والدة الملك سعود الأميرة وضحى آل عريعر

(كان لسعود بن عبد العزيز أخ أكبرمنه اسمه تركي ( والذي يكنى به والده ) وهو من مواليد عام 1318هـ 1900م )

توفي في عام 1919 م , كما كان له اخوين شقيقين بين تركى وسعود توفيا في عمر صغير كان أحدهما يدعى عبدالله والثانى يدعى خالد الذى ولد في الرياض في (عام 1320هـ وتوفي في عام 1327هـ) ^[1] كما كان له شقيقة واحدة تسمى منيرة توفيت فى المربع, وأخ غير شقيق يدعى فهد توفي في عام الرحمة 1919م وكان عمره عشرة سنوات ربته والدتهم وضحى وذلك لوفاة والدته من عائلة الدخيل من بريدة وهو رضيع. 

أما والدتهم رحمها الله فهي وضحى بنت محمد بن حماده بن مشارى بن حسين بن محمد بن حماده بن عريعر بن دجين بن سعدون آل عريعر من آل حميد الذى حكم الإحساء والقطيف
من(1166 -1188). وعائلة آل عريعر ينتمون إلى آل حميد بطن من بطون قبيلة بني خالد المشهورة والمعروفة بقوة شكيمتها وامتدادها في قلب الجزيرة والخليج العربي , وآل عريعر شيوخ بني خالد عدنانيون الأصل بالرغم من وجود بعض الأقوال التي تشير إلى أصلهم القحطاني .

وقد قدموا من موطنهم السابق في بلاد الشام والحجاز إلى الإحساء وقطنوا بين المثلث المتكون من وادي مقطع في الشمال نحو نجود الصمان في الغرب والبياض في الجنوب ، وهم يُنسبون إلى قبيلة بني مخزوم القرشية والتي منها ذرية سيف الله المسلول الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه .

وعندما وصلت قبيلة بني خالد الى الإحساء ، ملكت مناطق شاسعة من الخليج في فترات مختلفة من التاريخ بعد أن قضت على النفوذ العثماني في الإحساء بين سنة ( 1077- 1081هـ )الموافق ( 1866 – 1869م ).^[2]

ويذكر بعض الرواة من بني خالد بأن خلافاً حصل بين آل عريعر وهم أبنناء عم يعودون إلى آل حميد وذلك بعد اندحار بني خالد خلال عصر الدولة السعودية الثانية على يدي تركي بن عبد الله آل سعود حيث نزح قسم منهم إلى البصرة وقطنوا لدى آل السعدون شيوخ قبيلة المنتفق و حارب قسم آخر منهم إلى جانب الدولة السعودية الأولى والثانية . وعند وفاة والد وضحى - والدة الملك سعود - محمد الحسين العريعر انتقلت والدة وضحى عبطاء السرداح(التى توفيت فى الرياض لدى ابنتها وضحى بعد معركة السبلة وكانت امرأة ذات بأس شديد وشخصية قوية) بها وبأختها حصة إلى القطيف ولجأت إلى أخويها نهار وطلمس السرداح الذين أرادا أن يزوجا ابنتيها لآل السرداح ولكنها رفضت أن تزوجهما إلا لأبناء عمهم من آل عريعر ، واستنجدت بحمادة بن عبد الله بن الحسين آل عريعر ابن عم ابنتيها ، الذي كان في زيارة للأهوار بالعراق قادما من الكويت ، فأتى لنجدتها مع بناتها فأخذ معه وضحى إلى الكويت حيث زوجها للملك عبد العزيز الذي كانت له علاقة وطيدة معه وذلك منذ أن تعرف عليه عن طريق الشيخ مبارك الصباح الذي تزوج بحصة أخت وضحى في وقت لا حق . كانت وضحى العريعر والدة الملك سعود هي الزوجة الثانية في حياة الملك عبد العزيز مع العلم بأن الأولى لم تنجب له أولاداً .

