خطاب الملك سعود إلى شعبه في 8 ربيع الأول 1379 الموافق 11 سبتمبر 1959

(أم القرى العدد 1784 في 8 ربيع الأول 1379 الموافق 11 سبتمبر 1959)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
شعبي العزيز 
إني أحمد الله العلي القدير إليكم، وأسأله أن يقينا وإياكم العثرات، وينير لنا سبل الرشاد، ويرزقنا الشكر الجزيل على نعمه الكثيرة.
وبعد فإن العواطف الفياضة التي قوبلت بها اليوم لدى عودتي إلى بلدي العزيز وشعبي الكريم لا يدانيها إلاَّ ذلك السيل من البرقيات والكتب، التي انهالت على الديوان الملكي استفساراً عن صحتي أثناء المعالجة، وعن أخبار الرحلة أثناء تنقلي في ألمانيا للراحة والاستجمام، مما يحدو بي إلى الشكر لله ثم لكم على ما وهبنا إياه من محبة متقابلة، وإخلاص متبادل، ورغبة صادقة في العمل المجدي، متعاونين لرفع شأن هذا البلد الذي نعيش فيه، والشعب الذي نؤلف في مجموعنا كيانه، وها أنا اليوم أعود إليكم، وقد حصلت لنا الطمأنينة من الجهة الصحية، كما أكسبني الاستجمام بحول الله نشاطاً وهمة، أرجو الله أن يهئ لنا العمل بها لإعزاز بلادكم، وإنهاض شعبكم، ودفع العوادي عن دياركم.
          وقد أتاحت لي الفرصة إبان عودتي لملاقاة أخي جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة؛ تلبية لدعوته، فحادثته في شتى شؤون بلدينا، والبلاد العربية عامة، وإنه ليسعدني أن أذكر لكم أننا كنا معهم على وئام تام، وقد تلاقت جميع وجهات النظر لما فيه خير العروبة والإسلام، وإنا لنرجو أن يكون من وراء ذلك عهد جديد من التآلف والتعاون بين جميع شعوبنا العربية؛ لنواجه ظروفنا السياسية صفاً واحداً، ونعمل يداً واحدة في سبيل مجموعتنا العربية، وإني إذ أذكر ذلك باغتباط أعرب عن شكري وتقديري للحفاوة التي لقيتها في مصر من الحكومة والشعب الشقيق. راجياً من المولى أن يوفقنا لما فيه خير البلاد والعباد.
ام القرى