه صوت فأر. فقال له "الجاروخ": لا هذا صوت غير عادي وما صدق الخبر بأكثر من حارس الى الصباح وعندما فتح باب المسجد وقف الحراس عند الباب الغربي والباب الشمالي وعندما خرج اللص من المسجد مع "الشمتة" (كيس وضع به الذهب) القي القبض عليه واقتيد إلى الحاكم، ذلك في أول القرن العشرين مباشرة (هذه من الطرائف لبراحة بن بحر ومسجد البحر).
 
 
خامسا: الأطوار التي مرت على بيت بن عامر المعروف في الكويت ان هناك اسرا غنية في الكويت في القرن التاسع عشر، منها اسرة الحداد، ما زال مسجدهم قرب البنك التجاري وهي من الاسر الغنية جدا، اسرة الخميس التي لها نقعة الخميس (ميناء لسفنهم) وبراحة ساحة الخميس ومسجد الخميس هناك آل العبدالجليل الذي كان آخرهم من الشخصيات البارزة عبداللطيف المدير العبدالجليل، وكان يسمى المدير لان هذه التسمية ارفع تسمية بعد الشيخ الحاكم هناك آل البدر وآل الصبيح وآل الفرج والرزامة وهناك آل بن فيد ابن آل بن فيد وهناك آل بن رزق وكذلك آل العامر التي كانت اسرتهم "تحن وترن" ولهذا توجه جد والدتي صالح محمد الفرحان للزواج منهم وتزوج مريم أحمد العامر لعله ينال "طشّار" (بتشديد الشين) علي العامر، لكن هذه سنة الحياة كان علي العامر وبن فيد والبدر والعدواني من كبار تجار الخيل، لكن كسدت هذه التجارة مع ظهور السكك الحديد التي استعملتها بريطانيا في الهند، ولهذا قلت هذه التجارة.
 
المهم ان اطوار هذا البيت كان مؤسسه علي العامر، وكان بجنبه اسطبل للخيل ومسجد صغير وتكون سوق الخضرة بجنبه مع براحة السبعان وكانت الخيل عندما تأتي من بادية الجزيرة العربية ترحل على السفن خلال الساحل والميناء قريب ترحل على السفن إلى الهند.
 
بعد وفاة علي العامر انتقل المنزل إلى موزة ابنته وبعد وفاتها ترك المنزل والاسطبل بالساحة الخارجية خاليا بعدها وصل الامام عبدالرحمن بن سعود، ويكتب الحظ ان يدخل علي العامر وبيته واسطبله في التاريخ ويكون في نهاية القرن التاسع عشر أن يقيم الإمام عبدالرحمن في هذا المنزل، لأن زعماء القبائل (تمرح) بالساحة المقابلة مع جمالها وسوق الخضرة والبقالات على مقربة منهم، وكذلك البحر وبراحة السبعان وما بها من العائلات النجدية كلها رديف للمقيم وساكن هذا البيت.
 
الطور الثالث عند مغادرة الإمام عبدالرحمن بعد تحرير الرياض ونجد بشهور قليلة أصبح المسكن خاليا، لأنه لا يمكن ان يقيم في بيت كبير كان يقيم به الإمام عبدالرحمن مع مرور الزمن اتخذ هذا المنزل لعدة أغراض من ضمنها صناعة (الكاروكه المنزل) وهو السرير للطفل، فكانوا يأتون بالجريد من العراق وإيران وفي اجزاء من هذا البيت كانت تصنع السراير للأطفال المنز والكاروكه والكاروكه أظن كلمة غير عربية لكن كلمة (منز) في كتاب تاج العروس الجزء الخامس عشر صفحة (352) المنز بكسر الميم المهد مهد الصبي سمي بذلك لكثرة حركته.
 
وأخيرا فهذه عودة ثالثة لبيت العامر ببث الإمام عبدالرحمن بن سعود بيت ابو المناز آخراً.
 