استمرت العلاقة قائمة بين الملك عبد العزيز وحمادة العريعر, فكان من أقرب أصدقائه وشاركه في العديد من غزواته ، وكان ابنه نايف صديقاً مقربا لابني الملك عبد العزيز تركي وسعود , وشارك مع سعود في حرب اليمن ،وتوفي بعد وفاة الملك سعود ,^[3] وكان متزوجا من لولوة بنت بداح آل كليب من بني خالد التى أنجبت له (عبدالعزيزو بندر و براك) وذلك بعد زواجها من الملك سعود لمدة عام خلال معركة السبلة (وقتل والدها فى الاحساء محاربا مع عبد العزيز) وتزوجت اختها من والدتها منيرة بنت سحيم ال ثنيان المهاشير من عبدالله بن عبدالرحمن ثم من الملك فيصل وأنجبت له حصه .

اتسمت شخصية الملك عبد العزيز بالدهاء والحنكة ، فقام بتعزيز علاقته بالقبائل من خلال مصاهرته لهم وفعل ذلك أيضاً مع بعض الأسر المعروفة في الجزيرة , وكانت هذه الخطوة بين العديد من الخطوات التي ساعدت في إزالة الخلافات والنزاع بين القبائل . ونظرا لقرب منطقة الخليج من نجدد ، أراد الملك عبد العزيز توثيق علاقته بقبائل هذه المنطقة من خلال مصاهرته للقبائل ومنهم قبيلة بني خالد التى كان يقيم بجوارها في الكويت مماحقق هذا التصاهر فائدة لبلاده فيما بعد لاسيما وأن الخليج هو المنفذ البحري والتجاري لنجد .

لم تكن وضحى ( أم تركى)و والدة الملك سعود –( رحمها الله) الزوجة الوحيدة للملك عبدالعزيز من بني خالد بل انه تزوج من بعدها العنود بنت برغش السرداح بعد استيلائه على الإحساء , وبعد اكتشافه بأنها رضعت مع وضحى طلق وضحى, ثم تزوج بأخت العنود سارة ثم طلقها أيضا . وفي وقت لاحق ، اقترن بحصة أخت وضحى بعد طلاقها من مبارك الصباح وعودتها للعيش مع أختها وضحى في الرياض. كما تزوج أيضا من والدة دليل بنت عبد العزيز ,شاهه بنت حزام بن ثنيان المهاشير من بني خالد ، ووالدة شيخة بنت عبد العزيز موضي بنت عبدالله حتيمي المنديل من بني خالد . وتزوج الإمام عبد الرحمن أيضا منيرة بنت هتيمي آل الثنيان من المهاشير والدة عبد الله بن عبد الرحمن ، كما أن جدة الملك عبد العزيز (والدة أمه سارة بنت أحمد السديري) من آل النويران من المهاشير.^[4] ومن المعروف أنه حين استقرت الدولة السعودية الحديثة وأقرت المخصصات لشيوخ القبائل والأسر,كل حسب قدره ومساهمته ودوره في تأسيس الدولة ، رفض الملك سعود أن يتمتع أخواله بامتيازات استثنائية أو مراكز أو حتى مخصصات دون سواهم حتى لا يتعرض للانتقادات بتقريب أخواله أو تفضيلهم ، ولكن كانت والدته وضحى تخصص لهم رواتب عندما كانت على قيد الحياة وبعد وفاتها أوصت لهم ببعض من مالها من وقفها.

أما والدته وضحى (رحمها الله) فقد عايشت وفاة أولادها الخمسة ، وتوفيت بعد وفاة الملك سعود بأربعين يوما في مدينة الرياض فى يوم السبت (16 صفر 1389هـ \ -4 مايو 1969م). ^[5] وكانت امرأة صالحة طوال حياتها ، اتصفت بالكرم والشفقة والعبادة والصلاح وكثرة الصدقات , وكانت تنام دائما على طراحة على الأرض وترفض النوم على السرير او تسكن في الطوابق العليا في منزلها ، وأوصت بثلث مالها للفقراء والمساكين كصدقة جارية التى أوصت باستثماره بعد وفاتها فى شراء عقارات موزعة فى انحاء مدينة الرياض ليصرف من ريعه على صيانة الاوقاف وعلى أقاربها ومعتوقيها وايضا لبناء العديد من المساجد في مدينة الرياض ودعم المحتاجين. وصلي عليها في جامع الرياض (جامع الأمير تركي) رحمهما الله رحمة واسعة وغفر لها.^[6]