وجه رئيس جمهورية لبنان الئيس كميل شمعون الدعوة إلى ملوك العرب ورؤساء دولهم ، لعقد مؤتمر في بيروت ينظر في قضية العدوان ، ويقرر المساعدة التي يجب بذلها لمصر.
ولبى الملك سعود الدعوة وسافر إلى بيروت :
وعقد هذا المؤتمر يوم 10 ربيع الثاني سنة 1376 (13 نوفمبر سنة 1956) وحضره الملك فيصل بن غازي ، وحسين بن طلال ، وشكري القوتلي ، وكميل شمعون ، والأمير البدر نائباً عن والده ، ورئيس وزراء ليبيا ، ورئيس مجلس السيادة للسودان.
وهذا هو البيان الذي أصدره المؤتمر:
" في العاشر والحادي عشر من ربيع الثاني 1376 ، الموافق الثالث عشر والرابع عشر من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر 1956) اجتمع في بيروت ، بناء على دعوة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية صاحب الجلالة الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ، وصاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية ، وسيادة الرئيس عبد الفتاح محمد المغربي رئيس مجلس السيادة السوداني ، وصاحب الفخامة السيد شكري القوتلي رئيس جمهورية سوريا ، وصاحب الجلالة الملك فيصل ملك المملكة العراقية ، وصاحب الفخامة السيد كميل شمعون رئيس الجمهورية اللبنانية وصاحب الدولة السيد مصطفى بن حليم رئيس مجلس وزراء ليبيا نيابة عن مليكها ، والسيد عبد الحميد غالب سفير مصر في بيروت نيابة عن سيادة رئيس الجمهورية المصرية ، وصاحب السمو الملكي الأمير سيف الإسلام محمد البدر ولي عهد المملكة المتوكلية اليمنية نيابة عن مليكها ، وذلك لدرس الموقف الناجم عن العدوان الذي أقدمت عليه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر وقطاع غزه ، وللاتفاق على ما يجب عمله لمناصرة مصر في دفاعها المجيد عن سلامة أراضيها وسيادتها معتبرين أن هذا العدوان على مصر هو عدوان على البلاد العربية جميعاً . وقد استعرض المجتمعون بارتياح التدابير التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرارات الصادرة بأغلبية ساحقة في 7،4،2 تشرين الثاني 1956 ، وقدروا مجهود الدول المحبة للسلام التي ساهمت في إصدار القرارات المذكورة القاضية بوقف القتال وسحب القوات المعتدية فوراً من الأراضي المصرية والعودة إلى وراء خطوط الهدنة.
وقد اجمع الرأي على مايلي:
أولاً- ضرورة تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المذكورة أعلاه ، وإذا رفضت بريطانيا وفرنسا الامتثال لقرارات الأمم المتحدة وامتنعتا عن سحب قواتهما من الأراضي المصرية فوراً وبدون قيد ولا شرط ، وكذلك إذا خالفت إسرائيل قرارات الأمم المتحدة وامتنعت عن سحب قواتها إلى ما وراء خطوط الهدنة دون قيد ولا شرط ، وإذا تسبب عن موقف أي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل تأزم جديد من شأنه أن يؤدي إلى استئناف الأعمال العسكرية ، اعتبرت بريطانيا وفرنسا مسؤولة بالتضامن عن استمرار الاعتداء ، وحينئذ تباشر كل من الدول الممثلة في هذا المؤتمر فوراً كل فيما يخصها وعملاً بحق الدفاع المشروع عن النفس ، بتطبيق أحكام المادة الحادية والأربعين من ميثاق الأمم المتحدة واتخاذ التدابير الفعالة التي تسمح بها أقصى إمكانياتها وفقاً لالتزاماتها بمقتضى المادة الثانية من معاهدة الدفاع المشترك العربي.
ثانياً- الحرص على فصل قضية قناة السويس عن الظروف التي رافقت الاعتداء على مصر واعتبارها قضية مستقلة قائمة بذاتها والعمل على حلها حلاً يتفق مع مقتضيات سيادة مصر وكرامتها وذلك في نطاق الأمم المتحدة ، وبمفاوضات تجري بين الفرقاء المعنيين ، بعيداً عن أي مظهر من مظاهر الضغط والتدخل والإكراه وعلى أساس معاهدة 1888 والمبادئ الستة التي أقرها مجلس الأمن في 13 تشرين الأول ( أكتوبر) 1956.
