مقال بقلم اللواء . ا . ح . محمد نجيب
تحيتي إلى ضيف مصر العظيم
بين مصر وبين المملكة العربية السعودية أواصر من العربي ، ووشائج مكينة من المودة والحب ، هي أواصر العروبة والإخاء والوحدة المقدسة ، التي ينبض بها قلب الشرق العربي .
وإذا كانت الأحداث التي مرت على الشرق قد أيقظت فيه روح العمل والإقدام والمؤازرة والتساند ، فإن علاقة مصر بالحجاز علاقة قديمة ، طالما برهنت الأيام على إنها تزداد قوة على الزمن وإنها لن تنفصم أبدا بإذن الله .
والحجاز هي الأرض الطيبة ، التي بزغ في ربوعها نور الإيمان واليقين ... النور الذي حمل شعلته محمد بن عبد الله ، فبدد ظلام الجاهلية والوثنية ، وشق للناس آفاق العلم والمعرفة ووضع شريعة الحق والهدى ، فكان مولد الإسلام حقا هو مولد السلام.
وضيف مصر العظيم الملك سعود هو أخ كريم ، وابن أخ كريم ، وهو إذ ينزل اليوم ضيفا على مصر فإنما ينزل ضيفا على بلاده ، لأن الشرق العربي وحدة لا تنفصم : ولا تعترف بالفوارق أو الفواصل ، فنحن إخوة في أفراحنا وأتراحنا ، وإخوة في كل ما نهدف له من خير وسلام .
أن المملكة العربية السعودية الشقيقة هي الأرض الطاهرة التي يعتبرها كل مسلم وطنه الروحي وطن المسلمين جميعاً ، ومهبط وحي رسولنا الكريم .
ولقد قامت الدلائل أكثر من مرة ، ومنذ قديم الزمن ، على آن السعودي المصري أخوان بكل ما تدل عليه كلمة الأخوة من معنى ، فإن المئات من المصريين الذين يعيشون في الحجاز يدركون أنهم إنما يعيشون بين إخوة وأبناء عمومة ، وكذلك السعوديون الذين يعيشون في مصر يحسون بالشعور نفسه .
إن الإسلام الذي وحّد بين قلوبنا ما زال يعلمنا إن السعادة في الإتحاد والوئام ، وأن الشرق الذي تألبت ضده قوى الشر لن يكون أمنع من عقاب الجو إلا إذا جعل من نفسه سداً منيعاً ضد الأطماع والغايات.
أن الضيف العظيم الذي يزور مصر لأول مرة في عهدها الجديد سيرى فيها أمه فتية تنهض بكل مسئولياتها ، بعد ما أرست حجر الإصلاح ، وراحت تقوم بأضخم الأعباء والمشاريع التي تعود على البلاد بالخير ، وتسد مطالبها وتحقق رغبات شعبها ، وسوف يدرك ضيفنا العظيم أن هذه البلاد جد سعيدة بزيارته الكريمة ، لأنها تحمل معاني الأخوة والمودة والحب المكين ، وما أحوج الشرق إلى هذه المعاني.
المصور عدد خاص 1373
المصور