تبنِّي الثورة الجزائرية

تبني الثورة الجزائرية 1954-1962م
 

بلغت حملة التبرعات لسنة 1956 م في يوم الجزائر أربعة ملايين و200 ألف ريال سعودي، وأصدر الملك سعود أمراً ملكيا بمنح الجزائر 250 ألف جنية إسترليني،ودرجت العادة في السعودية بجمع التبرعات في يوم الجزائر من كل سنة برعاية الملك حتى ضربت المساعدة السعودية للثوار الجزائريين رقما قياسياً .

كانت المصانع الحربية في الخرج و التي أنشئت في عهد الملك عبدالعزيز تحت إشراف خبراء فرنسيين من شركة مانوران تنتج الذخيرة و في عهد الملك سعود ،كانت تشحن كميات من الذخيرة تنقل من الخرج إلى جده و منها بحراً ألى مصر سفاجه ثم تحملها قوافل الجمال مخترقة الصحراء الكبرى بالتعاون مع مصر لمد المجاهدين بالذخيرة حتى اكتشف الفرنسيون ذلك قام خبراء شركة مانوران في الخرج بمحاولة تفجير المصانع الحربية في الخرج أثناء زيارة الملك سعود للمصانع و اكتشفت الاستخبارات السعودية ذلك في آخر لحظة تم بعدها إبعاد شركة مارونان الفرنسية وكان يرأس الاستخبارات اللواء سعيد الكردي و هو المشرف على نقل الذخيرة .


 
الجزائر تشكر الملك سعود

وأعربت الجزائر على لسان ممثلها لدى الجامعة العربية السيد أحمد توفيق المدني عن شكرها للملك سعود وللشعب السعودي ببيان أصدره في القاهرة يوم 9 ذي الحجة سنة 1376هـ، وهذا نصه : 

" إن جلالة الجالس على العرش السعودي ، يرعى القضية الجزائرية منذ أول يوم بدأت فيه مشكلتنا ، ويحس مع الشعب الجزائري بهذا الإحساس الكريم ، فقد قام جلالته ويقوم ببذل كل ما يستطيع في سبيلنا نحن الجزائريين ، ولن يمضي وقت طويل إن شاء الله ، حتى تصبح الجزائر بلدا مستقلا.

" إن الدور العظيم الذي يقوم به جلالته ، ليس مبنيا على الدعايات وأقوال الصحف ، وإنما هو مبني على ما يراه المجاهدون الجزائريين رأي العين ، وما يعلمونه علم اليقين من أعمال جلالته لتحقيق استقلال الجزائر وتأييد المجاهدين ، وأن التاريخ ليسجل بكل فخر صحائف مجد وعظمه لجلالته في هذا المضمار.


 
الملك سعود يتوسط للإفراج عن الزعماء الجزائريين

ودعا الملك محمد الخامس - ملك المغرب - خمس من الزعماء الجزائريين كانوا في الخارج وهم : أحمد بنبلا ، ومحمد خيضر ، وآية أحمد ، رابح البطاط ، ومحمد بوضياف ، لزيارته في الرباط للبحث في إيجادحل لمشكلة الثورة .

ولما جاءوا تم الاتفاق بينهم وبينه على السفر إلى تونس للاجتماع بملكها محمد الأمين والاتفاق على خطة موحدة إذ أمكن .

وأخذ الملك طائرة خاصة يوم 23 تشرين أول 1956 م مع مرافقيه إلى تونس ، أما الضيوف فأخذوا طائرة أخرى حطت بهم في الجزائر - بدلا من تونس - وسلمتهم للسلطة الفرنسية فنقلتهم إلى باريس وزجتهم في السجن .

واهتز العالم العربي لهذا الغدر وارتفعت أصوات الاحتجاج تطلب الإفراج عن المعتقلين .

ودعا الملك سعود سفير أميركا لدى حكومته يوم 24 منه، فأبلغه ما يساوره من بالغ القلق بالنسبة إلى خطورة الموقف في الجزائر ، ولفت نظر الحكومة الأمريكية لهذه الحالة وطلب منها أن تبذل مساعيها الحثيثة لإطلاق سراح الزعماء المعتقلين خيانة وغدرا.

