*صورتان نادرتان ، تختصران شروحاً مستفيضة عن مزية بارزة في منهج الحكم السعودي، تقوم على إستقطاب محبة الناس و ولائهم بل و إحتواء الخصوم بالمحبة و البر و العفو و الإحسان ،* *الملك سعود بن عبد العزيز ، والشيخ محمد الطويل

*الملك سعود بن عبد العزيز ، يزور الشيخ محمد الطويل ، في منزله بجدة ، عندما علم بمرضه ، و يجلس في تواضع بالغ الى جوار سريره ، يحادثه و يطمئن على صحته ، و عندما يصر الشيخ محمد الطويل ، على وهنه ، أن يودع الملك عند مغادرته حتى باب المنزل الخارجي ، يبادر الملك سعود ، فيسنده بيديه في مشيته ، معاوناً إبنه يوسف الطويل (رئيس نادي الاتحاد الأبرز ) ،*

PHOTO-2021-02-08-19-41-06.jpg

PHOTO-2021-02-08-19-41-07.jpg


من هو محمد الطويل ، الذي يزوره ملك البلاد في منزله حال مرضه ، و يسنده بيديه في مشيته ؟!!

*محمد الطويل ، هو أحد رجالات العهد الهاشمي البارزين ، و السياسيين الفاعلين ، كان رئيس الحزب الوطني الحجازي ، و ناظر عموم الرسوم ( وزير مالية) في الحجاز ،*

*ظل مخلصاً للهاشميين ، فعند دخول الملك عبد العزيز مدينة جدة ، آثر محمد الطويل ، مع عدد آخر ، مغادرة البلاد ، و تنقل ما بين عدة بلدان ، و شارك في تأسيس حزب الأحرار الحجازي في القاهرة ، المناوئ للمملكة ، و الهادف الى تقويض الامن فيها ، و الذي نفذ بالفعل عملين عدوانيين ؛ من شمال الحجاز ، فيما عرف بثورة إبن رفادة ، و من جنوب الحجاز ، فيما عرف بحركة الأدارسة ، كتب الله تعالى النصر التام فيهما للملك عبد العزيز ،*

*و بعد أن توج الملك عبد العزيز مسيرة جهاده لتوحيد المملكة ، بإعلان قيام المملكة العربية السعودية ، في 1351هـ ( 1932م ) ، أصدر بتاريخ 7 شوال 1353هـ مرسوما ملكياً كريماً برقم 19/1/23 ، يقضي بالعفو العام عمن هم خارج البلاد ، ( رغبة في أن يكون جميع أبناء شعبنا متكاتفين متعاضدين على ما فيه خدمة وطنهم و أمتهم )،*

*فشرع الذين كانوا في الخارج بالعودة فرادى ، ليستقبلهم الملك عبد العزيز ، في مجلسه ،و يكرمهم غاية الإكرام ، و يخصهم بجلسات خاصة معه في مجلسه ( المختصر ) ، و يصطنعهم رجالاً تناط بهم مسؤوليات مفصلية في أجهزة الدولة ، و يمحضهم ثقته ، و يخاطب محمد طاهر الدباغ ( رئيس حزب الأحرار الحجازي) ، بقوله ( لا شك أن المعارف هي أساس نهضة الأمة، و هي قلب الدولة النابض ، و لذلك فقد أمرت بإسناد مديرية المعارف العامة في المملكة إليك ، ليعلم الناس أنا وضعناك في قلوبنا ) ، و يعين عبد الرؤوف الصبان ، أميناً للعاصمة المقدسة ، و يعين عبد الحميد الخطيب ( والد زميلنا البروفيسور ياسر الخطيب ) ، عضواً في مجلس الشورى ، ثم سفيراً للملكة في كل من باكستان و أفغانستان و إندونيسيا ، و يكلف محمد الطويل ، بمرفق الجمارك العامة ، و يسند مديرية إحصاء النفوس الى محمد عبد الله صادق، *

*فكان أن قابلوا جميعهم ثقة الملك عبد العزيز ، بالعهد بالإخلاص له ، و بادلوه وفاء بوفاء ، وحباً بحب ، و انطلقوا متفانين في تشييد لبنات التأسيس الاولى في نهضة المملكة و تنميتها ، في المرحلة التي سبقت انشاء مجلس الوزراء في 1373هـ ، و يحفظ تاريخ التنمية في المملكة لتلك النخبة المباركة ، دورهم التأسيسي الرائد في المجالات التي تبؤوا مسؤولياتها*

*رحم الله تعالى باني الدولة و صانع الرجال ، الملك عبد العزيز و أبنائه البررة ، و رحم الله تعالى تلك النخبة المباركة الصالحة ، الذين سجلوا بمداد من نور إنجازات عظيمة في سائر مجالات البناء و التنمية .*

*و رحم الله تعالى الجميع *