كلمة رئيس علماء باكستان محمد عبد الحامد القادرالبديوني

موقفان عظيمان للملك عبد العزيز وخلفه العظيم الملك سعود



بقلم رئيس علماء باكستان

مولانا محمد عبد الحامد القادر البديونى

زار القاهرة في خلال هذا الشهر وفد يمثل علماء باكستان بدعوة من الأزهر الشريف ووزارة الإرشاد وكان القصد من زيارة هذا الوفد تنمية العلاقات الودية بين مصر وباكستان من ناحية وبين الأزهر وعلماء باكستان من ناحية أخرى .

وكان وفد علماء الباكستان مكونا من السادة مولانا محمد عبد الحامد القادري البديوني رئيس جمعية العلماء هناك ورئيس وفد العلماء إلى مصر ، ومولانا ناصر جلالي ، ومولانا ناصر فضه ومولانا احمد نوراني ، والسيد حسين إمام ، والأستاذ عبد المنعم العدوى صاحب مجلة العرب التي تصدر باللغة العربية في باكستان ، سكرتيرا للوفد .

وقد جرى بين مندوب " صرخة العرب " والسيد البديوني رئيس الوفد حديث ننقله إلى قرائنا فيما يلي:

قلت للسيد البديوني ونحن في جلسة خاصة في فندق الكونتننتال الذي نزل فيه الوفد ضيفا على الحكومة المصرية ، هل تذكرون شيئاً " الصرخة العرب " عن أهداف جمعية العلماء التي ترأسونها في باكستان . فقال:

تأسست هذه الجمعية عقب قيام دولة الباكستان في سنة 1948 ومنذ قيام هذه الجمعية وهي تؤدي للمسلمين في العالم أجل الخدمات وانفعها.

فما من حركة تحريرية إسلامية تقوم في أي قطر ابتلى بالاستعمار إلا وترفع صوتها مؤيدة هذه الحركة ومؤازرة لها ومساعدة لمجاهديها . وهذا أيضا هو موقف الجمعية في كل قضية إسلامية في داخل الباكستان أو خارجها وجمعيتنا هي أول من رفع الصوت بتأييد مصر في المطالبة بالجلاء ووحدة الوادي كما ناصرت أيضا قضية تونس ومراكش والجزائر وليبيا وكشمير.

ملكان عظيمان

وقال سيادته وما دمنا قد تحدثنا عن أهداف الجمعية فاني أسجل هنا بكل فخر موقف ملكين عظيمين من ملوك الإسلام هما المغفور له جلالة الملك عبد العزيز آل سعود وخليفته العظيم جلالة الملك سعود.

فأما جلالة الملك عبد العزيز آل سعود فقد تفضل واستجاب لرغبة جمعية علماء باكستان حينما رفعت لجلالته ملتمسا بإلغاء رسوم الحج فأجاب جلالته هذه الرغبة مضحيا بما تفيد منه المملكة السعودية من هذه الرسوم وهو مبلغ ليس بالهين أو السهل إذ يبلغ ما كان يحصل من هذه الرسوم ما لا يقل عن 40 مليون جنية.

وهو مبلغ كما ترى كبير ولكن جلالته أجاب ملتمس الجمعية بإلغائه على الفور وذلك عدا التشجيع الأدبي الذي أحاط به جلالته جمعيتنا وحباها بالكثير من الرعاية .

وأما جلالة الملك سعود خليفة هذا الرجل العظيم فقد تفضل " أعزه الله " واصدر أمراً ملكيا حذر فيه رعاياه من إدخال أبنائهم مدارس الإرساليات التبشيرية حفظا على عقائدهم وتقاليدهم الإسلامية الموروثة.

والواقع إن هذا الأمر الملكي السامي قوبل من جمعية علماء باكستان ومن الهيئات الإسلامية والعائلات العربية المسلمة في باكستان بالترحيب والاستحسان والأثر الكريم.

وإني هنا وبأسم جمعية علماء باكستان أرفع لجلالة الملك سعود على صفحات " صرخة العرب" مرة أخرى - شكرنا القلبي على هذه الخطوة الحميدة التي يعتبر صدورها من ملك مسلم عظيم لها قيمتها وقدرها ومعناها العميق في النفوس المؤمنة السليمة.

المرجع:مجلة صرخة العرب –مايو 1955 –العدد الخامس
مجلة صرخة العرب –مايو 1955 –العدد الخامس