وعبر البيان الرسمي الذي أصدرته الحكومة يوم 24 تشرين أول عن صدق العاطفة نحو المعتقلين كما يلي:

" على أثر اعتقال السلطات الفرنسية لبعض زعماء الجزائر في ظروف لا تقرها القوانين الدولية أمر حضرة صاحب الجلالة الملك وزارة الخارجية بتوجيه نظر الحكومة الفرنسية إلى النتائج الخطيرة التي يؤدى إليها هذا الاعتقال بالنسبة للسلم ، مع المطالبة بالإفراج عنهم فورا حتى لا تتعقد الأمور ، وتزداد الحالة خطورة في الجزائر ، بل في الشرق الأوسط عامة ، وأن حكومة جلالة الملك لتأمل أن تتغلب الحكمة وبعد النظر ، ويتم الإفراج عن هؤلاء الزعماء في أسرع وقت ممكن حتى تهدأ الأمور ويصل إلى الحل السلمي الذي هو هدف كل محب للسلام".

وأبرق الملك سعود إلى جلالة الملك محمد الخامس بهذا المعنى.

 
الملك سعود يتبرع بنفقات العيد

وحل عيد جلوس الملك لسنة(1376 هـ \1956م) فأصدر جلالته أمرا بإلغاء الاحتفالات ، وأن تجمع النفقات التي جرت العادة بإنفاقها ، وترسل لمساعدة الجزائر.
 
الملك يتبنى قضية الجزائر في الأمم المتحدة

وأصدرت الحكومة تعليمات إلى مندوبها لدى الأمم المتحدة ، بأن يكرس أوقاته وجهوده لتأييد قضية الجزائر ، والدفاع عن حق الشعب الجزائري ، وانتدبت الأستاذ أحمد الشقيري لهذه المهمة.
 
الملك يرفض إعادة العلاقات السياسية مع فرنسا

وتقدمت الحكومة الفرنسية بعد جلاء جنودها عن أراضي مصر ، تطلب استئناف العلاقات السياسية مع الحكومة السعودية فوافقت شرط أن يتم ذلك بعد الاعتراف باستقلال الجزائر وإعادة حقوق هذا الشعب إليه.

وقد ظلت الحكومة السعودية ترعى قضية الجزائر ، وتمدها بالإعانات الكثيرة والأموال الطائلة حتى حصلت على الاستقلال سنة 1962 م.


تاريخ الملك سعود تاليف سليم واكيم


جلاَلة المِلك المعظم يصدر أمره بتوجيه نظر الحكومة الفرنسية إلى النتائج الخطيرة التي ستنشأ من اعتقال زعماء الجزائر


أذاعت المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر البيان الآتي :

على إثر اعتقال السلطات الفرنسية لبعض زعماء الجزائر في ظروف لا تقرها القوانين الدولية أمر حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وزارة الخارجية بتوجيه نظر الحكومة الفرنسية للنتائج الخطيرة التي يؤدي إليها هذا الاعتقال بالنسبة للسلم مع المطالبة بالإفراج عن المعتقلين فوراً حتى لا تتعقد الأمور وتزداد الحالة خطورة في الجزائر بل في الشرق الأوسط عموماً .

وأن حكومة جلالة الملك لتأمل أن تتغلب الحكمة وبعد النظر ويتم الإفراج عن هؤلاء الزعماء في أسرع وقت حتى تهدأ الأمور ويصار إلى الحل السلمي الذي هو هدف كل محب للخير والسلام. 


صحيفة البلاد السعودية – العدد 2283


مذكرة إحتجاج إلى الأمم المتحدة 

الملك سعود يرعى قضية الجزائر في المحافل الدولية

تحدث الشيخ أسعد الفقيه الممثل الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي فصرح بأن مجلس الأمن هو الهيئة المختصة التي تستطيع إصدار الأمر بوقف إطلاق النار في الجزائر وقد أرسل وفد المملكة العربية السعودية مذكرة إلى الأمم المتحدة ( إن العمليات الحربية التي يقوم بها الجيش الفرنسي ضد قوات الوطنيين تزداد كل يوم شدة وقسوة فالسلطات الفرنسية تقبض على مئات من المواطنين - وألغيت الأحزاب الوطنية وعطلت الصحف وفرضت القيود المشددة على حريات الأفراد . كما أن هذه السلطات أصدرت أوامرها إلى الآلاف من أهل البلاد بإخلاء دورهم حين قامت القوات الفرنسية باحتلال مدن بأسرها في المناطق المحيطة بمراكز الوطنيين القائمين بكفاحهم المسلح . وقد صرح الأمير عبد الكريم الخطابي أن شمال أفريقيا جميعه يذكر هذا الفضل للملك العربي العظيم ويقدر له هذه الرعاية الكريمة .

