وعُينت الأميرة نورة بنت سعود رئيسة للمبرة, والأميرة موضي بنت سعود نائبة لها،أما الأميرة حصة فقد أصبحت أمينة المبرة والمشرفة العامة عليها ، وكانت تداوم فى مكتبها يوميا لمتابعة سير الدراسة شخصيا . وقامت الأميرة حصة بإحضار السيدة الفاضلة زاهية عسيران من لبنان للإشراف على المبرة مع مدرسات من لبنان .
و لكن استمرت مشكلة رفض الأهالي لتعليم فتياتهن بعد فتح المبرة بدليل أن الأميرة حصة تسلمت خطابات تهديد من الأهالي والطلب منهم بإقفال المبرة ، و قاموا بتقديم اعتراضاًت إلى الملك سعود رحمه الله إلا أنه ولقناعته بأهمية تعليم الفتاة,قام بالوقوف بجانب بناته وساندهن وشد من أزرهن على خطوتهن الرائدة مما شجعهن على استمرار بقائها. و لكن و بعد عام بدأ التقبل التدريجي بأهمية التعليم للفتاة وأصبح عدد التلميذات خمسون طالبة في قسميها الداخلي والخارجي مما أحوجهم للانتقال إلى مبنى جديد في المربع كان يسكنه رشيد الكيلاني ، وشجعهن أيضا الأمير فهد بن عبد العزيز وزير المعارف وأمدهن بالمناهج التعليمية اللازمة للمدرسة . وبعد فترة ازداد عدد التلميذات إلى 220 تلميذة في القسم الداخلي والخارجي، كما ازداد عدد المدرسات أيضاً إلى 15 مدرسة. وكانت مراحل التدريس تبدأ من الروضة إلى الثانوي . وقدمت المدرسة التعليم المجاني وأمدت الطالبات باحتياجاتهن المدرسية ووفرت حافلات لنقل الطالبات إلى منازلهن ،كما أن سياسة مجانية التعليم أيضاً مورست في معهدى :(الأنجال والكريمات) .
ولأهمية هذه المدارس وتميزها بالريادة, فقد كان كبار الشخصيات التي تزور المملكة تأتي للاطلاع عليها وزيارتها ، ومن أهم الزائرات لها الملكة زين والدة الملك حسين ملك الأردن, و الأميرة عائشة بنت الملك محمد الخامس والتي كانت الأميرة حصة من أشد المعجبات بها وبدورها بجانب والدها في المنفى ، وكذلك الصحفية المصرية -الرائدة- أمينة السعيد والتي تعتبر أول صحفية عربية تزور المملكة وبدعوة شخصية من الأميرة حصة بنت سعود عام(1960م 1380هـ)، و التى أظهرت في كتاباتها الصورة المشرفة للمرأة السعودية المتعلمة القادرة على القيام بواجباتها الاجتماعية اتجاه مجتمعها . واستمرت المبرة حتى عام(1964م 84هـ) وذلك بعد مغادرة الملك سعود البلاد ، عندما ضمتها الرئاسة العامة لتعليم البنات في إدارتها وأصبح اسمها المدرسة السادسة عشر في حي المربع بالرياض بعد أن لعب هذا الصرح دورا كبيرا فى أوائل تعليم المرأة , وتخرج منها جيلا كاملا من النساء الرائدات .
وهذا يوضح دور المرأة من خلال ما قامت به كريمات الملك سعود من تشجيع التعليم في زمن بدأت تظهر فيه أهمية تعليم الفتاة لتمارس دورها الفعال في المجتمع ، إلا أن ذلك الدور والمتمثل في تشجيع كريمات الملك سعود لتعليم الفتاة السعودية – بالرغم من الاعتراضات – حسمه الأسلوب التدريجي في اقناع الأهالي وقناعة الملك سعود شخصياً بهدفهن مما جعله يقف مسانداً ومشجعاً لهن .
المرجع: مقابله مع الاميره حصة بنت سعود بمناسبة مؤتمر المئوية عام 1999م