ثالثاً- تأييد مطالب الشعب الجزائري في نضاله حتى يحقق أمانيه القومية في الاستقلال والسيادة
وان المجتمعين يتوجهون بتحية الاخوة الصادقة والتقدير والإعجاب إلى سيادة رئيس الجمهورية المصرية جمال عبد الناصر وإلى القوات المصرية المسلحة وإلى الشعب المصري مقدرين وطنيتهم وتفانيهم في الدفاع عن سلامة مصر وسيادتها ، وعن القومية العربية وكرامة شعوبها وعزتها – أهـ.
• يطالب بالجلاء العاجل .
ولما تأخر الجلاء عن منطقة بور سعيد وسيناء ، وظهر أن المعتدين يسوفون ويماطلون ، أملاً بمكاسب ينالونها ، وفوائد يجنونها ، استدعى الملك سعود سفير أميركا لدية وطلب إليه إبلاغ حكومته وجوب الاهتمام بسرعة الجلاء عن المناطق المحتلة . سجل ذلك بلاغ رسمي نشر في الرياض وهو:
" استقبل جلالة الملك سفير أميركا في قصر الحمراء بالرياض يوم الأربعاء 3 جمادى الأولى ( 5 ديسمبر سنة 1956 ) وانتهز جلالته الفرصة فطلب من السفير أن يرفع إلى حكومته تأكيدات جلالته عن تقديره للمساعي الإيجابية التي قامت بها الحكومة الأميركية الصديقة والرئيس ايزنهاور داخل الأمم المتحدة وخارجها لتأييد مبادئ العدل وتمهيد السبيل لوضعها موضع التنفيذ ، وذلك فيما يتعلق بانسحاب القوات البريطانية والفرنسية من مصر ، وانسحاب القوات اليهودية من سيناء وقطاع عزة وجزيرتي تيران وصنافير وحل المشاكل الأخرى الناجمة عن الأعمال البريطانية الفرنسية في مصر ـ، تلك المساعي التي يسر جلالة الملك أن يذكرها بأنها كانت من العوام الرئيسية التي أسهمت في استتباب الأمن في المنطقة مع صيانة السلام العالمي.
" وكرر السفير الأميركي بدوره ، الأعراب عن التقدير العظيم من جانب حكومته وجانب الرئيس ايزنهاور للجهود المتواصلة التي بذلها الملك بطريقة فعالة لمعالجة الموقف خلال تلك الأسابيع المفعمة بأخطر الأحداث "
تاريخ المملكة العربية السعودية فى عهد الملك سعود تاليف امين السعيد
جلالته يزور سوريا ولبنان
ويشرف مؤتمر الملوك والرؤساء العرب في بيروت
سافر جلالته على متن طائرة خاصة إلى بلدة طريف في أقصى حدود المملكة الشمالية صباح يوم الأحد الثامن من شهر ربيع الثاني لعام 1376هـ ومنها استقل جلالته وحاشيته السيارات قاصدين دمشق العاصمة الأموية العريقة وخرج في دمشق الشعب السوري الكريم يستقبل العاهل العربي العظيم وعلى رأسه فخامة رئيس الجمهورية شكري القوتلي ، ودولة رئيس وزرائه صبري العسلي والوزراء وقواد الجيش وكبار الأعيان وجلجلت جموع الشعب بالهتاف والدعاء . وبالتحية والترحيب وتوجه جلالة الملك المعظم إلى السفارة السعودية في دمشق . وفي نفس الليلة ذهب جلالته إلى حفلة العشاء الكبرى التي أقامها فخامة رئيس الجمهورية على شرف جلالته في القصر الجمهوري .
