التعليم الخاص

بدأ التعليم الخاص في المملكة العربية السعودية بجهود فردية في ١٩٥٢م للمكفوفين و قام عبدالله بن محمد بن غانم رائد تعليم المعاقين بفتح مدرسة في "جبرة" و زارها الملك سعود و كان لهذه الزيارة وقعها و اثرها الكبيرين في ٤/٨/١٣٧٨هـ.

وكانت "مدرسة جبرة الابتدائية" هي أول مدرسة للمعاقين تحت إشراف وزارة المعارف، و تبرعت والدة الملك سعود الأميرة وضحى العريعر رحمهم الله بمقر دائم للمدرسة في الظهيرة – الرياض. و في ١٣٨٠هـ قامت الوزارة بافتتاح معهد النور للمكفوفين و سمي معهد النور بالرياض ، و الذي يعد نقطة تحول رئيسية في التعليم الخاص في المملكة ، و انتشرت معاهد النور و التي تعتبر البداية الحقيقية لوضع اسس التعليم الخاص للمعاقين في المملكة العربية السعودية.

لم يقتصر التعليم الخاص وما تقدمة الوزارة فيه فقط على المكفوفين ، بل شمل الاهتمام والعناية أيضاً بالصم والبكم ،حيث افتتح في عام(1384هـ / 1964م) ، معهد الأمل للصم والبكم ومعاهد التربية الفكرية ( للمتخلفين عقلياً ) ولقد تم وضع مناهج جديدة لمعهد الأمل وللصم والبكم تتماشى مع طبيعة طلابه وتنسجم مع إدراكهم وإمكاناتهم ومع الأساليب الفنية المتبعة لتعليمهم وقد روعي في مناهجهم مستوى الطلاب وقدراتهم بحيث لا ينقص مستوى المعهد عن مستوى التعليم العام.

أنشئ هذا المعهد في مدينة الرياض ، واستقبل المصابين بالصمم والبكم كلياً أو جزئياً من أبناء المملكة والدول العربية الأخرى ، ووُفِر في هذه المعاهد المعلمون المؤهلون الذين جلبتهم الدولة من الدول الإسلامية والعربية المجاورة ، وخاصة مصر من أجل تعليم هؤلاء.

وقسمت الدراسة فيها إلى مراحل:
•  المرحلة التحضيرية ومدتها سنتان.
•  المرحلة الابتدائية ومدتها ست سنوات.
•  المرحلة المتوسطة ومدتها ثلاث سنوات.
•  المرحلة الثانوية ومدتها ثلاث سنوات.

ويقوم المعهد بتوفير الرعاية الصحية ، واللوازم المدرسية ، والطعام الكسوة والمبيت ، كما يمنح الطالب مكافأة شهرية قدرها ثلاثون ريالاً. وترفع هذه الإعانة المالية إلى (120) ريالا لكل طالب من مراحلها الابتدائية و(150 ) ريالاً في المرحلة المتوسطة والثانوية مساعدة لهم لإدارة شؤون حياتهم ، بجانب ما تقدمه لهم الحكومة من مجانية الكتب والوسائل التعليمية. ويزود من لديهم بقايا سمعية بالسماعات اللازمة . ويطبق في هذا المعهد ( نظام الأسرة ) حيث يوزع الطلاب إلى أسر ، تتألف كل منها من عشرة طلاب وكل أسرة مسؤول عنها عميد يساعده مرب للإشراف على الطلاب وتعويدهم العناية بالصحة والنظافة والترتيب وتنظيم حياتهم اليومية ، وإكسابهم العادات القويمة والسلوك الجيد.

ويتولى الإشراف الاجتماعي علي القسم مختص مؤهل تأهيلاً عالياً حيث يساعد في خدمة الطلاب ومعالجتهم نفسياً واجتماعياً وحل مشاكلهم ، والتعرف على ميولهم وقدراتهم ، وتوزيع الطلاب على حسب تلك القدرات . ويتولى الإشراف الصحي طبيب يساعده ممرض يشرف على العيادة الملحقة بالمعهد.

وقد أوجدت لهؤلاء الطلاب وسائل الترفيه الداخلية من مواقف وملاعب وأدوات رياضية مختلفة ونشاط كشفي ، وزود المعهد بكافة الأجهزة السمعية الجماعية والفردية ، كل تلك من أجل ترغيب الطفل على البقاء وحمله على التعليم وتعويض النقص الذي به.

أما بالنسبة للفتيات فقد أنشئ أول معهد للصم عام (1384هـ/1964م) ، وكان بشرق الرياض ومدة الدراسة فيه تماثل دراسة البنين ، وبعد المرحلة الثانوية تتخصص الطالبة في عدة تخصصات منها: ( مكتبات ، وآلة كاتبة ( عربي وإنجليزي ) حاسب آلي).

وتسير الدراسة فيها وفق خطة دراسية ومناهج تتفق في مضمونها مع المناهج المقابلة في التعليم العام ويقدم المعهد خدمات عديدة للطالبات. إضافة إلى الخدمات التعليمية فهو يقدم خدمات صحية ، وخدمات السمع والتخاطب ، وخدمات اجتماعية ونفسية ، وخدمات ترفيهية ، ويقوم بالتدريس معلمات متخصصات في مجال إعاقة الصم.

وأخيرا حظي هذا النوع من التعليم باهتمام الدولة لأنها حرصت على توفير فرص التعليم لجميع أفراد المجتمع لكونها ترعي كل فرد عضواً فاعلاً في بناء كيان هذا البلد ،ولم تفرق في ذلك بين البنين والبنات ، بل حظي الطرفان بجميع الفرص المناسبة لتعليمهم وتأهيلهم .

وكانت معاهد التعليم الخاص للإناث تابعة لوزارة المعارف تحت إشراف الأستاذ عبد الله الغانم. حتى صدور قرار مجلس الوزراء القاضي بإسناد مسؤولية التعليم الخاص للبنات للرئاسة العامة لتعليم البنات ، وبذلك بدأت الرئاسة في الإشراف على هذه المعاهد ورعاية المعاقات ووضع البرامج والتخطيط لتعليمهن وتأهيلهن.