تميز الملك سعود بحب الخير والسعي له و لذلك كني ( بأبو خيرين )، وعندما دعت جريدة البلاد السعودية عام 1371هـ ، في مكة المكرمة في العدد ( 1111) بتاريخ 10 / 3 / 1371هـ ، في مقال للشيخ صالح محمد جمال رحمه الله وتحت عنوان يا أصحاب الثروات أحسنوا كما أحسن الله إليكم . وتطرق فيها عن حاجة بعض الأسر للمساعدة وتكونت هيئة خيرية أطلق عليها صندوق البر وتولى رئاسة مجلس إدارتها عبد الله عريف رئيس تحرير صحيفة البلاد سابقاً ، وصالح محمد جمال أميناً للسر وحمد حسن مطاوع أميناً للصندوق ، وقام الملك سعود بتشجيعهم ومساندتهم لإنشاء صندوق البر ، ورفعت الهيئة تقريراً هاماً للسنة السابقة إلى الملك سعود في 30 / 3 / 1375هـ ، وكانوا قد ساعدوا 158 أسرة إضافة إلى رغبتهم في مساعدة 229 أسرة وليصبح مجموع الأسر 387 أسرة ، وبلغ إجمالي المصروفات الشهرية 19.000 ريال وساهم الملك سعود في دعمها بمبلغ 10.000 ريال كما تلاه مساهمات لكبار تجار وأعيان مكة وجده وقد استمرت هذه الهيئة حتى وقتنا الحالي والتي تسمى الآن جمعية البر بمكة المكرمة .
أما في الرياض وفي 6 / 9 / 1374هـ فقد قدم الشيخ محمد بن إبراهيم اقتراحاً لسمو أمير الرياض لتقدم عدد من موظفي معهد الرياض العلمي ومنهم مدير الشؤون المالية في المعاهد والكليات محمود بن عبد الكريم والشيخ عبد اللطيف بن عمر آل الشيخ للسماح لهم بتأسيس صندوق البر لمساعدة المنكوبين والمحتاجين ووافق الملك سعود على ذلك في خطاب موجه إلى أمير الرياض برقم 85771312 بتاريخ 6 / 9 / 1374هـ وبادر عندها الشيخ محمد بن إبراهيم في تأليف هيئة من الرجال الأفاضل لتأسيس هذا المشروع الذي كان النواة لجمعية البر بالرياض وكان من أول المتبرعين له والمساندين هو الملك سعود رحمه الله ومن بعدها توالت تأسيس جمعيات البر في المملكة كما نراها الآن .
وعند تأسيس وزارة العمل والشئون الاجتماعية عام 1380هـ قامت الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة والمعارف والزراعة بتبني مشروع ضخم وهو مشروع مركز تنمية المجتمع المحلي في الريف والمدن وأنشئ ستة عشر مركزاً في عام 1380هـ بهدف تنسيق الجهود الحكومية في القطاعات المختلفة وتحقيق الغاية المشتركة في النهوض الشامل بالمجتمع ، وكذلك مشاركة الأهالي و تحملهم مسئولية النهوض بمجتمعهم . ومراكز التنمية تعتبر مؤسسات اجتماعية تقوم على أساس إقناع المواطنين بحاجة مجتمعهم المحلي إلى التنمية ودعم مشاركتهم في بحث احتياجات مجتمعهم والتخطيط والإعداد للبرامج الإصلاحية ومن ثم مشاركتهم مادياً وأدبياً في الجزء الأكبر من نتائج هذه البرامج والمشروعات .
ومن ضمن الأنشطة التي ما رستها الجمعيات التعاونية إنشاء فصول لمكافحة الأمية وتنظيم الخدمات المكتبية لأهالي المنطقة وكذلك التوعية بالمحاضرات والندوات والمشاركة في تنفيذ البرامج الثقافية والصحية والاجتماعية والزراعية ولاقتصادية وقد ساهمت المراكز في تغيير اتجاهات وتفكير سكان هذه المناطق فيما يخص تعليم الفتاة وتدعيم إحترام العمل اليدوي والاعتراف بأهمية المشاركة في التطوير الاجتماعي ومساهمة السكان في خدمات المراكز وأعمالها .
ومما يذكر أن مراكز التنمية قامت بأدوار هامة في التنمية ففي الدرعية قوبل تعليم الفتاة بالرفض بداية عام1381هـ إلا أنه ونتيجة للدور الايجابي الذي قامت به الأخصائية الاجتماعية في مركز التنمية تم افتتاح أول فصل للبنات بعدد 12 فتاة في أواخر عام 1381هـ وفي عام 1382هـ صدر قرار ( نظام الجمعيات التعاونية برقم 26 ) وبموجبه تولت وزارة الشئون الاجتماعية مهمة الإشراف عليها ونشرها في البلاد كما تم إنشاء إدارة التدريب المهني في الصناعات المختلفة. ضمن إدارات وزارة العمل أيضاً صدر المرسوم الملكي رقم( 19 )في 18 / 3 / 1382هـ والذي تضمن إنشاء مصلحة للضمان الاجتماعي ويكون لها مكاتب في أنحاء المملكة لتلقي طلبات الإعانة من الأهالي وأخذ دور المرآة من خلال الجمعيات التعاونية في الظهور وتم الاعتراف به تدريجياً إلى أن قامت السيدات بالمشاركة في تأسيس الجمعيات التعاونية في دور خاصة بهن وقمن بتدريب الفتيات ثم ساهمن في دراسة حالات الأسر الفقيرة عن طريق تشكيل لجان من بينهن لتقرير حجم المساعدة ومن ضمن الجمعيات التعاونية النسائية كانت الجمعية التعاونية للأشغال النسوية بجده والتي تأسست في 1 / 4 / 1384هـ .تحت رقم ( 23 ) وتحولت بعد ذلك إلى الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجده .
وبالتالي نجد أن العمل الخيري بدأ بتكوين المؤسسات الأهلية الرجالية من خلال صناديق البر ودعمتها الحكومة بدءاً من عام 1371هـ ، ثم إنشاء وزارة العمل والشئون الاجتماعية عام 1380هـ ، ومشاركتها مع وزارات الصحة والمعارف والزراعة في تدعيم إنشاء المراكز التعاونية والتي ساهمت المرأة أيضاً في تأسيس العديد منها وتضمنت خدماتها الأعمال الخيرية لذوي الحاجة بعد تبلور دورها في التنمية والمساهمة في رقي المجتمع وبعدها بدأ إنشاء أوائل الجمعيات الخيرية النسائية في المملكة وبإشراف وزارة العمل والشئون الاجتماعية والتي أوجدت ضمن لوائحها تقديم الدعم المالي للجمعيات في إنشاء مبانيها وتقديم الإعانات السنوية الدائمة ، وقد كان إنشاء أول جمعيتين خيريتين نسائيتين هما الجمعية النسائية الخيرية بجده وجمعية النهضة الخيرية النسائية بالرياض عام 1382هـ..
المرجع: فهدة بنت سعود