جلالة الملك المعظم دائب
العمل على توثيق أواصر الأخوة العربية والإسلامية بين العرب والمسلمين
نشرت جريدة الصريح التي تصدر في القدس المقال التالي :
كانت الجزيرة هي المعين الذي انبثق منه الإيمان الذي استطاع العرب أن يفتتحوا به مغاليق القلوب والثغور معا . ونحن لأننا نسمع أن عصور الإيمان قد ولت .
والحق أن الإيمان باق حيث هو وإنما الذي تغير هو روح العصر ونحن نعيش في عالم قد تضاربت فيه المسافات وترابط الناس فيه بألف وسيلة ووسيلة من المواصلات التي أخفت بها العزلة بين الأمم وليس أنقى لقوة الإيمان من الاختلاط وكلنا يعلم أن صولة الإيمان في نفوس العرب أخذت تضعف منذ خرج العرب من عزلتهم في الجزيرة . .....؟......
والعصر الذي نعيش فيه اليوم هو عصر القوة وعماد هذه القوة هو البترول . ومثل هذا العصر لا نغير فيه ولا نبدل رسالة من رسالات الروح ، وإنما تحدث فيه الأحداث القوة المادية ولسنا نطمس بهذه من قيمة الروح ورسالاتها ولا نحن نزعم أن العصر الذي نعيش فيه قد خلا من الإيمان ومن المؤمنين وإنما الذي تزعمه أن آية هذا العصر هي فهمه وفهمه وفهم العصر هو فهم القوة . وفي الجزيرة اليوم ملك قد تحلى بأسمى صفات الإيمان ووضع الله بين يديه أغنى موارد القوى المادية التي يفهمها العصر .
وفي استطاعة مثل هذا الملك الذي توفرت لديه ذخيرة وافيه من غنى السماء وغنى الأرض أن يعمل العصر الراهن بعض ما عمله المؤمنون الأوائل في عصر الإيمان .
وصاحب الجلالة سعود بن عبد العزيز قد أختط لنفسه ومنذ توليه عرش أبيه ، سياسة جديدة في تاريخ الجزيرة فهو دائب على توثيق أواصر الأخوة العربية والإسلامية بين العرب والمسلمين يعمل لهذه الغاية بنفسه ويتنقل من بلد إلى آخر لتحقيقها .
وجلالته يحيط قضية فلسطين بعطفه ورعايته . ويبذل لها في غير حساب ويتحمل في سياستها ما يتحمل من مشاق التجول في بلاد العرب والمسلمين لتوحيد الكلمة وتنظيم العمل المشترك .
لقد بادر جلالته حفظه الله حياه تولى قضية الحرس الوطني عنايته السامية وأنجده بالمال وسيفعل أكثر من ذلك قريبا لاعتقاده بقائده هذا الحرس واستبساله للدفاع عن حدود هذا الوطن.
أما المسجد الأقصى فقد كان على استعداد لإصلاحه على نفقته الخاصة لولا أنه أراد إفساح المجال أمام إخوانه ملوك ورؤساء العرب ولقد ترجمت برقية جلالته في هذا الشأن عن شعوره الصادق نحو أولى القبلتين وثالث الحرمين .
ولن يفوتنا تبرع جلالته السخي لإنشاء مبرة في القدس تحمل اسمه الكريم - كما فعل من قبل في بيروت ودمشق وغيرها - فإن هذه الأعمال المجيدة تشهد للعاهل العربي الكريم برغبته الشديدة في خدمة العالمين العربي والإسلامي خدمة صادقة يقصد بها وجه ربه الكريم وأمته وبلاده .
إن " الصريح " ترسلها تحية صادقة لجلالة العاهل السعودي العظيم بعد نجاحه الأخير في توثيق عري التعاون والعمل المشترك مع قطر إسلامي عزيز هو الباكستان والعلاقات الإسلامية العربية .
__________________________________________________________________________________________________
المصدر: المدينة
التاريخ: 12شوال 1373هـ الموافق 14 يونيو 1954م