وفي صباح اليوم التالي غادر موكبه الملكي دمشق يرافقه فخامة الرئيس السوري مودعا أجمل توديع من الشعب السوري وفي تدمر تلك القرية التاريخية من ضواحي دمشق ، وجد جلالة الملك المعظم وفداً لبنانيا في استقباله واستقبال فخامة الرئيس شكري القوتلي .. وتحرك الموكب إلى لبنان وفي عاليه كان في انتظاره فخامة رئيس الجمهورية كميل شمعون ورجال دولته من الوزراء ورؤساء المجلس النيابي ووجهاء الدولة، ومن حولهم الحشود المؤلفة من الشعب اللبناني الكريم يحيّ ويرحب بجلالة الملك المعظم عاهل المملكة العربية السعودية ويحيي الزعيمين الكبيرين الرئيس شكري القوتلي ورئيس الجمهورية اللبنانية ، ثم توجه الأقطاب العرب الثلاثة إلى بيروت التي استقبلتهم استقبالا شعبياً منقطع النظير وتوجه جلالة الملك المعظم إلى دار السفارة السعودية في بيروت التي غصت بشتى طبقات الشعب اللبناني الذين اقبلوا ليرحبوا بعاهل العروبة في بيروت .
وفي عصر ذلك اليوم توجه حضرة صاحب الجلالة الملك حسين إلى دار السفارة السعودية لزيارة جلالة أخيه الملك سعود فلقى أخوة وترحيبا وودا صادقا ، كما وفد لزيارة جلالته جلالة الملك فيصل الثاني ملك العراق .
وفي مساء ذلك اليوم أقام فخامة الرئيس كميل شمعون حفلة عشاء كبرى في نادى الضباط على شرف جلالته ، وفي هذه الحفلة الكبيرة التقى أصحاب الجلالة الملوك واصحاب الفخامة وتبادلوا أحاديت الود والعروبة .
وفي صباح يوم الثلاثاء عقد أول اجتماع رسمي في قصر اليونيسكو حضره حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم سعود الأول ملك المملكة العربية السعودية ، وصاحب الجلالة الملك فيصل الثاني ملك العراق وصاحب الجلالة الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وحضرة صاحب
الفخامة الرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية وسيادة السيد عبد الفتاح المغربي رئيس مجلس السيادة السوداني وفخامة الرئيس كميل شمعون رئيس الجمهورية اللبنانية وحضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد البدر ولى عهد المملكة المتوكلية اليمنية نائبا عن جلالة والده ، وحضره صاحب الدولة مصطفى بن حليم رئيس وزراء المملكة الليبية نائبا عن جلالة الملك إدريس وحضرة صاحب السعادة عبد الحميد غالب سفير مصر في لبنان نائبا عن الرئيس جمال عبد الناصر.
وفي هذا الاجتماع التاريخي ألقى فخامة الرئيس كميل شمعون كلمة رحب بها بأصحاب الجلالة الملوك وبأصحاب الفخامة رؤساء الجمهوريات والحكومات ، كما انتخب فخامة الرئيس كميل شمعون رئيسا للمؤتمر وأخذ باقتراح فخامة رئيس الجمهورية السورية لتكوين لجنة من رؤساء الحكومات ومعاونيهم لدرس موضوعات جدول الأعمال.
وفي المساء توجه جلالة الملك المعظم إلى فندق سان جورج ليحضر العشاء التي أقامها دولة السيد عبد الله اليافى رئيس مجلس الوزراء اللبناني حينذاك على شرف أعضاء المؤتمر التاريخي .
وعاود المؤتمر انعقاده صباح يوم الأربعاء 11 / 4 / 1376هـ واصدر بيانا مشتركا أكد في حرارة وقوة اتحاد الدول العربية وتضامنها أمام كل اعتداء أو ضرر يصيبها أو يصيب واحدة منها واستنكر بشدة العدوان على مصر الشقيقة واثبت حق مصر في سيادتها وسلامة أراضيها وأعلن أنهم جميعا صف واحد وانهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
وهذا نص البيان المشترك التاريخي :
في العاشر والحادي عشر من ربيع الثاني 1376 الموافق الثالث عشر والرابع عشر من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1956 اجتمع في بيروت بناء على دعوة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية صاحب الجلالة الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وصاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وسيادة الرئيس عبد الفتاح محمد المغربي رئيس مجلس السيادة السوداني ، وصاحب الفخامة السيد شكري القوتلي رئيس جمهورية سوريا ، وصاحب الجلالة الملك فيصل ملك المملكة العراقية وصاحب الفخامة السيد كميل شمعون رئيس الجمهورية اللبنانية وصاحب الدولة السيد مصطفى بن حليم رئيس مجلس وزراء ليبيا نيابة عن مليكها والسيد عبد الحميد غالب سفير مصر في بيروت نيابة عن سيادة رئيس الجمهورية المصرية وصاحب السمو الملكي الأمير سيف الإسلام محمد البدر ولى عهد المملكة المتوكلية اليمنية نيابة عن مليكها .