 
المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات
المصدر: صرخة العرب
التاريخ: فبراير 1955

 

برقيتا جلالة الملك المعظم إلى صاحبي الجلال ملكى تونس وسلطان مراكش
 
بمناسبة اعتقال السلطات الفرنسية للزعماء الجزائريين
أذاع راديو مكة المكرمة البارحة مايلي:
 
على أثر الحادثة الفظيعة التي أقدمت عليها السلطات الفرنسية في المغرب العربي بالغدر بزعماء الجزائر وقادتها وإلقاء القبض عليهم غمرت البلاد السعودية من أقصاها إلى أقصاها موجه شعور من الاستياء والاستنكار هم الشعب بأسره وكان حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله المعبر الصادق عن عواطف شعبه لذاخرة في هذا الحادث فقد بعث جلالته أمس برقيتين في هذا الصدد إلى كل من حضرة صاحب الجلالة بأي تونس وحضرة صاحب الجلالة ملك المغرب الأقصى هذا نصهما:
 
حضرة صاحب الجلالة الأخ محمد المنصف الأمين بأي تونس لقد علمت بكثير من الاستياء والاستنكار بأقدام السلطات الفرنسية على اعتقال خمسة من زعماء الجزائر وهم في طريقهم إلى بلاد جلالتكم بعد أن كانوا في حمى وذمار جلالة سلطان المغرب وهذا يتنافى مع أبسط قواعد المجاملة بل وأصول المعاملات التي تواصفت عليه الأمم في جميع الازمان ومما يزيد في خطورة هذا التصرف أن يتم في وقت تتضافر الجهود فيه لتهدئة الحالة في الجزائر تمهيداً لحل قضيتها حلاً سياسياً عادلاً وان النتائج المترتبة على هذا الحادث لا يمكن التكهن في المبالغة بخطورتها لا بالنسبة لشمال أفريقيا فحسب بل وبالنسبة للعالم العربي والشرق الأوسط عموما وقد وجهنا نظر الحكومة الفرنسية إلى هذه الحالة وطالبناها بتغليب الحكمة وبعد النظر وذلك بإطلاق سراح المعتقلين فوراً وإننا لمتضامنون مع جلالتكم فيما بذلتم وتبذلون من جهود لحل هذه الأزمة وسيكتب الله نصره للعاملين المخلصين والسلام عليكم ورحمة الله .

 

التوقيع الملكي الكريم
سعود

 


حضرة صاحب الجلالة الأخ محمد الخامس سلطان المغرب – الرباط ..
 
لقد علمت بكثير من الاستياء والاستنكار أقدام السلطات الفرنسية على اعتقال خمسة من زعماء الجزائر في الوقت الذي كانوا فيه في حماكم وتحت رعايتكم مما يتنافى مع ابسط قواعد المجاملة بل وأصول المجاملات التي تواضعت عليها الأمم في جميع الازمان ومما يزيد في خطورة التصرف أن يتم في وقت تتضافر فيه الجهود فيه لتهدئة الحالة في الجزائر تمهيداً لحل قضيها حلا سلميا عادلاً وأن النتائج المترتبة على هذا الحادث لا يمكن المبالغة في التكهن بخطورتها لا بالنسبة لشمال أفريقيا فحسب بل وبالنسبة للعالم العربي والشرق الأوسط عموما وقد وجهنا نظر الحكومة الفرنسية إلى هذه الحالة وطالبناها بتغليب الحكمة وبعد النظر وذلك بإطلاق سراح المعتقلين فوراً وإننا لمتضامنون مع جلالتكم فيما بذلتم وتبذلون من جهود لحل هذه الأزمة وسيكتب الله نصره للعاملين المخلصين والسلام عليكم ورحمة الله .
 
