خطاب الملك سعود بمناسبة التوسعة

صاحب الجلالة الملك سعود عَاهل الجزيرة العربية
يضع صباح أمس الحجر الاساسى لعمارة وتوسعة المسجد الحرام
 
خطاب جلالة الملك في هذه المناسبة التاريخية العظيمة
الفـــــرحـــــة الكبـــــرى بـــــهـــــذا اليـــــوم الخـــــالــــــد
 
بلاغ من المديرة العامة للإذاعة والصحافة والنشر ...
 
في احتفال إسلامي عظيم وضع حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الحجر الأساسي لعمارة المسجد الحرام وتوسعته منذ الصباح الباكر من فجر هذا اليوم الخميس الثالث والعشرين من شعبان عام 1375 بدأت الوفود الغفيرة تفد إلى السرادق الكبير الذي نصب أمام المسجد الحرام ناحية باب الصفا وكان في مقدمة هذه الجموع أصحاب الفضيلة العلماء وحضرات أصحاب المعالي الوزراء وسدنة البيت الحرام وقد شارك في هذا الاحتفال الإسلامي التاريخي العظيم حضرات أصحاب المعالي والسعادة أعضاء الوفود العربية الإسلامية الرسمية والوفود الصحفية التي تزور البلاد الآن وفي تمام الساعة الواحدة والنصف من هذا الصباح تشرف جلالته في موكبه الكريم يحف به حضرات أصحاب السمو الملكي أمراء البيت المالك وبعد أن تصدر جلالته السرادق افتتح الحفل بآية من الذكر الحكيم تلاها فضيلة الشيخ جميل آشي ثم ألقى خطاب حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم في هذه المناسبة الجليلة نجل جلالته حضرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد وفيما يلي نص الخطاب الملكي الكريم:

باسمك اللهم نفتتح أعمالنا

ونسألك ان تكللها بالنجاح ونستهديك للصراط المستقيم ونستر شدك لما يصلح حالنا ومآلنا ونصلى ونسلم على نبينا محمد أفضل الخلق واشرف المرسلين وإمام المتقين وآله وصحبه أجمعين.
 
وباسم الله العزيز القدير أضع الحجر الأساسي لتوسعة المسجد الحرام توسعة تفسح لعبادك المتعبدين فيه أداء عباداتهم في رفق وطمأنينة وخشية وسكينة راجياً بذلك رضاءك.
 
واسأل القبول والتوفيق لصالح الأعمال وإتمام هذا العمل المبارك على أحسن حال أنك على ما تشاء قدير ونقول كما قال نبي الله إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) .
 
والحمد لله رب العالمين..
 
وبعد ذلك ألقى سعادة الشيخ محمد صالح القزاز خطاب معالي وزير الدولة الشيخ محمد بن لادن المشرف على تنفيذ المشروع حيث تحدث فيه عن تاريخ العمارات السابقة للمسجد وذكر أن الزيادة التي أمر جلالته بإضافتها تبلغ ضعف المساحة الحالية للمسجد { والخطاب منشور بهذه الصفحة } وبعد انتهاء الخطاب نهض جلالته إلى حيث أقيم جانب من البناء يمثل آخر امتداد للزيادة الجديدة وبعد أن وقع جلالته المحضر المعد لذلك أرسى الحجر الاساسى للمشروع بيده الكريمة بينما تعالى الهتاف والدعاء بحياة جلالته الغالية وبأن يحقق الله على يده الخير والرفعة والمجد للإسلام والمسلمين ثم قصد جلالته صوب المسجد الحرام حيث قضى بعض الوقت في الطواف والصلاة ومن ثم توجه برعاية الله في طريقه إلى جدة ومنها استقل الطائرة الملكية وفي معية جلالته أعضاء الوفود الرسمية الصحية والصحفية إلى الطائف حيث سيقوم جلالته بافتتاح مستشفى السل الجديد بالسداد رافقت جلالته السلامة في الحل والترحال...

 
برقية مجلس الشورى المرفوعة إلى جلالة الملك المعظم
بمناسبة وضع الحجر الأساس لعمارة المسجد الحرام - وافتتاح المحجر الصحي في جدة ومدينة المصدورين في حداء..
 
الجواب الملكي
الشيخ احمد إبراهيم الغزاوى نائب رئيس مجلس الشورى ..
نشكركم وإخوانكم أعضاء المجلس على أريحيتكم وشعوركم ونسأل الله أن يأخذ بيدنا لكل ما فيه خير لهذا الوطن وللمسلمين والعرب وان يوفقنا لما فيه مرضاته ..
 
سعود

 

جلالة مولاي الملك المفدى..
بمناسبة المهرجانات الكبرى التي تغمر البلاد المقدسة في هذه الأيام التاريخية الخالدة بافتتاح جلالتكم أعظم المحاجر الصحية في الشرق الأوسط ومدينة المصدورين ووضع الحجر الاساسى لعمارة المسجد الحرام تلك العمارة الفذة التي اختص الله جلالتكم بها في ( أول بيت وضع للناس ) والتي تلهج بشكر الله عليها قلوب أربعمائة مليون مسلم في مختلف أقطار الأرض يتقدم مجلس الشورى بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن كافة طبقات الشعب بعرض اخلص تهانيه على السدة الملكية العالية ويرفع أكف الضراعة إلى الله العلى القدير أن يمد في حياة جلالتكم ويؤيدكم بنصره وتوفيقه ويعيد بجلالتكم أمجاد العرب والمسلمين وان يحقق آمالهم في المستقبل الباهر العظيم تحت ظل عرشكم المفدى بما تقربه عيون الأصدقاء وتنكبت به قلوب الحاسدين .
 