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
 
 
 
تاريخ بيت العامر في القرن التاسع عشر الذي سكنه في الكويت الإمام عبدالرحمن بن سعود
في شهر 1417/11 اتصل بي الاستاذ يحيى الربيعان صاحب المكتبة المشهورة في حولي قائلا: معي ضيوف من المملكة العربية السعودية يرغبون مقابلتك، ويطلبون لقاءك، فرحبت به وبضيوفه السعوديين وتعرفت بهم، وكانوا الاخوان: د. مشلح بن كميخ المريخي استاذ التاريخ في جامعة الملك سعود، ود. سعيد بن فايز السعيد استاذ التاريخ ايضا، والاستاذ عبدالله بن محمد الشايع، والاستاذ عبدالرحمن بن عبدالله الشقير، والاستاذ عبدالله علي القبيسي. وبعد ان تفضل الجميع بزيارتي رحبت بهم في منزلي، وأقمت لهم وليمة الغداء. كان الدكتور مشلح المريخي يطلب معلومات عن الخرائط التي صدرت في الكويت قبل نصف قرن، وبما أن الخريطة التي طبعتها معارف الكويت في ايطاليا واشرف عليها الدكتور ابراهيم شوكت تعتبر الاولى، فأطلعتهم عليها، فما كان من الدكتور المريخي الا ان استأذن، وذهب لتصوير هذه الخريطة ونقل صورة.
 
وبعد رجوع د. المريخي توجهنا سويا الى آبار الموقع الجنوبي على مقربة من أم الركبان وملح، وهي بداية رحلة الملك عبدالعزيز.
 
وبعد أن رجعنا من هذه الرحلة الأولية متفقدين الخط الاول لسير الملك عبدالعزيز السعود من هذه المنطقة، قام الاستاذ عبدالله بن محمد الشايع باهدائي بعض انتاجه العلمي في جغرافية المملكة ومنه: نظرات في خط سير الحج البصري.
 
بعدها غادر الوفد الى المملكة، ومن هناك انطلقوا في اكثر من رحلة في تتبع رحلة الملك عبدالعزيز بن سعود حتى كانت جهودهم مع غيرهم في هذا المشروع، وخرج على ضوء ذلك كتاب الطريق الى الرياض، وهي خط سير الملك عبدالعزيز في ملك اجداده.
 
بعدها كنت في معرض الكتاب في ارض المعارض، وفي القسم السعودي لبيع الكتب، تناولت هذا الكتاب، وأخذت اتصفحه، وهو في الحقيقة كتاب قيم علمي غير دعائي. لكن الاخوان جزاهم الله خيراً لم يوفوا ويغطوا الفترة التي عاش فيها الملك عبدالعزيز بن سعود وهي سبع سنوات من عمر الانسان ليست سهلة، ولا يمكن أن تنسى من التاريخ خصوصاً اقامة ثلاثة من حكام وملوك الجزيرة العربية والمملكة ونجد.
 
كان هناك الامام عبدالرحمن بن سعود وابنه عبدالعزيز الملك عبدالعزيز والحفيد سعود الملك سعود.
 
كان من المفروض أن يغطي العلماء الأفاضل هذه الحقبة من الزمن، وخصوصاً ان سبع سنوات هي جزء من عمر حكام المملكة العربية السعودية المذكورين وهنا اسئلة:
 
1 - لماذا اختار الامام عبدالرحمن الكويت على غيرها؟
 
2 - لماذا اختار السكن والاقامة في بيت العامر؟
 
3 - لماذا كانت الاقامة سبع سنوات وكأنها مدة طويلة؟
 
4 - لماذا اختار الملك عبدالعزيز سنة 1902 بعد معركة الصريف بسنة التوجه الى الرياض، هل كانت صدفة أم اعد لها اعداداً جيداً خصوصاً أن الرحلة محفوفة بالمخاطر؟
 
بعد استيلاء محمد الرشيد على الرياض وخروج الامام عبدالرحمن أنا أقول كان عنده بعد نظر، وهناك اكيد لديه مستشارون يقدمون له الآراء الجيدة فكان الامام يتنقل في شرقي الجزيرة الى أن استقر في الكويت.
 
أولاً أن مبارك الصباح كان بلده على مقربة من الحكام الاتراك للمنطقة في البصرة وبغداد وبكل بساطة يتعرف ويسمع من القادمين من هذه المنطقة ما يدور هناك من أفكار وآراء، خصوصاً أن علاقة الاتراك مع ابن الرشيد متينة ويعتمدون عليه.
 
كانت بريطانيا والدول الغربية (فرنسا وهولندا) قد دخلت على الخط، ووجدت لصناعاتها تجارة رائجة وخصوصاً الأسلحة، فكانت مسقط (عمان) هي المركز الرئيسي لبيع هذا السلاح الجديد الفتاك الذي يقضي على الانسان من بعد بدلاً من السيف والالتحام به، وقد يؤدي الى مخاطر. ولهذا توجهت شهية كثير من سكان الخليج خصوصاً الذين يعبرون الصحراء على الجمال أو يتوجهون بالسفن لتحميهم من القراصنة.
 