التوقيع الملكي الكريم
سعود


صحيفة البلاد السعودية العدد2283



 



نداء الملك سعود رحمه الله النادر حيث يظهر مدى إنسانية حكمه
 

نداء الملك سعود رحمه الله النادر حيث يظهر مدى إنسانية حكمه . وحمل هم الوطن العربي منذ 50 عاماً
الملك سعود يعمل على حقن الدماء في الجزائر نداء جلالته إلى الجزائريين و العالم العربي . طـُبعت في مطبعة ]الناقد[ - دمشق
العدد 6 الاثنين 10 ايلول 1962 م
11 ربيع الثاني 1382 هـ
(نداء عام موجه من حضرة صاحب الجلالة الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى الجزائريين و العالم العربي أن النصر المؤزر الذي وصلت إلى تحقيقه الجزائر المكافحة بعد سبع سنوات طوال من الصراع والجهاد الحق في سبيل الاستقلال وفي سبيل خلق الجزائر الحرة المستقلة , يكاد يضيع في خضم الخلافات الراهنة بين الزعماء الجزائريين في الوقت الذي لم تنته فيه أفراح العالم العربي بذلك النصر المبين , وان الخلاف الشديد بين وجهات النظر في الجزائر اليوم يكاد يطيح بكل المعاني النبيلة السامية و المثل الرفيعة للكفاح و الجهاد و المبادئ الكبرى التي ضربتها الثورة الجزائرية للعالم أجمع , ويكاد يطيح أيضاً بكل المثل التي وضعتها الثورة الجزائرية للثورات و للنضال في سبيل الحرية وفي سبيل التخلص من الاستعمار ؛ وان الحفاظ على نتائج هذا النضال الطويل وذلك الكفاح المرير ليس أمراً مقصوراً القيام به على الجزائريين وحدهم , و انما هو أمر يخص العالم كله عامة و العالم الاسلامي و العالم العربي بصفة خاصة . وإننا ونحن نتلقى أبناء اندلاع الحرب الأهلية في الجزائر , لا يسعنا إلا أن نهب كامل امكانياتنا و قدراتنا للعمل الجدي المخلص المجرد على اطفاء الفتنة العارمة وعلى تقريب وجهات النظر بين الأخوة المتخاصمين , ونحن فيث سبيل ذلك نهيب بالجزائر أنفسهم الذين ذاقوا مرارة الالم و شدة العذاب ولوعة القتال بأن يحكموا العقل و المنطق في هذا الوقت العصيب ليحافظوا على نتائج ثورتهم الباسلة مهما لحق أشخاصهم من تضحيات وهم الذين ضحوا بكل شئ في سبيل هذا الكيان الكريم , كما ان من الواجب أن نذكر اخواننا الجزائريين بأن العدو لا يزال يتربص بهم الدوائر ولا يزال لهم بالمرصاد وخليق بالابطال الذين ضربوا أروع أمثلة البطولة و الكفاح للعالم أن يضربوا أمثلة جديدة في التضحية و الحكمة و ضبط النفس بالشكل الذي يحقق للثورة نتائجها السعيدة , كما و أننا نهيب بالدول العربية جمعاء شعوباً و حكومات و أفراد أن يبذلوا كل مالديهم من الوسائل والامكانيات لاطفاء نار الفتنة وتقريب وجهات النظر المختلف عليها و ايقاف الحرب الاهلية القائمة في الجزائر الآن و التي لا يقرها شئ من دين أو عقل أو حكمة . وفي سبيل ماندعو إليه فقد قررنا ايفاد بعثة خاصة برئاسة وزير دفاعنا للقيام بواجب المحاولة الجادة الفعالة للاتصال بالمسؤولين بالمسؤولين في الجزائر و العمل معهم على ما يحقن الدماء ويصون الارواح ويحفظ للجزائر نتائج ثورتها المباركة ويوحد بين قلوب أبنائها على الخير و الفلاح . كما اننا وجهنا دعوة الى الجامعة العربية للانعقاد بشكل استثنائي طارئ تدرس فيه الوسائل التي ينبغي ايجادها للتغلب على هذا الموقف العصيب . وفي نفس الوقت فقد طلبنا من رؤساء الدول العربية العمل على بذل ما في وسعهم جماعات و وحداناً لاطفاء نار هذة الفتنة , سائلين الله تعالى نجاح هذة المساعي وتوفيق الجزائريين الى الرجوع الى طريق الحق و الحكمة و السداد , و الله ولي التوفيق ) .
الناقل / المُـجـلي


ديسمبر 12   2012م