وإن المجلس وشعبكم الوفي الأمين ليشعران بالفخر والاعتزاز العظيمين بما منح الله به جلالتكم من توفيق دائم وعمل صالح ومآثر خالدة تقاصرت عنها همم العصور الطويلة وصدق الله العظيم ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ) حفظ الله جلالتكم ذخرا لدينه وحصنا منيعا للإسلام والعرب مولاى .
 
 
 
نائب رئيس مجلس الشورى
أحمد بن إبراهيم الغزاوى

 
خطاب صاحب المعالي وزير الدولة الشيخ محمد بن لادن
بين يدي جلالة الملك المعظم
ننشر فيما يلي نص الخطاب الذي ألقاه صاحب السعادة الوزير المفوض الشيخ محمد صالح القزاز نيابة عن معالي الشيخ محمد بن لادن في حفل وضع الحجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام صباح أمس بين يدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم
 
الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
 
يا صاحب الجلالة:
قال الله سبحانه وتعالى:
( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ).
 
إن الله تبارك وتعالى قد خصكم برحمته واصطفاكم بفضله وأحاطكم برعايته وتوفيقه ففي الأمس القريب قمتم بعمارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فوسعتم أرجاءه وقومتم بنيانه وبلغكم الله أمنيتكم بإكماله فتم في عهدكم الزاهر عل أحسن نظام وأجمل ترتيب.
 
وها أنتم يا مولاي عازمون على عمارة المسجد الحرام فتضعون اليوم بيدكم اللبنة الأولى في بناء هذا المسجد الحرام الذي جعله الله للناس سواء العاكف فيه والباد.

 
يا صاحب الجلالة:
كان المسجد الحرام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه وليس عليه جدار يحيط به وكانت الدور محدقة به من كل جانب وبين الدور أبواب يدخل منها الناس فلما أن إستخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه اشترى دوراً من أهلها وهدمها ووسع بها المسجد ثم جعل على المسجد جداراُ قصيراً محيطا به دون القامة فكان عمر رضي الله عنه أول من أتخذ جداراً للمسجد فلما كان زمن عثمان رضي الله عنه وكثر الناش أشترى دوراً ووسع بها المسجد الحرام وجعل للمسجد أروقة فكان أول من أتخذله الأورقة ثم لما كان زمن عبد الله بن الزبير زاد في المسجد زيادة كبيرة ثم عمره عبد الملك بن مروان ولم يزد فيه لكنه رفع جداره وسقفه بالساج ثم وسع فيه من بعد الوليد بن عبد الملك ونقل إليه أساطين الرخام ثم لما أفضت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي وسع المسجد الشريف وكانت زيادته تعدل النصف مما كان عليه قبل ومن ثم وسعه الخليفة المهدي بعده وكانت الكعبة في شق المسجد فساوى البناء حتى صارت متوسطة فيه وزاد بعده الخليفة المعتضد ثم الخليفة المقتدر بالله من خلفاء بني العباس وهكذا يا مولاي تعاقب الخلفاء والأمراء على عمارة المسجد وتجديد أجزاءه في عصور مختلفة إلى زماننا هذا حتى قيض الله جلالتكم فوفقكم إلى توسعة المسجد الحرام توسعة لم يسبق أن سجل التاريخ مثلها في كل العصور الماضية فهنيئاً لكم يا صاحب الجلالة بهذه المفخرة الخالدة وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

 

يا صاحب الجلالة:
إن مساحة الحرم الشريف الحاضرة خمسة وثلاثون ألف متر مربع وان التوسعة التي أمر جلالتكم بإضافتها إليه هي سبعون ألف متر مسطح وستكون العمارة ذات طابقين وسيحاط المسجد الشريف بشوارع واسعة وميادين فسيحة وسيتمكن الساعون بين الصفا والمروة من مشاهدة الكعبة المشرفة خلال سعيهم بعد إدخال المسعى في القسم الشرقي من المسجد الشريف وإزالة جميع الأبنية المحيطة به والتي كان وجودها متنافياً مع جلال وروعة وقدسية هذا المشعر الحرام كل هذا يا مولاي قد وضعت تصميماته طبقاً لرغبة جلالتكم وسيتم تنفيذه إن شاء الله على خير ما يتمناه جلالتكم.
 
بهذا يا مولاي كنتم أول من جعل توسعة المسجد الحرام مكونة من طابقين ليتسع المسجد لأكبر عدد من المتعبدين والمصلين وأول من صان المسعى بين الصفا والمروة من مشاغل الدنيا وجعله كجزء من أجزاء المسجد الشريف .

 

يا صاحب الجلالة:
إنكم تقفون اليوم في صف الأبطال من رجال التاريخ الإسلامي الخالد بمشروعكم العظيم وان صدى هذا المشروع سيكون له أعمق الأثر بين جميع المسلمين في جميع أقطار الأرض وسيتجاوزه إلى الأجيال القادمة وسترتفع الدعوات لجلالتكم من كل مسلم على وجه الأرض .
 
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل في حياة جلالتكم الغالية ذخراً وملاذاً للمسلمين ويبلغكم أمانيكم الطيبة حتى تشهدوا إكمال هذه العمارة كما شهدتم أولاها بالأمس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 البِلاَد السُّعُودَية - صَحيفَةُ الشعب