وبهذا أصبح كل من يملك رواحل (جمال) للتنقل في هذه الصحراء يقتني كمية من هذه البنادق المريحة في الاستعمال.
 
ثانياً - عندما توجه الامام عبدالرحمن الى الكويت من المؤكد أن مستشاريه مع الشيخ مبارك الصباح قد نصحوه أن يقطن ويقيم بين براحة السبعان وبراحة العامر، وفي هذه البراحة يقع بيت العامر محط حديثنا في هذا البحث في هذه المنطقة. كان هناك تواجد القادمين من نجد والصحراء لبيع منتجاتهم خصوصاً أن هذه المنطقة قد عمرت بالبيع والشراء والتجارة، وقد سكن فيها مجموعة من قبيلة اسبيع منهم ابراهيم جد عبدالكريم وعبدالله السبيعي وآل الفليج وآل المرزوق وآل السميط وهم احدى عشرة عائلة كانوا غادروا نجد قبل ثلاثة قرون واستقروا في هذه المنطقة منهم آل العامر وكانت من ابرزهم، وظهر منهم علي العامر، اكبر تاجر خيل عرفته الكويت في القرن التاسع عشر، وقد ذكر الشيخ يوسف بن عيسى في كتابه صفحات من تاريخ الكويت (صفحة 69) عن هذا الموضوع وهو يذكر ان يوسف البدر من اشهر تجار الخيل، (وعلي العامر ومحمد بن فيد)، ومحمد المديرس واحمد العدواني وسليمان الجاسم.
 
وان اسرة العامر وبن فيد من الاسر التي انقرضت او تضاءلت، هذه سنة الحياة.
 
عند وصول الامام عبدالرحمن الى الكويت ارتأى الشيخ مبارك ان يسكن في بيت يليق به ويكون على مقربة منه مربط للخيل وهو ياخور العامر الذي اصبح البيت والياخور مهجورين، ولهذا اعيد ترميم البيت ليكون لائقا لمقام الامام واعد مربط الخيل والجمال للتنقل بهما في مهماتهما.
 
كان الامام عبدالرحمن كغالبية السكان الذين جاءوا من نجد واستوطنوا الكويت منذ أمد يقيمون الولاء للإمام عائلة الخميس والعبدالجليل والحداد وغيرهم، حيث كانت أوضاعهم المالية جيدة ويمكن ان يقفوا مع إمام السعودية السابق في هذه اللقاءات التي كانت تتم، كان الملك عبدالعزيز في ما بعد يرافق والده في هذه المجالس ويسمع ماذا يدور، وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة وهو يخزن ويسجل ويستمع ويتطلع الى المستقبل يروى عنه بعض القصص التالية:
 
انه في منطقة وسط المدينة كانت هناك سيدات يقدمن المتعة لمن يرغب، وقد توجه مجموعة، وكان الملك عبدالعزيز يقول انا ما خلقت لهذه السوالف، انا اطيع الله.
 
في احدى المرات كان متوجها الى قصر مشرف مع والده وكانا يركبان عربة خصصها لهما الشيخ مبارك، وكان منذ خروجهما من مدينة الكويت حتى قصر مشرف السرة، وهو موجه نظره الى جهة الغرب، حيث الصحراء الواسعة والاتجاه الى نجد، حيث الرياض، وفي احد اللقاءات مع امير البحرين في الكويت وهو شاب لم يتجاوز السابعة عشرة، فسأله امير البحرين: ايهما احسن: الكويت أم البحرين؟ فأجاب بسرعة: الرياض أحسن.
 
وهذا هو الشاب المتطلع الطموح الذي كان يجالس المسؤولين في الكويت، وعلى رأسهم الشيخ مبارك ويرى زائريه من الأجانب الانكليز وغيرهم، وبهذا سمع وتعلم الشيء الكثير.
 