وذلك لدرس الموقف الناجم عن العدوان الذي أقدمت عليه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر وقطاع غزة ، وللاتفاق على ما يجب عمله لمناصرة مصر في دفاعها المجيد عن سلامة أراضيها وسيادتها معتبرين أن هذا العدوان على مصر هو عدوان على البلاد العربية جميعا . وقد استعرض المجتمعون بارتياح التدابير التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرارات الصادرة بأغلبية ساحقة في 2 ، 4 ، 7 تشرين الثاني 1956، وقدروا مجهود الدول المحبة للسلام التي ساهمت في إصدار القرارات المذكورة القاضية بوقف القتال وسحب القوات المعتدية فورا من الأراضي المصرية والعودة إلى وراء خطوط الهدنة ، وقد اجتمع الرأي على مايلي:
أولا – ضرورة تنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المذكورة أعلاه وإذا رفضت بريطانيا وفرنسا الامتثال لقرارات الأمم المتحدة وامتنعتا عن سحب قواتهما من الأرض المصرية فوراً وبدون قيد ولا شرط وكذلك إذا خالفت إسرائيل قرارات الأمم المتحدة وامتنعت عن سحب قواتها إلى ما وراء خطوط الهدنة دون قيد ولا شرط وإذا تسبب عن موقف أي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل تأزم جديد من شأنه أن يؤدى إلى استئناف الأعمال العسكري، اعتبرت بريطانية وفرنسا مسؤلة بالتضامن عن استمرار الاعتداء وحينئذ تباشر كل من الدول الممثلة في هذا المؤتمر فورا فيما يخصها وعملا بحق الدفاع المشروع عن النفس بتطبيق أحكام المادة الحادية والأربعين من ميثاق الأمم المتحدة واتخاذ التدابير الفعالة التي تسمح بها أقصى إمكانياتها وفقا لالتزاماتها بمقتضى المادة الثانية من معاهدة الدفاع المشترك العربي.
ثانيا- الحرص على فصل قضية قناة السويس عن الظروف التي رافقت الاعتداء على مصر واعتبارها قضية مستقلة قائمة بذاتها والعمل على حلها حلاً يتفق مع مقتضيات سيادة مصر وكرامتها وذلك في نطاق الأمم المتحدة ، وبمفاوضات تجري بين الفرقاء المعنيين بعيداً عن أي مظهر من مظاهر الضغط والتدخل والإكراه وعلى أساس معاهده 1888 والمبادئ الستة التي أقرها مجلس الأمن في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1956 .
ثالثاً- تأييد مطالب الشعب الجزائري في نضاله حتى يحقق أمانيه القومية والاستقلال والسيادة وأن المجتمعين يتوجهون بتحية الأخوة الصادقة والتقدير والإعجاب إلى سيادة رئيس الجمهورية المصرية جمال عبد الناصر وإلى القوات المصرية المسلحة وإلى الشعب المصري مقدرين وطنيتهم وتفانيهم في الدفاع عن سلامة مصر وسيادتها وعن القومية العربية وكرامة شعوبها وعزتها .
وفي صباح يوم الجمعة غادر جلالة الملك المعظم لبنان مودعاً بمثل ما ستقبل به من حفاوة وتكريم ميماً شطر المسجد الأموي في دمشق ليؤدي صلاة الجمعة وكان يرافقه في عودته فخامة رئيس الجمهورية وكان في استقبالهما كافة طبقات الشعب السوري ورجال حكومته ، وبعد الصلاة عاد جلالته إلى دار السفارة السعودية بدمشق . وفي صباح اليوم التالي قبل جلالته دعوة
سمو الأمير فواز الشعلان رئيس قبيلة الروله في بلدته عدره ، التي تبعد عن دمشق 30 كيلو متراً ليتناول طعام الغداء ثم أستأنف جلالته السفر إلى طريف ومن طريف عاد جلالته على متن الطائرة إلى الرياض .
المرجع-أضواء على المملكة العربية السعودية 1377 بقلم الشيخ عبدالله بلخير