تكشف قصة حفر أول بئر مائي في الرياض قبل 50 سنة والمهندس الفرنسي الذي أكد بأن الرياض تنام على بحر من الماء الحلو
كتب - طلعت وفا:
عانت الرياض في الخمسينات الميلادية مشكلة المياه .. حيث كان بها شح شديد منها . الأمر الذي دعى إلى جلب المياه من المنطقة الشرقية من على بعد 450 كيلو متراً .
خلال تلك الفترة تقدمت شركة زينة لها خبره طويلة في استكشاف الآبار الارتوازية إلى الملك سعود - رحمه الله - تطلب فيه البحث عن مياه جوفيه في منطقة الرياض.
عرض الأمر على المسؤولين السعوديين ورأى على حسب قول رئيس الشركة الملك فيصل - رحمه الله - ولى العهد بأن هناك إمكانية في ذلك رغم قيام فريق أمريكي بالحفر في المنطقة في عام 1939 وعندما وصل السيد لوسيان شاونسون الجيولوجي الفرنسي بدأت قصة حفر أول بئر للمياه الجوفية في منطقة الرياض .. وفيما يلي نص تلك القصة حسب ما ذكرته شركة سيفيج الفرنسية المتخصصة في معالجة المياه:
شركة فرنسية تسهم في حل أزمة المياه:-
عند وصول لوسيان شادنسون مدير شركة سيفيغ وروما كاربوف الجيولوجي بنفس الشركة للرياض في 19 نوفمبر 1954م . كانت العاصمة السعودية تواجه تهديداً كبيراً ، يتمثل في قلة المياه لدرجة إن المياه كانت تجلب يومياً بواسطة السيارات من مدينة الظهران على بعد 400 كيلو متر.
ولاحظ رومان كاربوف من خلال الخبرة التي حصل عليها من العمل في الصحراء الإفريقية ودراسة الخرائط الجوية للمملكة أن التكوين الجيولوجي لمنطقة الرياض شبيه بالتكوين الجيولوجي للأجزاء الشمالية من الصحراء الإفريقية ، ويعني ذلك احتمال وجود أحواض مائية عميقة . وتناقض هذه النتائج ما توصل إليه فريق أمريكي في عام 1939، بعد حفر 802 آبار . وابلغ كاربوف الملك سعود إن هناك أسبابا وجيهة تجعله يعتقد في وجود حوض مائي.
وطلب من الملك أن يسمح له بإجراء تحليل جيولوجي عميق . وحلق كل من شاد ينسون وكاربوف لمدة يومين بطائرة مستأجرة في أجواء الرياض لاستكشاف الكثبان الرملية حول العاصمة السعودية . بعد ذلك قام كاربوف بمسح أرضي للمنطقة غطى ماسحه 2.000 كيلو متر من المناطق الجبلية الوعرة ، وتحقق بعد ذلك من وجود حوض مائي أحفوري تحت مدينة الرياض على عمق 1.000 كيلو متر ، يحتوى على كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب ، كما إن هذا الحوض يمتاز بان مياهه تصعد بصورة طبيعية في الآبار إلى مسافة قريبة من سطح الأرض.
وعرضت هذه النتائج لجلالة الملك في 18 ديسمبر 1954، حيث قام بالتوقيع في حضور كاربوف والمهندس بيليه الذي بعثته شركة سيفيغ للرياض للمشاركة في المفاوضات ـ اتفاقية لحفر أربع آبار في الرياض ، تقوم بتنفيذها شركة هايدروليك أفريك ، التابعة لشركة سيفيغ ، وبدأ حفر أول بئر في 17 مارس 1955 وفي نوفمبر 1955 عاد كاربوف للرياض ليشرف على المراحل النهائية للحفر ، ووصل الحفر في ذلك اليوم إلى عمق 820 متراً وفي الثاني من مارس أخرجت الحفارات أول ترسيبات من الحجر الرملي ، وفي السابع من نفس الشهر وصل الحفر إلى المياه على عمق 1.125 متراً وفي 14 مارس 1956 كللت المساعي بالوصول إلى مصدر غني بكميات كبيرة من المياه التي صعدت إلى عمق 50 متراً فقط من سطح الأرض ، وهكذا تحققت توقعات كاربوف حيث وجدت المياه تحت مدينة الرياض وبكميات كبيرة وتواصل الحفر إلى عمق 1.307 أمتار وركبت الطلمبات وبدأ استخراج المياه في 21 سبتمبر 1956. وصعدت المياه كما كان متوقعاً إلى عمق 42 متراً من السطح وبقدرة ضخ تساوي 200 متر مكعب في الساعة.