هذه الأجواء في هذه البلدة الكويت جعلت الملك عبدالعزيز يتابع كل صغيرة وكبيرة، ولهذا عندما كانت البدايات الأولى من معركة الصريف ان يتوجه الملك عبدالعزيز الى الرياض ويحتلها ثم يخليها ما هي الا تمرين وتدريب للجولة الثانية الحاسمة التي قدم لها ستين فردا واربعين راحلة وثلاثين بندقية، ان العزيمة والارادة هما اللتان صنعتا المعجزات وقلبتا الموازين وبعدها انفتح الباب على مصراعيه وسقطت هيبة عبدالعزيز بن متعب الرشيد في عين أهل نجد وارتفعت معنوياتهم بالدفاع عن بلادهم عند وصول الملك عبدالعزيز بن سعود.
 
لكن الذي يهمني هنا بيت بن عامر في (صفحة 37) من كتاب الطريق الى الرياض يقول ان الامام عبدالرحمن سكن في بيت بن عامر احد وجهاء الكويت، وتنقل الفهدة بنت الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود في كتابها عن الملك سعود (في صفحة 8) التالي:
 
وبعد استرداد عبدالعزيز الرياض بقي سعود في الكويت مع جده الامام عبدالرحمن وجدته سارة بنت احمد السديري ووالدته وضحاء بنت محمد الحسين آل عريعر من آل حميد شيوخ بني خالد وبقية افراد العائلة، ولم يعودوا الى الرياض الا بعد ان استتب الامن ووضع عبدالعزيز التنظيم اللازم للدفاع عن المدينة، وكان استقبال عبدالعزيز لهم حافلا عندما عادوا.
 
إذن ان اسعود اقام في الكويت مع جده الامام عبدالرحمن في بيت العامر، واحد مثل الامام عبدالرحمن حاكم السعودية، ويسكن في بيت العامر تاجر الخيل في اول القرن التاسع عشر، الذي كانت له مكانة مع آل البدر وغيرهم.
 
ونحن هنا نقول من هم جيران الامام، ولماذا اختار هذا المكان بالذات؟ والجواب:
 
ان هذا البيت كان مهجورا منذ زمن بعد ان حل بتجار الخيل ما حل بهم من تطور وسائل المواصلات التجارية وهي السكك الحديدية وغيرها.
 
يقول الشيخ يوسف بن عيسى في كتابه صفحات من تاريخ الكويت (ص 68 ــ 69):
 
كانت تجارة الخيل رائجة في زمن السابق والتجار يحلمون خيلوهم في السفن الشراعية الى بومبي وعندما تصل البواخر الى البصرة يحملون خيولهم الى الممرة بالسفن ومنها بالبواخر، ويقول في الصفحة نفسها: وكثير من اهل الكويت يتشاءمون من تجارة الخيل ويعتقدون بسرعة زوالها، وهنا نقول ان هذا ما حدث لابن عامر او علي العامر.
 
امامي هنا وثيقة تعود لآل الزنكي كتبت في القرن التاسع عشر وتعطينا الروايات المثبتة بالعلاقة التي تربط بين السيدة الفاضلة هميان عيسي الحاي زوجة السيد عبدالرحيم حسين الزنكي أو بن حجي أو بن حيي الاسم القديم لهذه الأسرة أن السيدة هميان تولت رضاعة الملك سعود في حينه، وهذا معروف لدى كثير من الكويتيين الأقدمين، خصوصاً من جاور بيت ابن عامر بيت الإمام.
 
 
ملحق وملاحظات
عندما انتهيت من هذا البحث بيت علي العامر وأنا أسترجع بعض القصاصات من الاوراق التي سجلت عليها ملاحظات منها:
 
أولاً: كيف جاء الامام عبدالرحمن للسكن في بيت العامر المعروف، انه من المعروف من الذين غادروا نجد وهربوا من آل الرشيد مع الامام بعض عائلات (السليم) و(النفيسي)، ولما وصلوا الى الكويت كانت تربط عائلة النفيسي بعلي العامر رابطة منذ القديم، ولهذا جهز النفيسي هذا المنزل للامام عبدالرحمن، وبعد مغادرة الامام عبدالرحمن الكويت توارث بعض من رجالات النفيسي وكالة ومندوبية المملكة السعودية مدة طويلة من الزمن حتى فتحت سفارة سعودية في الكويت في أوائل 1961.
 
ثانياً: سميت السكة المقابلة لمنزل الامام سكة بن سعود.
 
ثالثاً: من آثار العامر الباقية (أحمد العامر) صاحب صحيفة الوطن ومالكها ورئيس تحريرها الأول وهو في سن متقدمة وغير متزوج وكذلك من آثارهم (محبوب) و(خالد).
 
