إفتتاح مطار الظهران

جَلاَلة الملِك المعظم يفتتح مَبٌنى مَطِار الظهَران
في الثاني عشر من ذي القعدة1381 ( 16 ابريل ، 1962 ) شرف جلالة الملك المعظم سعود بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية المنطقة الشرقية عقب عودته من رحلته الاستشفائية إلى الولايات المتحدة الأمريكية . وقد كانت المنطقة الشرقية ترفل بمعالم الزينة وأقواس النصر التي أقامها أصحاب المؤسسات والهيئات الشعبية وأفراد الجاليات العربية احتفالا بعودة جلالة الملك المعظم سالما معافى. وكانت المدة التي قضاها جلالته في المنطقة الشرقية حافلة بالنشاط الشعبي والاحتفالات ومظاهر الترحيب بمقدم جلالته وقد ذكرنا تفاصيل كل ذلك في حينه على صفحات " قافلة الزيت الأسبوعية".
 
افتتاحُ مَبنَى المطَار الجدَيد
 
وكان من أهم الأحداث التي حفلت بها زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الأخيرة إلى المنطقة الشرقية افتتاح المبنى الجديد لمطار الظهران . وقد تم هذا الافتتاح في حفل كبير رائع أقامته قيادة مطار الظهران بالتعاون مع شركة كومنولث الدولية التي تقوم بصيانة منشآت المطار.
 
وقد حضر الحفل عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء ، وكبار رجال الجيش والأعيان ، وبعض رجالات شركة الزيت العربية الأمريكية ، وحشود كبيرة من المواطنين الكرام . وبعد
 
كلمات الترحيب قام فوج من الطيارين السعوديين الذين أتموا تدريبهم على الطائرات النفاثة في مطار الظهران بعرض جوي رائع استحوذ على إعجاب الحاضرين.
 
وبعد العرض الجوي ، تفضل حضرة صاحب الجلالة ووزع الشهادات على الطيارين الجدد وتمنى لهم التوفيق في القيام بالعبء الكبير الملقى على عاتقهم . ثم توجه جلالته بعد ذلك إلى المدخل الرئيسي لمبنى مطار الظهران الجديد وتفضل بقص الشريط معلنا افتتاحه . ثم تجول جلالته بين رحابه وأرجائه متفقداً هذا المبنى الرائع.
 
مَبنَى مَطار الظهَران الجدَيد
 
كيفما نظرت إلى مبنى مطار الظهران الدولي الحديث ، فإنك واجده مفخرة في فن المعمار الهندسي وجمال التناسق ، وسلامة الذوق بالإضافة إلى متانته وسعته . وقد روعي في تصميمه أن يحمل الطابع العربي الأصيل الذي استعمله الأسلاف العرب في تزيين الكثير من المباني الأثرية التي خلفوها أينما قام لهم سلطان . فهو إذن شرقي غربي على نحو منسجم متكامل .
 
وقد قام بوضع هذا التصميم الفريد المهندس العالمي ( مينورد باماساكي) وهو أمريكي من أصل ياباني ، وينتمي إلى مؤسسة (فرانك لويد رايت ) . أما تشييد المبنى فقد رست مقاومته على مؤسسة (اومان فرانسورت رأيت) التي عهدت إلى شركة المشاريع السعودية بالقيام بالعمل .وقد تكلف المشروع خمسة ملايين دولار ، أو (22500000 ريال سعودي) قدمتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
 
يحتل المبنى مساحة قدرها 560 قدما طولا ، و150 قدما عرضا وينقسم إلى جناحين أحدهما - وهو الأفسح - للطيران الخارجي، وثانيهما للطيران الداخلي. ولا يختلف أحدهما عن الآخر إلا من حيث السعة. أما في التصميم والتجهيز فكلاهما على نفس المستوى الرفيع الذي ينطق بمدى ما حققته البلاد من تقدم في شؤون الطيران.
 
ويلاحظ الداخل إلى هذا المبنى بساطة في الترتيب ، وسخاء في توسيع أرجائه وتعلية سقفه ترفيها للمسافرين ، خاصة في فصل الصيف. هذا مع ملاحظة أن المبنى مكيف تكييفا كاملا بطاقة قدرها 360 طناً ، تدفعها ثلاثة محركات ديزل بقوة 1050 كيلو واط في الساعة.
 
والبهو الرئيسي الفسيح الذي يتجمع فيه المسافرون لإكمال إجراءات السفر يتسع لألف شخص ، ويحتوي على تسعة مكاتب للترحيل تمثل مختلف شركات الطيران أو حوالي 16 شركة دولية في الوقت الحاضر. كما يزين هذا البهو ( أكشاك) جميلة لعرض مختلف أنواع السلع والهدايا وبه مكتب بريد ومكتبة للصحف والكتب.
 
وقد أُفرد لكل من الركاب المسافرين والركاب العابرين صالة فيها مطعم وغرفة استراحة مؤثثة بأحسن الأثاث.
 
وفي الطابق الأعلى توجد ثمانية مكاتب لشركات الطيران، وعشرة مكاتب لمؤسسات تجارية مختلفة.
 
أما الجناح الخاص بالطيران المحلي فتحتل طابقه الأعلى مصلحة الطيران. وهو مزود أيضا بمطعم ومقصف.
 
وقد جهز المبنى بأحدث المعدات الفنية اللازم وجودها في المطارات الدولية .ففيه النقالات الاتوماتيكية التي تنقل الأمتعة إلى خارج المبنى أو إلى مكتب الجمرك ، وفيه جهاز لإعلان حركة الطائرات ، كما أن فيه عيادة للإسعافات الأولية.
 
ومن المنتظر أن تتضاعف حركة الطيران نتيجة لهذه التسهيلات ، ونظراً لموقع المطار نفسه في خطوط الطيران العالمية . وتقوم منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة بالمساعدة في إدارة برج المراقبة ومرافق الأرصاد الجوية .
 
ولا شك في أن المبنى الجديد يعتبر مفخرة من المفاخر التي تمت في عهد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز المعظم. [1]

References

  1. ^ مجلة قاقلة الزيت