جريدة الرياض
الاثنين 6 صفر 1427هـ - 6 مارس 2006م - العدد 13769 - السنة الثالثة والأربعون.
كتب - طلعت وفا:
عانت الرياض في الخمسينات الميلادية مشكلة المياه .. حيث كان بها شح شديد منها . الأمر الذي دعى إلى جلب المياه من المنطقة الشرقية من على بعد 450 كيلو متراً .
خلال تلك الفترة تقدمت شركة زينة لها خبره طويلة في استكشاف الآبار الارتوازية إلى الملك سعود - رحمه الله - تطلب فيه البحث عن مياه جوفيه في منطقة الرياض.
عرض الأمر على المسؤولين السعوديين ورأى على حسب قول رئيس الشركة الملك فيصل - رحمه الله - ولى العهد بأن هناك إمكانية في ذلك رغم قيام فريق أمريكي بالحفر في المنطقة في عام 1939 وعندما وصل السيد لوسيان شاونسون الجيولوجي الفرنسي بدأت قصة حفر أول بئر للمياه الجوفية في منطقة الرياض .. وفيما يلي نص تلك القصة حسب ما ذكرته شركة سيفيج الفرنسية المتخصصة في معالجة المياه:
شركة فرنسية تسهم في حل أزمة المياه:-
عند وصول لوسيان شادنسون مدير شركة سيفيغ وروما كاربوف الجيولوجي بنفس الشركة للرياض في 19 نوفمبر 1954م . كانت العاصمة السعودية تواجه تهديداً كبيراً ، يتمثل في قلة المياه لدرجة إن المياه كانت تجلب يومياً بواسطة السيارات من مدينة الظهران على بعد 400 كيلو متر.
ولاحظ رومان كاربوف من خلال الخبرة التي حصل عليها من العمل في الصحراء الإفريقية ودراسة الخرائط الجوية للمملكة أن التكوين الجيولوجي لمنطقة الرياض شبيه بالتكوين الجيولوجي للأجزاء الشمالية من الصحراء الإفريقية ، ويعني ذلك احتمال وجود أحواض مائية عميقة . وتناقض هذه النتائج ما توصل إليه فريق أمريكي في عام 1939، بعد حفر 802 آبار . وابلغ كاربوف الملك سعود إن هناك أسبابا وجيهة تجعله يعتقد في وجود حوض مائي.
وطلب من الملك أن يسمح له بإجراء تحليل جيولوجي عميق . وحلق كل من شاد ينسون وكاربوف لمدة يومين بطائرة مستأجرة في أجواء الرياض لاستكشاف الكثبان الرملية حول العاصمة السعودية . بعد ذلك قام كاربوف بمسح أرضي للمنطقة غطى ماسحه 2.000 كيلو متر من المناطق الجبلية الوعرة ، وتحقق بعد ذلك من وجود حوض مائي أحفوري تحت مدينة الرياض على عمق 1.000 كيلو متر ، يحتوى على كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب ، كما إن هذا الحوض يمتاز بان مياهه تصعد بصورة طبيعية في الآبار إلى مسافة قريبة من سطح الأرض.
وعرضت هذه النتائج لجلالة الملك في 18 ديسمبر 1954، حيث قام بالتوقيع في حضور كاربوف والمهندس بيليه الذي بعثته شركة سيفيغ للرياض للمشاركة في المفاوضات ـ اتفاقية لحفر أربع آبار في الرياض ، تقوم بتنفيذها شركة هايدروليك أفريك ، التابعة لشركة سيفيغ ، وبدأ حفر أول بئر في 17 مارس 1955 وفي نوفمبر 1955 عاد كاربوف للرياض ليشرف على المراحل النهائية للحفر ، ووصل الحفر في ذلك اليوم إلى عمق 820 متراً وفي الثاني من مارس أخرجت الحفارات أول ترسيبات من الحجر الرملي ، وفي السابع من نفس الشهر وصل الحفر إلى المياه على عمق 1.125 متراً وفي 14 مارس 1956 كللت المساعي بالوصول إلى مصدر غني بكميات كبيرة من المياه التي صعدت إلى عمق 50 متراً فقط من سطح الأرض ، وهكذا تحققت توقعات كاربوف حيث وجدت المياه تحت مدينة الرياض وبكميات كبيرة وتواصل الحفر إلى عمق 1.307 أمتار وركبت الطلمبات وبدأ استخراج المياه في 21 سبتمبر 1956. وصعدت المياه كما كان متوقعاً إلى عمق 42 متراً من السطح وبقدرة ضخ تساوي 200 متر مكعب في الساعة.
جريدة الرياض
الاثنين 6 صفر 1427هـ - 6 مارس 2006م - العدد 13769 - السنة الثالثة والأربعون.