 
منزل مهم (بيت العامر),,,
 
أصدرت كتابي "من تاريخ شارع كويتي" في سنة 2004م وهو يتحدث عن الشارع الجديد الذي سُمِّيَ فيما بعد بشارع عبدالله السالم، وهو من أهم شوارع الكويت، واوائل ما انجز على النمط المعماري الجديد من شوارعها.
 
كان من ضمن الموضوعات الواردة في هذا الكتاب موضوع يخص بيت العامر الذي يتحدث عنه الناس احيانا دون الوصول الى معلومات دقيقة وموثقة عنه، لذا فانني اقدم هنا نص الموضوع نقلا عن كتابي المذكور، وذلك لمزيد من العلم بأحد المعالم التاريخية الكويتية، ولما كان عنوان هذا الموضوع هو: "منزل مهم" فقد آثرت ان يكون عنوان ما أنْشُرُهُ اليوم هو العنوان نفسه الذي ورد في الكتاب.
 
ومن هنا أبدأ:
 
"في موضع قريب من ساحة ابن بحر كان هناك منزل له أهميته، في يوم من الأيام، بل إنه لايزال على البال إلى يومنا هذا وهو المنزل الذي استقر فيه الملك عبدالعزيز آل سعود ووالده وأسرته عندما كان في الكويت، وقد حرصت دارة الملك عبدالعزيز بالرياض في المملكة العربية السعودية على أن توثق للموضع المذكور، وذلك ضمن كتاب "الطريق إلى الرياض، دراسة تاريخية وجغرافية لأحداث وتحركات الملك عبدالعزيز لاسترداد الرياض 1319هـ/ 1902-1901م.
 
وكانت الدارة قد أصدرت هذا الكتاب في سنة 1419هـ 1999م عام الاحتفال بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، ولجأت هيئة تحرير الكتاب إلى مصادر مكتوبة، وأخرى شفوية، وكان من مصادرها الشفوية- في الكويت- المرحوم عبداللطيف عبدالرزاق الديين، الذي تحدث للهيئة بإسهاب عن هذا الموضع، وأطلعها على خرائط كان قد أعدها بيده وكأنه كان ينتظر أن يأتيه هذا السؤال.
 
وكان عبداللطيف- في رأينا- أشد وضوحا، وأكثر مصداقية من المراجع الأخرى بشقيها المكتوب أو الشفوي، تشهد على ذلك هيئة تحرير الكتاب حين روت أقواله فقالت: "وينفرد عبداللطيف بن عبدالرزاق الديين- الذي أدرك تفاصيل بيت الإمام عبدالرحمن قبل هدمه- بالوصف الدقيق لذلك البيت، حيث أفاد بأنه كان يقع في الناحية الشرقية من مسجد (ابن بحر) وتحديداً بين سوق الخضار والتمر، وسوق اللحم حاليا.
 
وقال الديين: إن للبيت بابين، أحدهما مواجه للجنوب وهو باب واسع يفضي إلى مجلس الاستقبال الكبير، والباب الثاني مواجه للغرب يؤدي إلى فناء واسع مكشوف على جنباته عدد من الغرف، ووصف هذه الغرف بالكثرة، وأنها أصبحت فيما بعد تؤجر على أصحاب الدكاكين الموجودة في السوق المجاور للبيت من الجهة الجنوبية كمستودعات، وأن عمه قد استأجر إحدى هذه الغرف، وكان يتردد هو وابن عمه عليها لجلب بعض الأشياء منها إلى الدكان. وأضاف قائلا: إن هذا البيت كان يسكنه ابن عامر أحد وجهاء (الكويت)".
 
ثم قوله: "ويلاحظ أنه عندما كان الإمام عبدالرحمن يسكن هذا البيت لم يكن المسجد موجوداً، وإنما أقيم بعد ذلك على فناء استخدمه مالكه ابن عامر بمثابة اصطبل للخيول التي كان يتاجر بها ثم اشتراه ابن بحر وأنشأ عليه المسجد، وفي هذا البيت ولد الملك سعود بن عبدالعزيز في ليلة اليوم الذي استرد فيه الملك عبدالعزيز (الرياض)، وأطلق على أحد الشوارع القريبة من المكان اسم شارع سعود بن عبدالعزيز".

 

بقلم: د. يعقوب يوسف الغنيم

References

  1. ^ ( 81 . P ) , I .ر v ، 1991 Archives Editions, The ruling Families Of Arabia