الاتصالات

البريد والبرق والهاتف


البريد

لقد كانت دائرة البريد تعمل في حدود ضيقة نتيجة لإمكانياتها المادية والفنية القليلة حيث كان يعمل في هذه الدائرة حوالي(250) موظفا فقط. لكن بعد أن انضمت إلى وزارة المواصلات عام(1374هـ/1954م)، وأصبحت من ضمن اختصاصاتها تغيرت أمورها واتسعت وأصبحت ذات فعالية أكبر.

وأنشئت المراكز البريدية في كبرى مناطق المملكة هي: ينبع ، جدة ، مكة، المدينة. وكانت تقبل كل أنواع البريد من حوالات ، وطرود ، والرسائل العادية ، والمسجلة... وغيرها.

أما المراكز التي أنشئت في بقية أرجاء المنطقة ومنها الرياض فلم يكن يستقبل بها سوى المراسلات العادية والمسجلة فقط. وكانت تنقل بواسطة البريد البري، والبريد الجوي ، ثم تطور البريد بعد ذلك نتيجة للإمدادات الفنية والمالية وزاد عدد مكاتب البريد في جميع أرجاء المملكة حتى بلغ عدد الخطوط البريدية(35)خطا ، ويصل إلى حوالي (500) قرية غير المدن الرئيسية وبلغ عدد المراكز البريدية حوالي (302) مركزا ، ولقد أصدرت الوزارة طابعا بريديا فئة سبعة أثمان القرش عام(1375هـ/1955م) ، كذلك ابتعثت شخصين إلى مصلحة بريد مصر للاستفادة من النظم الحديثة هناك.



البرق

كان الحجاز هو المصدر الأول لنشأة وتطور الاتصالات السعودية ، فكان أول تلغراف ذلك الذي أنشأته الدولة العثمانية أثناء حكم السلطان عبد الحميد واستخدمت الأعمدة الخشبية لحمل الأسلاك على طول سكة حديد الحجاز ، وفي عهد الملك عبد العزيز صدر أمره الكريم بالموافقة على مشروع نظام البرق ، ومن الحجاز انطلقت تقنية الاتصال في عهد الملك عبد العزيز لتعم سائر البلاد .

وفي عهد الملك سعود تم إنشاء محطات اللاسلكي (البرق) في كل من جدة ، المدينة الرياض الدمام الطائف ، وذلك بعد أن صدرت موافقة جلالته على استخدام الأجهزة اللاسلكية.

بالإضافة إلى عدد غير قليل من المراكز اللاسلكية الثابتة و المتحركة التي تم إنشاؤها في مختلف مناطق المملكة وربطت حواضر المملكة ببواديها بحوالي(120) مركزا لاسلكيا وبدأت تعمل على المبرقات الطابعة بطريقة " التلتايب " وهي أسرع خدمة من البرقيات العادية.

ومع توفر الأموال وانتعاش الحالة الاقتصادية ،وكثرة الوافدين للبلاد للالتحاق بالصناعات الحديثة المختلفة ، عملت الحكومة على تيسير وتسهيل الخدمات البرقية ، ونشرها في جميع أرجاء البلاد.

ولقد افتتحت مدرسة لاسلكية للتمرين على أجهزة الإرسال والاستقبال والآلات لتزويد المراكز اللاسلكية بالأيدي العاملة.

وخصص قسم لتعليم عدد من التلاميذ على المخابرة ، والتمرين على الآلات التلغرافية الكاتبة التي وردت لهذه المصلحة.



الهاتف

وقد تم إنشاء شبكة الهاتف في أرجاء المملكة لتقوم بربطها ببعضها مع العالم الخارجي حيث رصدت ميزانية له عام(1374هـ/ 1954م) ، حوالي تسعة ملايين ريال ، فأنشئت أول محطة للاتصالات الهاتفية بين الرياض ، والدمام ، ومكة ، والطائف.

وفي عام(1375هـ/1956م)، افتتح حضرة صاحب الجلالة الاتصال الخارجي مع الدول العربية منها: مصر، وسوريا، ولبنان، والأردن.

وفي عام (1376هـ/ 1957م) ،افتتح جلالته الاتصال مع العالم الخارجي مثل: لندن،وباريس وروما، وواشنطن ، ومدريد. ولقد تم تركيب أجهزة وكوابل مشاريع التلفون الأوتوماتيكي بجدة وقد اعتمد لهذا المشروع مبلغ وقدره ( 500 . 837 . 2 ) ريال ، واستوردت المصلحة أجهزة لتأسيس محطات بحرية في كل من جدة والدمام واعتمد لهذا المشروع مبلغ وقدرة (800000)ريال. ورصدت الميزانية الضخمة من أجل مشاريع الهاتف وتأسيس المقسمات في كل أرجاء المملكة وأحرزت الوزارة تقدما رائعا تمثل في القفزات الرائعة التي تحققت على أعلى المستويات في مجال الاتصالات . ومن أجل ذلك أسست في العاصمة مدارس لتعليم فن المخابرة وأقيمت ورش لاسلكية فنية لتعليم وإعداد التلاميذ إعدادا عمليا على هندسة الاتصالات ، وأنشئت مدرسة فنية كبيرة لتقوم بالتعليم الفني على نطاق واسع ، واستقدم لها أساتذة فنيون من ذوى الكفاءات الممتازة من الخارج . مما يجدر ذكره أن الكثير من العاملين في هذه المحطات الضخمة هم من السعوديين الذين أبتعثتهم حكومة جلالة الملك إلى الخارج أو ممن تخرجوا من المدارس التدريبية التي أقامتها لهذا الغرض.