كانت أول خطوة تنفيذية اتخذها جلالة الملك سعود – رحمه الله – بعد أمره الكريم بإنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجعل قصره على ضفاف وادي العقيق مقرا لها, هو إصدار مرسوم ملكي برقم( 11) وتاريخ (25 / 3 / 1381هـ), وقد تضمن هذا المرسوم الإشارة إلى أمره السابق بإنشاء الجامعة ، وعدد من الأمور التنظيمية للجامعة وفيها يلي نص ذلك المرسوم:
بسم الله الرحمن الرحيم
الرقم:11
التاريخ: 25 / 3 / 1381هـ
بعون الله تعالى
نحن سعود بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية
تقديرا منا لما لنشر العلوم الإسلامية من أثر نافع تثبيت دعائم الدين والنهوض بالأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ورغبة في إبلاغ الرسالة الإسلامية.
ومن حيث إننا – استهدافا لهذه الغاية – مازلنا عاملين على تشجيع التعليم ونشر المعارف وحرصا منا على السير على هدي القرآن ، وسنة رسول الله ، وسيرة السلف الصالح وابتغاء مرضاة الله وثوابه.
أمرنا بما هو آت:
المادة الأولى : أنشئت جامعة إسلامية بالمدينة المنورة تسمى الجامعة الإسلامية.
المادة الثانية : تعتمد الجامعة الإسلامية في مواردها على الأموال التي تتقرر لها من خاصتنا الملكية.
المادة الثالثة : تقرر ميزانية الجامعة للعام الدراسي (1381 – 1382 هـ ) بمبلغ (3.000.000) ( ثلاثة ملايين ريال) تؤدى من خاصتنا الملكية.
المادة الرابعة : يكون قبول الطلاب السعوديين وغير السعوديين في الجامعة الإسلامية وسير الدراسة ومناهج العلوم التي تدرس فيها حسب الشروط والأوضاع الواردة في النظام الأساسي للجامعة ولوائحها.
المادة الخامسة : يعمل بأمرنا هذا من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية.
التوقيع الملكي الكريم
سعود بن عبد العزيز
وتلاه مرسوم ملكي أخر برقم 17 وتاريخ 9 / 4 / 1381هـ يتضمن المصادقة على النظام الأساسي للجامعة ، وعلى اللائحة الداخلية لمجلس إدارتها.
ثم تلا ذلك إصدار مرسوم ملكي برقم :21 وتاريخ 16 / 4 / 1381هـ يتضمن المصادقة على نظام المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة.
وهكذا تم إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بخطى حثيثة تحت رعاية الملك سعود رحمه الله وأجزل مثوبته ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
اختيار المدينة مقرّ للجامعة ومغزى هذا الاختيار
أما اختيار المدينة المنورة لتكون مقراً للجامعة الإسلامية فكان له أكثر من دلالة ومغزى ذلك أن المدينة المنورة كانت عاصمة الإسلام الأولى التي شع منها قبس الإيمان ، ونور النبوة ومنها انطلقت جحافل الجيوش الإسلامية الفاتحة لتنشر الإسلام وتعاليمه السمحة في معظم أقطار الأرض ، فأحلوا الإيمان محل الشرك ،والعدل والمساواة محل الظلم والطغيان، وبهروا بأخلاقهم وقوة إيمانهم وتواضعهم شعوب تلك البلدان المفتوحة التي سارعت . عن قناعة – إلى اعتناق الإسلام والذود عنه.
كذلك فإن فضائل المدينة المنورة لا تكاد تحصر فهي من أحب البلدان إلى الله تعالى ، وفيها مسجد رسوله ، وإليها يأزر الإيمان.
ولما كانت المدينة المنورة بهذه المنزلة الرفيعة في الإسلام ، كان لها في قلوب المسلمين مكانة عظيمة جدّا جعلت ولاة الأمر في هذه البلاد يختارونها عن غيرها لإنشاء الجامعة الإسلامية بها لتعود كما كانت مصدر إشعاع وهداية لكل شعوب الأرض.
وقد شيدت مبانيها غرب المسجد النبوي الشريف بنحو خمسة أميال ، في الضفة الغربية لوادي العقيق الشهير ، بالقرب من قصر سعيد بن العاص التاريخي ، على مساحة من الأرض واسعة تقدر بنحو مليوني متر مربع ، في أحسن بقعة حول المدينة المنورة من حيث نقاء الهواء وطيب التربة . يقول الشاعر في وصف الموقع الذي تحتله الجامعة:
النخل فالقصر فالجماء بينهما
أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
وقد كان موقعها جزاء من قصر جلالة الملك سعود – رحمه الله – حيث أهداه جلالته إلى الجامعة ليكون مقراً لها بما اشتمل عليه من مبان فارهة وأثاث فاخر.
المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الكتاب الوثائقيّ عن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
صدر بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة
لجنة إعداد الكتاب رئيس اللّجنة أ.د. أحمد بن عطيّة الغامدي
الطبعة الأولى 1319هـ - 1419هـ - 1998م